طه حسيب (أبوظبي)
في جناح «أبوظبي للإعلام»، وبحضور نخبة من خبراء الإعلام والتحول التقني، انطلقت، أمس، سجالات «منتدى الإعلام الوطني في عصر الرقمنة» الذي تنظمه «الاتحاد» ضمن فعاليات «الكونجرس العالمي للإعلام». شارك في المنتدى حمد الكعبي رئيس تحرير «الاتحاد» والدكتور محمد العلي الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، والإعلامي الكويتي محمد الملا، والدكتورة ابتسام المزروعي رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي بمعهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي، ونسرين فاخر رئيس تحرير منصات «ماجد» والإعلامي الإماراتي أحمد اليماحي، وعبدالله ناصر العتيبي الباحث السعودي في الإعلام السياسي والمهندس عدنان كشواني المدير التنفيذي لمركز الامتياز للحوسبة السحابية من &e - اتصالات، والإعلامي الإماراتي فيصل بن حريز، والكاتب والباحث السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي.
وأكد حمد الكعبي، رئيس تحرير «الاتحاد»، أن المنتدى فرصة جيدة لتسليط الضوء على أدوار الإعلام وتحدياته الجديدة، مع التركيز على مفهوم «الأمن الإعلامي»، أمن المجتمعات إعلامياً، وتوعيتها بمخاطر الإشاعات، وتحصينها من الدعاية الكاذبة التي تستهدف ضرب الثوابت. وأشار الكعبي إلى أهمية الذكاء الاصطناعي والمستجدات الرقمية التي تؤثر بالفعل في الإعلام الآن وفي المستقبل.
هناك تهديدات تعرض لها المؤثرون على وسائل الاجتماعي في منطقتنا، وهذه ظاهرة تستوجب الدراسة من خلال مراكز البحوث.
وانتقلت الكلمة إلى عبدالله ناصر العتيبي الباحث السعودي في الإعلام السياسي، مقدماً في مستهلها تساؤلاً مؤداه: هل وسائل التواصل الاجتماعي وسائل إعلامية؟ وأشار إلى أن بعضهم يحذر من أن وسائل الإعلام التقليدية مهددة بالإغلاق، لكن عند التطرق إلى الأمن الإعلامي ينبغي التأكيد - والكلام لعبدالله ناصر- على تطوير أدوات الإعلام التقليدية، لكي تطور نفسها وتصبح قادرة على الاتصال بالجمهور.
محتوى «يغذي المغردين»
ويطرح عبدالله ناصر العتيبي حلولاً لتحديات الإعلام التقليدي، منها التركيز على الاتصال بالمجتمع ودعم وسائل الإعلام.
ويلفت عبدالله ناصر الانتباه إلى أن المغرد يحتاج إلى مادة إعلامية، وإذا تأخرت وسائل الإعلام عن متابعة المستجدات بسرعة فسيبحث المغرد عن مصادر أخرى، ما يستوجب وجود محتوى إعلامي احترافي على المنصات التقليدية.
والمهم - يقول عبدالله ناصر- دعم الأدوار الجديدة للإعلام لكي تكون أكثر مواءمة للفضاء الرقمي ولجيل جديد من الجمهور. سابقاً، كان الورق والشاشة والميكروفون، الآن نتحدث عن فضاء يضم كل شخص تقريباً، ويسمح للجميع بالظهور.
من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي، يلحظ أنها «تزدهر» بالمعلومات الخاطئة والمضامين المضللة وبالصراعات، والواضح أن تطوير وسائل الإعلام التقليدية يستوجب جعلها بيئة مناسبة للحوار واحتواء الصراعات وتنويع الأفكار، بدلاً من اتجاه الجمهور لوسائل التواصل الاجتماعي التي لا تتحلى بالمسؤولية الوطنية.
ووجه حمد الكعبي سؤالاً لعبدالله ناصر: هناك قاعدة تقول إن الإعلام حر وكلمة أمن تعني في جانب منها تقييد الإعلام، فهل يعني الأمن الإعلامي تقييد الإعلام؟ وأجاب عبدالله ناصر بأن الأمن الإعلامي يعني حماية المجتمع وبناء «جدار» لحمايته من المخاطر.
