أحمد شعبان (القاهرة)
انطلقت، أمس، في القاهرة أعمال مؤتمر دار الإفتاء المصرية العالمي السابع بعنوان: «الفتوى وأهداف التنمية المستدامة»، والذي تنظمه الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم سنويّاً، برعاية كريمة من فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وشاركت دولة الإمارات في المؤتمر بوفد رفيع المستوى ضم الدكتور عمر حبتور الدرعي، مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، والدكتور خليفة مبارك الظاهري، المدير التنفيذي لمنتدى أبوظبي للسلم، والدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، وسماحة السيد علي الهاشمي، مستشار الشؤون الدينية في وزارة شؤون الرئاسة، والدكتور محمد البشاري، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة.
وقال الدكتور عمر حبتور الدرعي: «إن الفتوى لها دور مهم في تنمية الأوطان وتنمية الدولة الوطنية»، مشدداً على أنه إذا أردنا أن ندرك أثر الفتوى في التنمية؛ فعلينا أن ننظر إلى ما يقابل الفتوى المنضبطة من الفتاوى الشاذة والفتاوى التي تتناهى مع الفكر المتطرف، ولا شك في أن تلك الفتاوى توقع الناس والمكلفين في حرج كبير.
وأضاف الدرعي أن الإنسان خلقه الله عز وجل وكلفه من أجل عمارة الأرض، ولم يكن هذا الإنسان عنصراً فعالاً في المجتمع إلا إذا أدرك أن عباداته وكافة ما يقوم به من أفعال تهدف أساساً إلى أن يكون إنساناً منتجاً فاعلاً في مجتمعه، ولم يكن ذلك إلا من خلال مشروعية السلوك الذي يقوم به، وذلك من خلال المفتي.
ولفت إلى أن ما يعيشه العالم الآن من تطورات مختلفة وتكنولوجيا متسارعة تحتم مواكبة هذا التطور، لتنمية الفتوى وفتوى التنمية، من خلال إعداد الكفاءات العلمية والشرعية المؤهلة، وتطوير مدركات المفتين وتطوير معامل ومصانع الفتوى.
من جانبه، أكد الدكتور خليفة مبارك الظاهري أهمية هذا المؤتمر، لأن الفتوى هي التي تمثل الخطاب الديني بكل خصائصه وضوابطه وقواعده، ولها موقع وتأثير في عالمنا الإسلامي، مشيراً إلى أن هناك بعض القضايا العالمية التي تهم الإنسان والأوطان، وهي التنمية المستدامة، وما يتمخض منها من الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، والقضاء على الفقر، وسعادة البشرية والإنسان والاكتفاء الذاتي.
بدوره، أكد الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، أن المؤتمر يهدف إلى أن تكون الفتوى حاضرة في التنمية المستدامة، كما هي حاضرة في الأحكام الشرعية، منوهاً بأن الشريعة الإسلامية تدعو إلى التنمية المستدامة في كل شيء، خاصة من حيث تفعيل دور التسامح بين البشرية حتى تحقق تكاملها ونموها وترابطها وتعاطفها، مؤكداً أن البشرية تسير في سفينة واحدة، ولابد أن تكون صالحة للاستدامة والبقاء والسير على الطريق المستقيم.