القاهرة (الاتحاد)
قبل الإعلان عن تأسيس الاتحاد، وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، كان ضمن أولويات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يكون لدولة الاتحاد صوت بارز ومسموع إقليمياً وعالمياً، وحفَّز ازدهار العمل الإعلامي بمجالاته المختلفة في مصر، إلى جانب العلاقات الطيبة التي جمعت بين البلدين، باتجاه استيعاب الإمارات العديد من التجارب المصرية البارزة.
وفي أواخر الستينيات كان للصحفيين والإعلاميين المصريين زيارات متتالية للإمارات، أثمر بعضها عن المساهمة في تأسيس وتطوير عدد من المؤسسات، حتى صار لهم دور بارز ومساهمات ملفتة في مسيرة الإعلام الإماراتي.
المجال الإذاعي والتلفزيوني:
سعيد عمارة
في شهر يوليو من عام 1967 أرسل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر موفداً مصرياً إلى أبوظبي للتعرف على طبيعة وأهداف الاتحاد الذي كان يفكر في تأسيسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه. استقر عمارة في الإمارات، وشهد تفاصيل قيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971، وأسهم في تأسيس إذاعة «الشارقة» بعد ذلك بنحو عام، وتولى منصب مدير عام إذاعة «الإمارات العربية المتحدة من الشارقة» حتى 1982.
محمد مرعي
كانت إذاعة القرآن الكريم من القاهرة هي أولى الإذاعات العربية المختصة بهذا الجانب الديني، قبل أن يجد هذا النوع من الإذاعات انتشاراً كبيراً في كثير من البلدان العربية، وقبل إنشاء إذاعة القرآن الكريم في أبوظبي في أواخر السبعينيات بدولة الإمارات، تم إسناد مهمة تأسيسها لأحد الإعلاميين المصريين، هو الإذاعي محمد مرعي. عمل مرعي مذيعاً في إذاعة «صوت العرب» من عام 1962 وحتى عام 1988، كما عمل في سلطنة عُمان، قبل أن ينتقل إلى أبوظبي ويساهم في تأسيس إذاعة القرآن الكريم التي افتتحت عام 1979، بعد ذلك انتخب رئيساً للجنة الدائمة للإذاعة عند إنشائها في اتحاد الإذاعات العربية بتونس.
محمد السيد ندا
من بين الإعلاميين الذين عملوا في المجالين معاً: الإذاعي والتلفزيوني، يبرز اسم محمد السيد ندا الذي عمل بالإذاعة المصرية مذيعاً ومعداً للبرامج حتى إعارته للعمل مراقباً للبرامج الثقافية بإذاعة «أبوظبي» عام 1970، فافتتحها بصوته وكان أول من قال عبر أثيرها: «هنا أبوظبي». ساهم ندا في تطوير البرامج الثقافية والاجتماعية في إذاعة «أبوظبي» منذ بدايات إنشائها، وقدم برامج يومية لأكثر من 10 سنوات، كما ساهم أيضاً في تقديم البرامج التليفزيونية على قناة «أبوظبي الأولى»، ومنها برنامج «مشاهدينا الأعزاء أهلاً».
عبدالوهاب قتاية
يبرز اسم الإعلامي عبدالوهاب قتاية، والذي يعتبر أحد الوجوه الإعلامية البارزة، وعمل في وسائل الإعلام الإماراتية المسموعة والمرئية منذ عام 1975، وكانت محطته الأولى إذاعة «رأس الخيمة». انتقل قتاية للعمل في إذاعة «الشارقة» مذيعاً ومراقباً للبرامج الثقافية، ثم اتجه إلى العمل التلفزيوني مذيعاً في تليفزيون «أبوظبي».
سلوان محمود
على غرار مساهماتهم في الإذاعة، ساهم الإعلاميون المصريون في مسيرة الإعلام المرئي الإماراتي، وذلك عن طريق الكثير من المذيعين والمذيعات الذين انتقلوا للعمل في قنوات تلفزيونية إماراتية، ومنهم المذيعة سلوان محمود، ابنة الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل، وهي من مواليد عام 1946، وحصلت على بكالوريوس الفنون التطبيقية من جامعة القاهرة عام 1968.
التحقت بالعمل في وزارة الثقافة المصرية في أواخر الستينيات، وبدأت رحلتها الإعلامية مذيعة ومقدمة برامج ثقافية وفنية بتلفزيون «دبي» عام 1969 واستمرت فيه حتى عام 1972.
عفاف عبدالرازق
من الإعلاميات اللواتي أسهمن في مسيرة الإعلام الإماراتي أيضاً، الوجه الإعلامي المعروف عفاف عبدالرازق، والتي تعتبر أحد رواد الجيل الأول في التلفزيون المصري، حيث عملت بتلفزيون «أبوظبي» عام 1970 لمدة أربع سنوات، قدمت خلالها مجموعة من البرامج.