فوضى «التواصل الاجتماعي»
وانتقلت الكلمة إلى الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أكد خلالها أننا نمر اليوم بفوضى في وسائل التواصل الاجتماعي، ودور مركز البحوث وضع قواعد لتوعية الجمهور بأهمية المشاركة الإيجابية، وأشار إلى منتدى الإعلام الوطني الذي نتحاور فيه يأتي ضمن مساعي توعية الجمهور. ومن خلال تجربته، يؤكد العلي أن ورش العمل والندوات والإصدارات، تسهم في تفعيل دور مراكز البحوث، ومع ذلك فإن هناك أدوات جديدة، مثل مقاطع الفيديو القصيرة، حيث إنها أكثر انتشاراً، وربما أكثر تأثيراً. ودعا العلي إلى تطوير أدوات التوعية. ولفت العلي الانتباه إلى أهمية قياس اتجاهات الرأي العام، من خلال استطلاعات الرأي، وفي «تريندز» «يوجد الباروميتر العالمي»، الذي يرصد هذه الاتجاهات.
وانتقلت الكلمة إلى نسرين فاخر رئيس تحرير منصات «ماجد»، تساءلت خلالها: هل يتجه بعضنا إلى وسائل التواصل لأن الإعلام الوطني يتحدث بمثالية؟
ورد الباحث السعودي عبدالله ناصر بأن الجمهور ابتعد عن وسائل الإعلام التقليدية لأن وسائل التواصل تتضمن نقداً وصراعات.
«الذباب الإلكتروني»
تضمنت نقاشات المنتدى مداخلة للإعلامي الكويتي محمد الملا، تتمحور حول «الأمن الإعلامي ثنائية ثقة الجمهور والمعلومة الدقيقة»، وجه في بدايتها الشكر لصحيفة الاتحاد التي، من خلال فعاليات الكونجرس العالمي للإعلام، طرحت سجالاً للمرة الأولى حول مفهوم الأمن الإعلامي، منوهاً بأننا نواجه الذباب الإلكتروني، ولا ننسى - حسب الملا- أهمية الإعلام، الذي تستخدمه القوى الكبرى لاستهداف دول معينة في لحظات معينة، ومن خلال منصات كبرى. ولدى الملا قناعة بأن الأمن الإعلامي مثل صنوف الأمن الأخرى التي لا غنى عن تحقيقها، مثل الأمن الصحي والأمن الاقتصادي والأمن السياسي، والأمن الغذائي.
غزو إعلامي بالمحتوى
وحذّر الملا من أن المنطقة تواجه غزواً إعلامياً، يحاول الدخول عن طريق المحتوى، وعبر محطات إعلامية محددة.
واستنتج الملا أن هناك علاجاً سهلاً يكمن في دعم الإعلاميين الحقيقيين ومنحهم الفرصة ودعم القنوات التي من خلالها نواجه ما يسميه الملا بـ«الإعلام المضاد» و«الإعلام المضلل».
ولدى الملا قناعة بأن الإعلام المضاد يستهدف بالأساس الأمن الاجتماعي، والعلاج يكمن في تثقيف المجتمع، وتقديم المحتوى القوي وصناعة المؤثرين.
الإسلام السياسي ومنع التوعية
ولفت الملا الانتباه إلى سلوك تيارات الإسلام السياسي، خاصة حرمان المجتمع من التوعية والتنوع الفكري، هذه التيارات كانت تمنع كتباً لبعض الكتاب، وتصفهم بأبشع الألفاظ، وتسعى لتشويه صورتهم. وهذا يتطلب تمكين المجتمع من التوعية الكافية والتنوع الذي يثري مداركهم، ودعا الملا إلى ضرورة التركيز على قضايا المجتمع، ذلك لأن هذا الأخير عندما يكون واعياً يستطيع منع أي محاولات مغرضة لزعزعة الاستقرار، وهذا ما حدث في مصر، عندما تمكن المجتمع الواعي من إحباط أي محاولات للفتنة.
مسؤولية الدولة
وقدم الكاتب والباحث السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي مداخلة بعنوان «وسائل التواصل الاجتماعي ليست بديلاً عن الإعلام الوطني المسؤول»، أكد في مستهلها أهمية الإعلام الوطني في مجتمعاتنا، واستنتج أننا لم نصل بعد إلى اللحظة التي نجعل وسائل الإعلام قائمة على اعتبارات السوق، فالإعلام لا بد أن يبقى مسؤولية الدولة؛ لأن مجتمعاتنا ومنطقتنا لا تزال تمر بمرحلة انتقالية، ولم تصل بعد إلى تحقيق أهدافها.
