الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نظمها مجلس محمد بن زايد.. سيف بن زايد يشهد محاضرة «التكنولوجيا الزراعية ومستقبل الغذاء»

نظمها مجلس محمد بن زايد.. سيف بن زايد يشهد محاضرة «التكنولوجيا الزراعية ومستقبل الغذاء»
6 أكتوبر 2022 20:15

منى الحمودي (أبوظبي) 

شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، محاضرة بعنوان «التكنولوجيا الزراعية ومستقبل الغذاء»، نظمها مجلس محمد بن زايد في قصر البطين في أبوظبي، وشهد المحاضرة إلى جانبه، سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وعدد من المسؤولين. قدم المحاضرة ستيوارت أودا، رائد أعمال وخبير زراعة حضرية، ومؤسس ومدير تنفيذي لشركة «أليكسا لايف»، وتطرق خلال المحاضرة للتأثير الكبير للزراعة على حياة البشر على مدى الـ12 ألف عام الماضية، وكشف أن حجم قطاع التكنولوجيا الزراعية العالمية يبلغ 20 تريليون دولار أميركي.

الأمن الغذائي   
وقال ستيوارت أودا: «بفضل التقدم الكبير الذي حققه الإنسان، أصبح من الممكن الزراعة دون أراضٍ صالحة للزراعة أو مناخ ملائم أو موارد وفيرة، وستمكننا التكنولوجيا الزراعية من إطعام 10 مليارات شخص بشكل أكثر استدامة بحلول سنة 2050، ويمكن لدولة الإمارات تسريع هذا الوصول إلى هذا الهدف من خلال بناء أنظمة بيئية بجودة عالية، والعمل لتكون مركزاً إقليمياً للابتكار». وأشار إلى أن كُل تقنية لديها فرصة فريدة بالمساهمة في الأمن الغذائي من خلال تمكين الإنتاج الغذائي المحلي، ويمكن أن يكون للقطاع تأثير عميق على كل شيء من الحفاظ على التنوع البيولوجي، إلى استكشاف الفضاء، وحتى صحة البشرية، ففي الواقع، تم استخدام النباتات كدواء لمدة آلاف السنين، وهناك تقنيات جديدة تتطلع إلى تسخير هذه التقنية لهذه التكنولوجيا إلى أبعد من ذلك.

«الهلال الخصيب»
وأوضح أن اكتشاف الزراعة كان في «الهلال الخصيب» قبل 12 ألف عام لحظة تحول حقيقية في تاريخ البشرية، فقد ازدهرت المستوطنات الدائمة بفضل الزراعة التي مكّنت أسلافنا من التخطيط للمستقبل وتحقيق الرخاء الاقتصادي، وسرعان ما نما حجم المجتمعات من مئة فرد إلى أكثر من مليون نسمة، مما ساعد البشر على التجمع والتواصل والتعاون على نطاق واسع وعلى فترات طويلة من الزمن، وأدى إلى تحولات كبيرة في المجتمعات والتركيبة السكانية والمهن. وقد حقق أسلافنا تقدماً ملحوظاً في إنتاج الغذاء، فعلى مدى 3000 عام فقط من الزراعة، استطاعوا توفير جميع المحاصيل الأساسية التي تشكل معظم السعرات الحرارية التي نتناولها اليوم، وتتم زراعتها على نطاق واسع، وتمّ تطوير معدات وعمليات جديدة، وتحسنت إنتاجية المزارع وكفاءتها بسرعة كبيرة. وأشار ستيوارت أودا إلى أن بعض أكبر مراكز المدن الحضرية يبلغ عدد سكانها أكثر من 30 مليون نسمة من حيث العمالة، وكل شخص تقريباً في مجتمع مرتبط ارتباطاً مباشراً بالحصول على الغذاء، ما أدى إلى إطلاق موارد العمل الهائلة، فضلاً عن إنشاء هذه المجتمعات المعقدة على نطاق واسع، إلى ظهور مهن جديدة ومتخصصة، وتمكن الناس من تكريس المزيد من الوقت للمساعي الإبداعية والمبتكرة والأكاديمية وريادة الأعمال.
ولفت إلى أن الزراعة هي صناعة عالمية ضخمة تشمل كل شيء من علم الوراثة والإنتاج، إلى الخدمات اللوجستية وتجارة التجزئة، وعندما يتعلق الأمر بإنتاج المحاصيل الأساسية، تهيمن دول معدودة على هذا المجال، منها الولايات المتحدة والصين والهند. في الواقع، هناك خمسة بلدان فقط مسؤولة عن غالبية إنتاج المحاصيل الأساسية، وكذلك 30 نوعاً مختلفاً من الفواكه والخضراوات والمكسرات ومنتجات الألبان والمنتجات الغذائية. منوهاً إلى أن جائحة «كوفيد-19» كشفت عن العديد من نقاط الضعف في سلسلة التوريد الزراعية العالمية. وأفاد بأن أكبر خمسة منتجين زراعيين هم موطن 43% من إجمالي سكان العالم، ولديهم إمكانية الوصول إلى 78% من جميع الأراضي الصالحة للزراعة على الأرض، ويمتلكون 32% من جميع قيمة الموارد الطبيعية على هذا الكوكب.

