السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات ومصر.. 50 عاماً من الشراكة الفنية

الإمارات ومصر.. 50 عاماً من الشراكة الفنية
29 أكتوبر 2022 02:17

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

العلاقات الإماراتية المصرية، نموذج يحتذى به، على مدار أكثر من 5 عقود في شتى المجالات، وامتازت بعمق روابط الأخوة والتعاون.. وفي المجال الفني بالتحديد، نُفذِت أعمال ناجحة كانت ثمرة تعاون مشترك بين فناني الإمارات ومصر، عبر شركات إنتاج وقنوات تلفزيونية واستوديوهات محلية، ساهمت في تطوير الشراكة الفنية الإماراتية المصرية، بالتعاون المستمر بين صناع الفن في مصر لتصوير أفلام ومسلسلات في الإمارات وعرضها على شاشات القنوات المحلية، إلى جانب تنفيذ أوبريتات غنائية تجمع فناني البلدين الشقيقين، والتي تعبر عن مدى العلاقات التاريخية الثقافية الفنية القوية التي تجمع بين البلدين.

استديوهات عجمان
لعبت «استديوهات عجمان» التي افتتحها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رسمياً في مارس 1980، دوراً كبيراً في إنتاج العديد من الأعمال الدرامية التي عرضت في فترة الثمانينيات، وأصبحت العبارتان «استديوهات عجمان تقدم»، و«تم التصوير في استديوهات عجمان» تتصدران مقدمات أنجح المسلسلات المصرية المحفورة في ذاكرة المشاهد العربي، حيث فتحت «استديوهات عجمان» أبوابها للفنانين المصريين لتصوير العديد من المسلسلات، والتي من أبرزها الجزء الأول من المسلسل المصري الشهير «الشهد والدموع» عام 1983، تأليف الراحل أسامة أنور عكاشة وإخراج الراحل إسماعيل عبد الحافظ.

«أنا البرادعي يا رشدي»
لعبت الفنانة ليلى علوي بطولة مسلسلين من إنتاج «استديوهات عجمان» عام 1981، هما «مشيت في طريق الأخطار» بطولة سهير البابلي، وأحمد مظهر، وإخراج حسام الدين مصطفى، أما العمل الثاني فهو مسلسل «وتوالت الأحداث عاصفة» 1982، والذي اشتهر بجملة «أنا البرادعي يا رشدي»، وهو من تأليف إبراهيم مسعود، وإخراج حسام الدين مصطفى.

إلهام وحسني
في بدايتها الفنية، قدمت الفنانة إلهام شاهين مسلسلين من إنتاج «استديوهات عجمان»، هما «العودة» بطولة خالد زكي، وسميحة أيوب، وإخراج علية ياسين، و«الأحباب والمصير» بطولة كمال الشناوي، ومحمود الجندي، وإخراج فخر الدين صلاح.
أما الفنان الراحل حسن حسني، فكان من أوائل الفنانين الذي صور أعماله الفنية في الإمارات واستديوهات عجمان، وأبرزها «سنوات العمر» إخراج وفيق وجدي، وبطولة سناء جميل، ويوسف شعبان، و«مفتش المباحث» بطولة صلاح قابيل، وليلى طاهر، وإخراج عبد الله الشيخ، وصرح بأنه وقتها أطلق عليه أصدقاؤه لقب «الممثل الطائر» نظراً لتنقله بين «استديوهات عجمان» ودبي بكثرة، لتصوير العديد من المسلسلات.

قنوات محلية
 حرصت القنوات المحلية في الإمارات على توطيد العلاقات الفنية بين الإمارات ومصر، من خلال المشاركة الفنية المتبادلة وعرض الأعمال الدرامية المصرية على الشاشات المحلية، وأبرزها شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي التابعة لـ «أبوظبي للإعلام» التي تولت علميات إنتاج وتصوير العديد من الأعمال الدرامية المصرية في المواسم الرمضانية والتي عرضت على قناتي «أبوظبي» و«الإمارات»، ونالت رواجاً واستحساناً لافتاً. 

محتوى إبداعي
التطور الذي وصلت إليه الإمارات من حيث الإنتاجات وتأسيس استديوهات ومواقع تصوير بأحدث التقنيات العالمية، وتأسيس جهات متخصصة بصناعة المحتوى الإبداعي لدعم الأعمال الفنية وتسهيل عملتي الإنتاج والتصوير، جذب صناع السينما من مختلف أنحاء العالم العربي للاستفادة مما لديها من إمكانات عصرية متطورة، وما تقدمه من تسهيلات ودعم متنوع لتصوير أعمالها في الإمارات، حيث البيئة المتميزة للإبداع والإنتاج الفني المتميز، وفي السنوات الأخيرة تم إنتاج عدد من الأفلام التي تولت تنفيذها «إيمج نيشن أبوظبي»، و«TwoFour54» ونالت رواجاً وانتشاراً كبيرين، وشاركت في أهم المهرجانات السينمائية الخليجية والعربية والعالمية، حاصدة جوائز دولية، ومن أبرزها «من ألف إلى باء» إخراج الإماراتي علي مصطفى وبطولة عدد من الفنانين المصرين منهم: شادي ألفونس ويسرا اللوزي ومها أبو عوف، إضافة إلى مسلسل «راشد ورجب» الذي أخرجه الإماراتي محمد سعيد حارب وشارك في بطولته الإماراتي مروان عبد الله، والمصري شادي ألفونس.