وحذر عبدالله بن بجاد من أن وسائل الإعلام الغربية في الولايات المتحدة وأوروبا وضعت مصداقيتها على المحك وفقدت مهنيتها، خاصة عند التعامل مع قضايا تخص دولنا، ما يستوجب تعزيز دور وسائل الإعلام. ويقول العتيبي، إن المقارنة بين الإعلام الوطني أو الرسمي، أو سمه ما شئت، ووسائل التواصل الاجتماعي، ليست منصفة، فالإعلام الوطني لديه مسؤولية وطنية وأدوار مهمة، مؤكداً أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست وسائل إعلام. ولا يزال الإعلام التقليدي مصدر ثقة من حيث تقديم المعلومة الدقيقة، صحيح أن وسائل التواصل ترتكز على السرعة وتوسيع الانتشار، لكن ذلك لا يمس أهمية الإعلام التقليدي.
وحذر عبدالله بن بجاد من أن شركات التكنولوجيا الكبرى التي تدير منصات التواصل الاجتماعي لا تخلو من التوجهات السياسية ولا الأيديولوجية، وضرب مثالاً على ذلك بوقف حساب الرئيس الأميركي السابق على منصة «تويتر»، في حين يتم ترك حسابات مسؤولين يحرضون على العنف.
تأمين المجتمعات.. أولولية
وخرج عبدالله بن بجاد من مداخلته باستنتاج مفاده: ينبغي على وسائل الإعلام مراعاة أمن الدول والمجتمعات، فهذه أولوية، ومن الضروري الحرص على حرية إعلام منضبطة تضمن الانتشار مع الالتزام بالمهنية. العتيبي يتحدث أيضاً عن حرية منضبطة بالأولويات الوطنية، خاصة في ظل معاناة بعض وسائل الإعلام من «تفاهة ممنهجة»، على حد قول الكاتب السعودي.
رصد المحتوى الزائف
قدمت الدكتورة ابتسام المزروعي، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي في معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي، مداخلة بعنوان «تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز الرسالة الإعلامية»، استنتجت خلالها أهمية الذكاء الاصطناعي في رصد المحتوى الزائف في المنصات الإعلامية، وكشف ما يسمى «التزييف العميق»، حيث يتم تلفيق صور ومقاطع صوتية لشخص لتشويه الصورة وتقديم معلومات مضللة. ولدى تقنيات الذكاء الاصطناعي القدرة على كشف الذباب الإلكتروني بطريقة آلية، وأيضاً استخدام معالجة اللغة الطبيعية في كشف الردود السلبية على منصات التواصل والتي عادة ما تكون موجهة من أطراف معادية. وتلفت المزروعي الانتباه أيضاً إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم حلول إعلامية، من خلال خوارزميات قادرة على «كتابة مقال حر». ولدى المزروعي قناعة بأن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الإنسان بنسبة 100 في المئة، لكنه يستطيع توفير 70 في المائة من الوقت، وإتاحة الفرصة لمزيد من الإنتاجية والإبداع.
وأشارت المزروعي إلى أن بعض شركات التقنية العملاقة، مثل «ميتا» و«جوجل»، لديها تقنيات قادرة على كتابة فقرة نصية قصيرة، يمكن تحويلها إلى فيديو قصير، من أجل نشر رسالة ما.
خطر على المجتمعات
قدم الإعلامي الإماراتي أحمد اليماحي مداخلة، أشار في مستهلها إلى أهمية مفهوم الأمن الإعلامي الذي يحتاج أيضاً المزيد من التوضيح والتأطير، خاصة وأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت خطراً على المجتمعات، فهناك من ينشر صورة ما من دون أن يدري خطرها وتأثيرها أو حجم المشكلات الناجمة عنها. وتوصل اليماحي إلى استنتاج بأن الإعلام الوطني تأخر كثيراً في الحضور بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي النهاية سعى لمواكبة هذه الطفرة، ما جعل بعضهم يلجأ إلى مصادر بديلة يستمد منها المعلومات. وتعاني وسائل التواصل - حسب اليماحي- من انفلات يصعب مواجهته من خلال القوانين، وفي مجتمعنا توجد توجيهات بضرورة وضع محددات أخلاقية عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. ونوّه اليماحي بتميز الإعلام الوطني بحس المسؤولية الذي يلتزم به الصحفيون الإعلاميون عند قيامهم بدورهم. ويرى اليماحي أن الجانب التجاري لدى مؤسسات الإعلام الوطنية بات جزءاً من مهمتها، لكنه ليس كل شيء.