علم الوراثة 
وقال ستيوارت أودا: «تعد التكنولوجيا الزراعية اليوم قطاعاً صناعياً عالمياً مؤتمتاً بالكامل بقيمة تزيد على 20 تريليون دولار، وهو يمتد ليشمل الكثير من القطاعات، بدءاً من علم الوراثة والإنتاج إلى الخدمات اللوجستية وتجارة التجزئة، كما أنه قطاع ضخم جداً لدرجة أنه لو كانت نفايات الطعام دولة قائمة بذاتها، فسيكون ناتجها المحلي الإجمالي في المرتبة 15 على مستوى العالم، وستكون واحدة من الاقتصادات القليلة في العالم التي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات. وتهيمن الولايات المتحدة والصين على إنتاج المحاصيل الأساسية، وتصنيع المدخلات الزراعية الرئيسية، وكلاهما يمتلك أراضي شاسعة صالحة للزراعة، وموارد طبيعية وفيرة».
وأضاف: «لكن الزراعة تستنزف حالياً كميات هائلة من الموارد، حيث يستخدم القطاع 49% من الأراضي الصالحة للسكن، و70% من المياه العذبة، وتستهلك الصناعة الزراعية 30 مرة من الأراضي أكثر من جميع المساحات المطورة للمستوطنات البشرية، بما في ذلك المنازل والطرق والجسور والمطارات، وتستهلك الصناعة مياهاً أكثر من جميع البلدان على كوكب الأرض، باستثناء الهند والصين. كما أن الإنتاج الزراعي يتسبب بحوالي 26% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ومع الزيادة المستمرة في عدد سكان العالم، يتوقع الخبراء أننا سنحتاج إلى زراعة المزيد من الغذاء في العقود الثلاثة أو الأربعة القادمة مقارنة بالسنوات الـ 12000 الماضية مجتمعة. لذلك فإن من الضروري أن يطوّر قطاع التكنولوجيا الزراعية طرقاً أكثر استدامة ومرونة للمناخ لإنتاج الغذاء ومعالجته، وتحسين سلاسل الإمداد والتموين».

كمية الطعام 
وأشار إلى أنه من المتوقع في عام 2050، أن يصل عدد سكان العالم إلى 10 مليارات شخص من كل ثلاثة أشخاص سيعيشون في مراكز المدن الحضرية، ومن أجل إطعام هذا العدد الهائل من السكان، سنحتاج إلى زيادة إنتاجنا الزراعي بأكثر من 70%، وأن كمية الطعام التي يتعين علينا زراعتها على مدى السنوات الثلاثين إلى الأربعين المقبلة هي أكثر من السنوات الـ 12000 الماضية مجتمعة. ونحن بحاجة إلى تحقيق ذلك باستخدام عدد أقل بكثير من الأراضي والموارد، فضلاً عن مئات الملايين من المزارعين.
وفي الختام ، ذكر ستيوارت أودا، أن الصناعة الزراعية هي نقطة انعطاف حقيقية، والموجة التالية من التقنيات والنمو، مدعومة بعنصرين رئيسيين هما الوعي والزخم، حيث تدفق المستثمرون المؤسسيون إلى مجال التكنولوجيا الزراعية على مدى العقدين الماضيين، واستثمروا أكثر من 200 مليار دولار في هذا القطاع. وقد أدى ذلك إلى الارتفاع الهائل للشركات الناشئة التي تعمل على مواجهة التحديات، وعلى الصعيد العالمي، هناك أكثر من 1700 شركة ناشئة نجحت في جمع التمويل، وعلى الرغم من أن غالبية هذه الشركات مقرها حالياً في الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أن هناك العديد من الشركات في جميع أنحاء آسيا والشرق الأوسط تكتسب زخماً سريعاً. أما العنصر الثاني هنا هو الزخم والضغط لدفع الصناعة إلى الأمام، والابتكار السريع الذي يحدث في العديد من المجالات التقنية، حيث يتم دمج التقنيات الأسية والتمكينية مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية بسرعة من قبل شركات التكنولوجيا الزراعية لتحسين كل شيء من الإنتاجية والكفاءة إلى الاستدامة والقدرة على تحمل التكاليف، وعلى الرغم من التحديات العديدة التي تواجهها الصناعة، فإن مستقبل الغذاء لم يكن واعداً أكثر مما هو عليه اليوم. لافتاً إلى أنه بينما نتطلع إلى الفضاء، ستلعب التكنولوجيا الزراعية للنجوم دوراً أكثر أهمية في تمكين استكشاف الفضاء البشري واستعماره.