تبادل ثقافات
الممثل القدير جابر نغموش، أحد الفنانين الإماراتيين الذي حرص على مشاركة بعض الممثلين المصريين في أعماله الدرامية، وحصدت الممثلة المصرية نشوى مصطفى نصيب الأسد من المشاركات الفنية في معظم أعماله، والتي كان آخرها مسلسل «البشارة» الذي عرض في رمضان عام 2018، على «قناة أبوظبي»، وأكد نغموش أن العلاقات الإماراتية المصرية تعد نموذجاً يحتذى به في العلاقات العربية، من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لذلك فإن التعاون بين الفنانين وصناع الدراما في مصر بشكل عام، يساهم في تبادل الثقافات واكتساب الخبرات، خصوصاً أن الفن في مصر هو العمود أو المحرك الرئيس لكل فنون العالم العربي، لما تتمتع به من تاريخ حافل في المجال الفني.

مشاركات مثمرة
المخرج والمنتج الإماراتي عامر سالمين المري الذي شارك في المسابقة الرسمية في مهرجان الإسكندرية السينمائي بفيلميه «ساير الجنة» للمخرج سعيد سالمين عام 2016، و«عاشق عموري» عام 2018، حاصداً جوائز، كما تعاون مع المخرج شريف عرفة لعرض الجزء الثاني من الفيلم المصري «الكنز» في افتتاح الدورة الأولى من مهرجان «العين السينمائي» في عرض عالمي أول، أكد أن العلاقة بين الإمارات ومصر من أقوى العلاقات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والفنية، والتي تظهر مدى أواصر الأخوة ومصالح الأشقاء ووحدة المصير وتشابك الأهداف واتساق الرؤى، موضحاً أن لمصر تاريخاً فنياً يمتد لسنوات طويلة، وهذا التاريخ بمثابة مرجع فني لصناع السينما والدراما في العالم العربي.  وقال سالمين: «استطاعت الإمارات أن تكون قبلة للفنانين العرب، خصوصاً المصريين الذين يتفاعلون مع المهرجانات السينمائية والأعمال الفنية التي تنتجها الإمارات، إلى جانب حرص صناع السينما على الحضور والمشاركة بأفلامهم في مهرجانات سينمائية محلية، إلى جانب الاتفاقات والمبادرات والتعاونات المشتركة والمهمة بين المهرجانات الإماراتية والمصرية، والتي تسهم في تبادل الثقافات والخبرات»، منوهاً إلى أنه يحرص باعتباره مؤسس ومدير عام مهرجان «العين السينمائي»، على تنفيذ اتفاقات وتعاونات مع جهات فنية في مصر، مثل المعهد العالي للسينما، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لمزيد من الشراكات الفنية المثمرة. 

كسب الخبرات
راكان الذي تعاون في أفلامه مع الفنان القدير الراحل حسن حسني في سلسلة أفلام «ضحي»، ومع الممثل عبد الله مشرف في بطولة فيلم «الإمبراطور»، قال «إن السينما المصرية هي أساس السينما العربية، فلا بد من الاستعانة بالخبرات والكوادر لكسب الخبرات والاستفادة من الطاقات والإبداعات المصرية، ففي فيلمي الأول شارك الراحل حسن حسني في بطولة (ضحي في أبوظبي)، وفي الفيلم الثاني (ضاعن وفلونة) شارك في بطولته عبد الله مشرف، فهؤلاء العمالقة هم أصل الكوميديا، ويحب الاستفادة من خبراتهم في هذا المجال، لذلك فإن هذا التبادل الفني بين الإمارات ومصر يدل على أهمية العلاقات والمحبة التي تجمع بين أهل البلدين الشقيقين».

أوبريتات غنائية
يحرص مجموعة من الفنانين الإماراتيين والمصريين على مشاركة الإمارات ومصر فرحتهما بمناسباتهما الوطنية في كل عام تقريباً، من خلال تسجيل أغنيات مصورة، وأوبريتات غنائية تجمع بين فناني البلدين، ويتم تقديمها على مسارح مختلفة في الإمارات ومصر، وتظهر هذه الأعمال الغنائية بكلماتها وألحانها الجميلة ما تتمتع به الإمارات، ومصر وشعبيهما بمحبة وأخوة.

دكتوراه فخرية
يعتبر الفنان حسين الجسمي، أحد الفنانين الإماراتيين الذي يحرص بشكل مستمر على المشاركة في مناسبات فنية ومحافل وطنية مصرية، كما أدى العديد من الأغنيات المصرية التي تعاون فيها مع شعراء وملحنين مصريين، ونالت رواجاً وانتشاراً كبيرين على مستوى الوطن العربي، ومنها «بشرة خير» و«بالبنط العريض» و«حتة من قلبي»، وقد تكرم ومنح «الدكتوراه الفخرية» من أكاديمية الفنون المصرية في احتفال تحت عنوان «مصر تفخر بعروبتها».

دكتور بسبس»
«دكتور بسبس» يعتبر من أحدث الأفلام السينمائية، بإنتاج إمارتي مصري مشترك، وتم تصويره أغلب مشاهده في الإمارات، ولعب بطولته من الإمارات بلال عبد الله وأمل محمد وخليفة الكعبي، ومن مصر بيومي فؤاد ورانيا يوسف وعمر عبد الجليل ومحمد أسامة، وهو من تأليف عمرو علي وإخراج رضا الأحمدي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©