وانتقلت الكلمة لنسرين فاخر، طلبت خلالها من مراكز البحوث إجراء دراسة عن الأطفال، بحيث يسأل أولياء الأمور أطفالهم عن: ما هو الإعلام الذي يريدونه، ما الذي يحتاج إليه الطفل من الإعلام؟
وطرحت مقاربة مهمة تتعلق بضرورة تنمية مهارات الذكاء العاطفي لدى الأطفال، كي تصبح لديهم قدرة على التعامل مع المعلومة داخل هذا لمحتوى أوذاك. ودعت للاهتمام بمهارات التقييم لكي يصبح الطفل قادراً على التمييز بين المحتوى المفيد الصحيح والمحتوى المضلل والضار.
ودعت نسرين فاخر إلى التعاون بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات التربوية لتطوير المحتوى الخاص بالأطفال.
ولفتت الانتباه إلى المسلسلات الكرتونية التي كانت تتضمن معلومات مهمة تتناول الجغرافيا مثلاً، ما يدعو إلى إنتاج محتوى صديق للأطفال. كما طالبت بتعزيز دور الأهل في اختيار المحتوى الذي يتلقاه الأطفال، وضمن هذا الإطار تخطط المجلة لإنتاج «بودكاست» موجه لأولياء الأمور، بحيث تتم استضافة صناع المحتوى الخاص بالأطفال، ونوهت أيضاً بدور المؤسسات التربوية في تنمية مهارات احترام الوقت، باعتبار الوقت أثمن شيء، ويجب استثماره في كل ما هو مفيد.
«التحصين» و«التصدي»
في مداخلته التي قدمها للمنتدى، طرح محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لـ«تريتدز للبحوث والاستشارات» تساؤلاً، مؤداه: كيف نطور أدوات الإعلام الوطني لحماية المجتمع من حملات التشويه؟
وحسب العلي، يحتاج الإعلام إلى أن يعمل وفق استراتيجية تقوم على عمودين رئيسين، هما «التحصين» و«التصدي»، بمعنى تحصين المجتمع وتعزيز وعيه، والتصدي لهذه الحملات. يشمل جانب «التحصين»: زيادة المحتوى الإعلامي الذي يستهدف رفع وعي المجتمع بإنجازات الدولة بأساليب جاذبة للجمهور، التركيز على تناول المعلومات التي تخص الدولة داخلياً وخارجياً بشكل شفاف يغلق باب التكهن، وكشف الأهداف الخبيثة التي تسعى إليها حملات التشويه، وكشف من يقف وراءها. ويدعو العلي إلى تدريب الإعلاميين، ورفع قدراتهم المعرفية، بحيث يتمكنون من الرد على هذه الحملات. (واسمحوا لي هنا أن أشير إلى مبادرة منصة «الإعلامي الباحث» التي أطلقها «تريندز» بالشراكة مع وكالة «وام»، وشركة أبوظبي للإعلام لتحقيق هذا الهدف). أما جانب «التصدي»، فيشمل: السرعة في الرد على هذه الحملات عبر استخدام مختلف المنصات الإعلامية، وتفنيد الأخبار المفبركة والمغلوطة التي تتضمنها هذه الحملات، ومن الضروري أن نخاطب الخارج بالحقائق واللغة التي يفهمها. ويرى العلي أنه من الضروري تعزيز التعاون بين مراكز البحث ووسائل الإعلام في تطوير استراتيجيات الرد الإعلامية، وتعزيز المحتوى المعرفي لوسائل الإعلام، ولدى «تريندز» تجربة مثل قمة «تريندز» للحوار بين مراكز الفكر والإعلام، التي عُقدت في دبي عام 2021.
منظومة «الأوركسترا»
قدم الإعلامي الإماراتي فيصل بن حريز مداخلة، أكد خلالها أهمية وضع الاستراتيجيات في مجال العمل الإعلامي، وهي عملية تتطلب جمع معلومات كافية، ومن ثم صياغة أهداف، ولابد من توفير الوقت الكافي لجمع المعلومات، وتعزيز الإيمان بقدرتنا على الإنجاز، والبدء بالمهمة، ثم العمل على تحسين الأداء، والتحلي بالمرونة، وتقدير الأشياء وفق أهميتها وأولويتها، وفي الإعلام يتم تطبيق هذا المنظور في تحديد مساحات النشر وتوقيتات البث، وتلك عملية تتطلب العمل وفق وتيرة تشبه منظومة «الأوركسترا» في الأداء الموسيقي، حيث لابد من التنسيق والتخطيط لضمان أفضل النتائج. فيصل بن حريز طرح نماذج ناجحة من مسلسلات كرتونية أنتجتها اليابان في سبعينيات القرن الماضي، وحققت انتشاراً كبيراً في المنطقة العربية، وكان لـ«الدوبلاج» العربي قوة كبيرة، لدرجة أن اليابانيين أبدوا إعجابهم بالأصوات العربية التي جسدت الشخصيات الواردة في هذه المسلسلات. وهذه التجربة تؤكد ميزة القدرة على الإنجاز.
