هزاع أبوالريش (القاهرة)
أكد الشيخ الدكتور عمار بن ناصر المعلا، ملحق التعليم وعلوم التكنولوجيا لدولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية، أن العلاقات التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بجمهورية مصر العربية، راسخة ومتميزة منذ تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في شتى المجالات، وهي بارزة وواضحة للعيان، ونسجت روابطها الأخوية الراسخة بين البلدين قيادة وشعباً، فإن العلاقات في التعليم والثقافة، تشكل عصب تلك العلاقات، وبعدها الأعمق والأكثر تأثيراً وديمومة، وذلك لأن البعد التعليمي والثقافي في علاقات أي شعبين يحفر في ذاكرة ووجدان أبناء الشعبين، ويشكل جزءاً من الثقافة المشتركة.
وأضاف: بدأت أسس هذه العلاقة، انطلاقاً من رغبة عميقة لدى البلدين في تبادل الخبرات التعليمية، وفي هذا الإطار كانت البعثات التعليمية في منتصف القرن الماضي، والتي جاءت من مصر إلى الإمارات للمساهمة في نشر التعليم النظامي الحديث في الإمارات. وتابع: خاصة خلال مرحلة الستينيات وقبل تأسيس الاتحاد، كانت هناك بعثات طلابية تضم طلاباً من أبناء الإمارات للدراسة في مصر، شكلوا فيما بعد جسور محبة وتواصل معرفي وثقافي امتد حتى الوقت الراهن.
وقال: لعل المحطات الثقافية التي شكلت جسور تعاون ومحبة بين البلدين على مدار السنوات الماضية كبيرة وكثيرة، إذ تتبادل الدولتان العلاقات الثقافية والإبداعية على كافة الأصعدة، كما تحرص دولة الإمارات على دعم العديد من المشاريع والمبادرات الثقافية بمصر، ومنها مشروع تطوير مكتبة الإسكندرية عبر تقديم 21 مليون دولار، لتصبح على ما هي عليه اليوم، وفي موازاة ذلك، تبرز مبادرة دولة الإمارات بتشييد 100 مدرسة في عام 2013 في 18 محافظة كواحدة من أبرز محطات التعاون بين البلدين في المجال التعليمي، إذ تضم تلك المدارس نحو 1877 فصلاً دراسياً، وتستوعب أكثر من 67 ألف طالب، بموازنة بلغت 261 مليون درهم «ما يقارب 72 مليون دولار».
وأضاف: «حين سعت دولة الإمارات إلى ترسيخ السياسة العليا في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، أولت وزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات الاهتمام الكبير لجعل الابتكار والتكنولوجيا في قطاع التعليم جزءاً حياً في قطاعاتها وهياكلها التنظيمية، وتجسد ذلك من خلال إعادة هيكلة الملحقيات الثقافية بالخارج وتغيير مسماها إلى ملحقيات التعليم وعلوم التكنولوجيا للمشاركة في الأهداف الاستراتيجية للتنمية، وكانت مصر إحدى أهم هذه المحطات في هذا التوجه، لما له من أهمية بالغة في قطاع التعليم والتكنولوجيا حالياً ومستقبلاً».
ولفت إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن تعزيز الشركات وتطوير آليات العمل بين البلدين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي المشترك، لا سيما في مجالات: تسجيل المراكز البحثية وتصنيفها، وتبادل المعلومات فيما يتعلق برابطة الخريجين، والتعاون في مجال دراسات سوق العمل واستقطاب الخبرات، ومعادلة الشهادات، إلى جانب تبادل البيانات والإحصائيات الخاصة بطلبة الإمارات الدارسين في مدارس التعليم العام والخاص.