رواد الأعمال
لفت المحاضر إلى أن ما يفتقر إليه هذا الجيل الجديد من المبتكرين ورواد الأعمال في مجال التكنولوجيا الزراعية في تجربة الزراعة التقليدية، فإنهم يعوضونه من خلال قدراتهم العالية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ونهج «المؤسسات الرشيقة»، فهم قادرون على تنفيذ عمليات جديدة وسريعة لتحسين جودة المنتج، والقدرة على تحمل التكاليف، ومع توسيع نطاق هذه المؤسسات خلال السنوات القادمة، فإنها ستصبح قادرة على إطعام 10 مليارات شخص بشكل أكثر استدامة بحلول سنة 2050، وستحقق إنجازات كبرى في جميع المجالات، بدءاً من صحة الإنسان وحتى استيطان الفضاء. وأفاد بأن التكنولوجيا الزراعية لا تزال قطاعاً جديداً، وتسعى العديد من البلدان الأصغر والأكثر مرونة، مثل سنغافورة وسويسرا، إلى اجتذاب رواد الأعمال والمستثمرين وشركاء التسويق لقيادة الموجة التالية من التطور التكنولوجي.

الإمارات وجهة عالمية
أكد المحاضر أن دولة الإمارات تمتلك العديد من المؤهلات لتصبح وجهة عالمية للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية، ولديها فرصة لبناء أنظمة بيئية نابضة بالحياة من خلال دعم الشركات في مراحلها الأولية من خلال الابتكار بدلاً من التكامل. مشيراً إلى أن التكنولوجيا الزراعية هي واحدة من أكثر القطاعات متعددة التخصصات التي تضم العلماء والمهندسين والمصرفيين، وتوفر فرصاً غير مسبوقة لإحداث تأثيرات اجتماعية وبيئية إيجابية، وإلى جميع «المتفائلين قليلي الصبر» نقول: إن صناعة التكنولوجيا الزراعية بانتظاركم حتى تطلق العنان لإبداعاتكم ومعرفتكم وابتكاراتكم وشغفكم، وجعل العالم مكاناً أفضل.
وذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة أعلنت التزامها بأن تستمر الدولة الأكثر أماناً في العالم بحلول عام 2051، ووضعت استراتيجية وطنية شاملة وخريطة طريق لتحقيق هذا الهدف الطموح، لا يوفر هذا الوضوح ضماناً لمواطنيها والمقيمين فيها فحسب، بل يعمل أيضاً مصدر إلهام للجيل القادم من مبتكري التكنولوجيا الزراعية. كما أطلقت الإمارات العديد من برامج التسريع ومسابقات الشركات الناشئة، ما جعلها مركزاً للابتكار.

التكنولوجيا الزراعية
ذكر ستيوارت أودا أنه على مدى العامين الماضيين، حققت شركات التكنولوجيا الزراعية في جميع أنحاء العالم إنجازات تكنولوجية لا تصدق، فأصبح بالإمكان زراعة المحاصيل وبدائل اللحوم والمواد الغذائية الأساسية دون الحاجة إلى أراض صالحة للزراعة أو مناخ ملائم أو موارد وفيرة، وبفضل تقنية المزارع العمودية الداخلية أصبح من الممكن زراعة المئات من أصناف المحاصيل على مدار العام في أي مكان بتكاليف مماثلة للمواد العضوية والمنتجات المستوردة. وتعمل مرافق التخمير الحيوي على زراعة البروتينات في خزانات من الفولاذ المقاوم للصدأ بدلاً من تربية الحيوانات عبر ملايين الهكتارات من الأرض، وأصبح من غير الممكن التمييز بين أنسجة «اللحوم النباتية» وبين المنتجات ذات الأصل الحيواني، وذلك بفضل التقنيات المتطورة الجديدة في صناعة الأغذية.
وأوضح أن الشيء المشترك بين كل هذه التقنيات الجديدة هو الإنتاجية القصوى والكفاءة، حيث يمكن للمزارع العمودية الداخلية أن توفر في متر مربع واحد محاصيل أكثر بـ 300 مرة من المزارع التقليدية، كما تستهلك مياهاً أقل بنسبة تصل إلى 99%، وبالمثل يتطلب التخمير قدراً أقل من الأراضي والموارد والوقت لإنتاج بروتينات عالية الجودة، مع توليد كمية أقل من النفايات.

ستيوارت أودا
رائد أعمال وخبير زراعة حضرية ومؤسس ومدير تنفيذي لشركة (أليكسا لايف) 
- في سنة 2013، أسس ستيوارت أودا شركة (أليكسا لايف تكنولوجيز) وهي شركة تكنولوجيا زراعية تقوم بإنشاء مزارع عمودية جاهزة للإنتاج، وتقدم حلولاً زراعية مبتكرة.
- منحه المنتدى الاقتصادي العالمي لقب «رائد التكنولوجيا» لسنة 2019 ولقب «بطل أهداف التنمية المستدامة للقضاء على الجوع» لسنة 2020، ونالت شركته جائزة «الابتكار العالمي» لسنة 2021.
- موجه في العديد من برامج الابتكار العالمية المرموقة وهو أحد خريجيها المتميزين، بما فيها مؤسسة دبي للمستقبل.
- حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية واقتصاديات الأعمال من جامعة (كاليفورنيا لوس أنجلوس)

المصدر: وام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©