عالم «الميتافيرس»
أكد المهندس عدنان كشواني، المدير التنفيذي لمركز الامتياز والحوسبة السحابية من «مجموعة &e- اتصالات»، أن «الميتافيريس» عالم جديد يتم بناؤه حالياً، يوفر طرقاً جديدة ويتطلب خبرات جديدة. الإعلام له دور مهم جداً في توجيه استخدامات «الميتافيرس» إلى الجانب الجيد والمفيد. ويرى كشواني أنه لابد أن يتعلم الإعلام كيفية استخدام «الميتافيريس» أولاً، وينبغي ألا يتأخر في دخول هذا العالم. «الميتافيريس» - حسب كشواني- لا يزال غير مكتشف، وهناك فجوة في طريقة أو ثقافة تلقي المعلومة. الأطفال الآن لا يقرؤون بالطريقة التقليدية، لكنهم يتلقون المعلومة بطرق جديدة، وهم الأكثر إقبالاً وقدرة على استيعاب التقنيات الجديدة. ولفت كشواني الانتباه إلى أن ما بين 85 و90 من حسابات الأشخاص في «اتصالات» يدخلون ألعاباً إلكترونية. ولابد من استخدام طرق جديدة في عالم «الميتافيرس». واستنتج كشواني أن العالم الإلكتروني القادم سيكون أكثر تعقيداً، لكن المشكلة تكمن في الدخول المتأخر إلى هذا العالم. وأشار كشواني إلى أن عالم «الميتافيرس» في مداخلته التي قدمها للمنتدى، إلى أن أبوظبي ودبي هما أول مدينتين عالميتين تشهدان إطلاقاً عالمياً لـ«الميتافيرس» من قبل شركة «ميتافيرس هولدنغز» التي تتخذ من الإمارات مقراً لها.
مقترحات وتوصيات
خرجت مداخلات المشاركين في منتدى الإعلام الرقمي في عصر الرقمنة باستنتاجات أهمها، أن التطور التقني أمر طبيعي نعيشه في المجالات كافة، وليس فقط الإعلام، ومن الضروري أن تعمل وسائل الإعلام على تطوير جاهزيتها للاستفادة القصوى من الابتكارات التقنية من أجل الارتقاء بالخدمات الإخبارية، وتعزيز التواصل مع المجتمع.
وتوصل المشاركون إلى قناعة بأن الطفرة الرقمية ليست تحدياً بقدر ما هي فرصة للإعلام الوطني كي يصل للجمهور بأدوات متنوعة. ودعت المداخلات إلى التركيز على المصداقية وجودة المحتوى فهما سلاح الإعلام الوطني في تقديم رسالة تخدم المجتمع وتضمن استقراره. وطالب المشاركون بتعزيز المحتوى، وتكثيف الحضور الرقمي وصناعة مؤثرين متميزين يتحلون بالمسؤولية الوطنية من خلال الإعلام الوطني. وخرجت السجالات بدعوة إلى فتح المجال للتدريب للكوادر الوطنية لتطبيق أدوات تقنية جديدة تعزز الوصول إلى الجمهور، مثل تقنيات «الميتافيرس».
وتبنى المشاركون أهمية الخطط التدريبية للإعلاميين لاستيعاب مستجدات الذكاء الاصطناعي والانفتاح على التجارب العالمية الرقمية الناجحة في المجال الإعلامي، والتخطيط لتنويع مداخيل وسائل الإعلام من خلال التطبيقات المستخدمة في الهواتف المحمولة، وتقديم خدمات جديدة مرتبطة بالمحتوى الإعلامي.
ودعا المشاركون إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية وجامعات متخصصة في المستجدات التقنية، لتطوير مساقات لتدريب الصحفيين على إنتاج محتوى معرفي ذي طابع علمي واستخدام الذكاء الاصطناعي في التحقق من المعلومات، وكشف المعلومات المضللة واستثمار البيانات في خدمة العمل الإعلامي. إطلاق مسابقات محلية للابتكار في المجال الإعلامي.. مثلاً تقديم مبادرة أحدث تطبيق إلكتروني في العمل الصحفي.