الشارقة (وام)
تشارك جامعة الشارقة وأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في «المؤتمر العالمي الأول لاستكشاف الفضاء: القمر وما بعده» الذي انطلقت فعالياته، أمس، وتستمر ثلاثة أيام، بتنظيم مشترك بين الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، ومنظمة التعاون الفضائي لآسيا والمحيط الهادئ (APSCO)، وبدعم من جامعة آل البيت بالمملكة الأردنية الهاشمية وجامعة الشارقة، وبمشاركة عربية ودولية واسعة.
يشمل المؤتمر الأوراق العلمية والبحثية التي تركز على ماهية استكشاف الفضاء خلال العقود القادمة، وإمكانية العيش على القمر، ودراسة كوكب المريخ، ودراسة وجود الحياة في الكواكب السيارة، وغيرها من الدراسات.
وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور حميد مجول النعيمي، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، مدير جامعة الشارقة، أن الجامعة تعمل وفق رؤية استراتيجية استشرافية بمتابعة مباشرة من سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة رئيس الجامعة، الذي يوجهنا دائماً أن تتواكب المشروعات البحثية في الجامعة مع متطلبات الحياة وتتعداها إلى استشراف المستقبل، وتتماشى مع الأجندة الوطنية للدولة، خاصة في مجال الفضاء.
وقال النعيمي خلال كلمته: «إن تنظيم (المؤتمر العالمي الأول لاستكشاف الفضاء: القمر وما بعده)، يشكل لنا جميعاً ولاتحادنا العربي لعلوم الفضاء والفلك مناسبة علمية فضائية وفلكية على درجة كبيرة من الأهمية؛ لأنها تؤدي إلى تعزيز معرفتنا باستكشافات الفضاء الجديدة، خاصة القمر وما بعده، وتعلمون جيداً ما يحققه العالم المتقدم من إنجازات واكتشافات متلاحقة ومتسارعة في علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في الوقت الحاضر، ومن حسن الحظ أن العديد من هذه النشاطات الفلكية والفضائية بدأت تظهر على الساحات العربية وبشكل واضح ومشرف خلال السنوات الخمس الماضية بعد غياب طويل، وخير مثال على ذلك هي دولة الإمارات التي أنشأت وكالة الإمارات للفضاء في أبوظبي ومركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، وأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك بجامعة الشارقة، وقد أولت الدولة اهتماماً كبيراً بهذه المجالات، بحيث أصبحت علوم وتكنولوجيا الفضاء من الأولويات الوطنية في الدولة، ورصدت لها الميزانيات الضخمة».
ونوه مدير جامعة الشارقة، في كلمته، إلى الجهود المخلصة للعلماء والباحثين العرب في مجال الفضاء والفلك ودورهم في إحياء التراث الفلكي العربي والإسلامي، كما أشار إلى توجه العديد من الدول العربية حالياً إلى التخطيط، بل والمباشرة بجدية في بناء المراصد والمراكز الفضائية والفلكية وإنشاء الأقسام والبرامج الأكاديمية الفضائية في الجامعات، وتأسيس المجموعات والجمعيات والأندية الفلكية.
وأشار النعيمي، خلال حديثه، إلى أهمية دور المؤسسات التعليمية في الوطن العربي، حيث قال إن إدخال علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك في المناهج الدراسية في التعليم الجامعي وما قبله، سيكون له أثر كبير في تأهيل أفضل المتخصصين والباحثين والمهندسين.
وناشد حميد النعيمي الجمعيات والمؤسسات العربية الفلكية والفضائية إلى بذل الاهتمام الأكبر بالتعليم والتعلم والبحث والتطوير في ميادين علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك العلمية والمعرفية وحتى الثقافية؛ لأنها دخلت حياة البشرية وبقوة، وباتت تشكل مقومات الأدوات الحياتية والمعيشية معظم شؤون الحياة البشرية، الأمر الذي يحتم علينا جميعاً وعلى كل المعنيين بمثل هذه الأمور التوعية المدروسة والممنهجة لشريحة الشباب لمثل هذه العلوم وما تشتمل عليه من تخصصات في الآفاق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.