عشقت عبدالرازق الإمارات واعتبرتها بلدها الثاني، كما كتبت الإعلامية الراحلة نص فيلم قصير بعنوان «زايد الإنسان» عام 1974، وتوفيت عام 2020.
سعد غزال
من الأسماء الشهيرة في عالم التقديم التلفزيوني المذيع سعد غزال، وكان من أبناء إذاعة «صوت العرب»، ذلك الأثير الذي كان يجمع الأسرة العربية من المحيط إلى الخليج. كانت سنوات غزال الأخيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت إطلالته الإعلامية عبر شاشة تلفزيون «أبوظبي» عبر تقديمه برامج عديدة، من بينها «لقاء الفكر»، وكان محاوراً ناضجاً، ومدافعاً فطناً عن إيمانه بقوة الكلمة.
المجال الصحفي:
مصطفى شردي
كان للصحفيين المصريين مساهمة بارز في تأسيس العديد من الصحف الإماراتية، ومنها صحيفة «الاتحاد»، حيث ساهم الصحفي المصري مصطفى شردي، في تأسيسها.
وصدر العدد الأول من جريدة «الاتحاد» من أبوظبي في 20 أكتوبر 1969، معلناً محطة مهمة وبارزة في مسيرة الإعلام الإماراتي.
حمدي تمام
إلى جانب الدور المهم لمصطفى شردي في تأسيس جريدة «الاتحاد»، يبرز دور الصحفي المصري حمدي تمام، الذي كان أحد مؤسسيها أيضاً، وقبل أن ينتقل تمام إلى العمل في أبوظبي، كان صحفياً بجريدة «الأهرام» المصرية، ما راكم لديه خبرة أسهمت في تميزه المهني في صحيفة «الاتحاد».
عمل تمام بالشؤون الإعلامية بديوان ولي عهد أبوظبي لمدة 20 عاماً، وصدر له مؤلفان عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، هما: «زايد بن سلطان آل نهيان.. القائد والمسيرة»، و«موسوعة زايد.. في ٣ اجزاء.. الإنسان والوطن.. الإمارات والتراث .. الإمارات والتنمية».
حمدي نصر
من المشاركين في ترسيخ دعائم جريدة «الاتحاد» أيضاً الصحفي حمدي نصر، والذي عمل فيها سنة 1977 وحتى سنة 1999، وعمل في مكتب جريدة «الاتحاد» في الفجيرة منذ عام 1977 وحتى عام 1979. ويعد نصر من الصحفيين الذين أسهموا بشكل بارز في توثيق التراث والثقافة والرياضة الإماراتية، وله العديد من الإنجازات المهنية والتحقيقات والحوارات والتقارير الصحفية التي حظيت بالإشادة وأسهمت في تميز المحتوى الذي تقدمه الصحيفة.
رفعت بحيري
عمل رفعت بحيري في الصحافة الإماراتية على مدار 40 عاماً صحفياً في صحيفة «البيان»، ورئيساً للقسم الرياضي فيها، واستمرت تجربته مع «البيان» من عام 1980 وحتى عام 2013، انتقل بعدها للعمل بـ «تلفزيون دبي» معداً أول ومحللاً بقناة «دبي الرياضية»، وذلك من عام 2013 وحتى عام 2020.
شغل بحيري منصب عضو المكتب التنفيذي للجنة الإعلام الرياضي بالإمارات من 2009 وحتى 2013، وأصدر 16 كتاباً، منها كتب عن الرياضة البحرية، وعن الإمارات، ومونديال كأس العالم، وغيرها.
محمد عودة
من بين الأسماء البارزة في المجال الإعلامي عموماً، الصحفي المصري محمد عودة، الذي عمل منذ عام 1977 في جريدة «الوحدة»، وقد أعطى كل ما لديه من خبرات وجهد مهني من أجل المساهمة الفاعلة في منظومة العمل الصحفي، ولم يكن غريباً أن يتدرج عودة في المهام الإعلامية المسندة إليه ببلده الثاني الإمارات حتى أصبح أحد الأسماء المؤثرة بشكل إيجابي في مسيرة العمل الإعلامي المحلي.
محمد بدر
الكثيرون يعرفون اسم المصور المصري محمد بدر، ولكنهم قد لا يعرفون أنه صاحب تجربة رائدة ومبكرة في التصوير الفوتوغرافي من خلال إقامة معرض صور فوتوغرافية افتتحه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1969 في أبوظبي، وضم المعرض حينها صوراً صحفية تم التقاطها في أبوظبي على مدار 3 سنوات.