السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عُمان.. حكمة وتوازن وحسن جوار

عُمان.. حكمة وتوازن وحسن جوار
27 سبتمبر 2022 03:52

أحمد مراد (القاهرة)

سياسة رشيدة انتهجتها سلطنة عُمان الشقيقة، تتميز بالحكمة والتوازن وحسن الجوار، وعلى مرّ العقود، تبنت السلطنة سياسة خارجية متزنة وهادئة، جعلتها وسيطاً إقليمياً مهماً وشريكاً استراتيجياً لمختلف دول العالم. ومثلما يؤكد الخبراء والمحللون، دأبت السلطنة على إقامة علاقات متكاملة مع دول العالم على أساس المصالح والاحترام المتبادل، والنأي بالنفس عن الصراعات، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والالتزام بقواعد حسن الجوار وبمبادئ التعايش السلمي بين الأمم والشعوب، ولعبت دوراً مهماً في حل الخلافات بالطرق السلمية.

حسن الجوار
ويقول الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، في تصريحات لـ«الاتحاد»: إن سلطنة عُمان اتسمت بالتزام الحياد وحسن الجوار وتبني سياسة خارجية متزنة وهادئة، ولها بعثات دبلوماسية في أغلب دول العالم، وتستضيف على أراضيها العشرات من مقرات القنصليات والسفارات، والهيئات الدولية والإقليمية.
وفي الحادي والعشرين من يناير عام 2020، بدأ في سلطنة عُمان عهد نهضة جديد بتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد مقاليد الحكم، خلفاً للسلطان قابوس بن سعيد، باني النهضة الُعمانية الحديثة، الذي توفي في العاشر من نفس الشهر. وفي خطابه الأول للشعب العُماني، شدد السلطان هيثم بن طارق آل سعيد على تمسك السلطنة بسياسة الحياد وحسن الجوار وإقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم، مشدداً على إيمان السلطنة بمبادئ التعايش السلمي بين الأمم، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، واحترام سيادة الدول، فضلاً عن إيمانها بأهمية وضرورة التعاون الدولي في مختلف المجالات، والمساهمة في حل الخلافات بالطرق السلمية. وأوضح غباشي أن جلالة السلطان هيثم بن طارق نجح في غضون 3 سنوات تقريباً في التأكيد على هوية السلطنة باعتبارها دولة عصرية وحضارية، ومتطورة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وقد بنى على ما أنجزه السلطان قابوس، الأمر الذي جعل السلطنة تحتفظ بمكانتها المرموقة وثقلها الدولي والإقليمي عبر سياسات الحياد وحسن الجوار.

قوة وازنة
وشدد الدكتور غباشي على أهمية السياسات التي تتبعها سلطنة عُمان لدعم منظومة العمل العربي، متمثلة في جامعة الدول العربية، ومنظومة العمل الخليجي، والعمل الدولي متمثلاً في الأمم المتحدة، ومواصلة التعاون مع زعماء الدول من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة العربية والعالم عبر آلية سلمية لحل الخلافات والصراعات في العالم.
وقال الخبير الاستراتيجي إنه على المستوى الخليجي، أظهرت سلطنة عُمان تفاعلات إيجابية مع القضايا الخليجية المشتركة، فعند تأسيس مجلس دول التعاون الخليجي عام 1981، انضمت إليه لتحقيق حلم التكامل في مختلف المجالات، وقد ارتبطت بعلاقات واسعة مع بقية دول الخليج ملتزمة بدبلوماسية حسن الجوار، والتعاون مع جميع الدول الخليجية الشقيقة.
وكانت المسيرة التنموية لسلطنة عُمان انطلقت في أعقاب تولي المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد، الحكم في 23 يوليو من عام 1970، حيث حرص على إقامة الدعائم الأساس لدولة عصرية تتمتع بوضع سياسي واقتصادي واجتماعي وعسكري قوي ومستقر. وعلى مدى الخمسين عاماً الماضية، حققت سلطنة عُمان قفزات نوعية غير مسبوقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، الأمر الذي أسهم في بناء نهضة حضارية شاملة في دولة قوية تحظى بمكانة إقليمية ودولية مرموقة.

وسيط مهم
وأكدت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، في تصريحات لـ«الاتحاد» أن سلطنة عُمان تحظى بمكانة دولية مرموقة، حيث تنظر إليها القوى العالمية الكبرى باعتبارها وسيطاً مهماً وشريكاً استراتيجياً في منطقة الشرق الأوسط، بعد تاريخ طويل حافل ببناء علاقات قوية مع مختلف القوى العالمية على أساس من الاحترام، والالتزام بمبادئ حسن الجوار وسياسة الحياد.
وأوضحت أن جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد بدأ عهده بالتأكيد على ملامح السياسة الخارجية المتزنة للسلطنة، وأهمها استمرار علاقات الصداقة والتعاون مع جميع دول العالم، واحترام المواثيق والقوانين والاتفاقيات التي وقعتها مع مختلف الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، وعلى المستوى الاقتصادي، قادت سياسة الحياد وحسن الجوار سلطنة عُمان إلى إقامة شراكات وعلاقات تجارية واستثمارية مع مختلف دول العالم.

دولة مؤثرة ومحورية في الشرق الأوسط
أوضح السفير السيد شلبي مساعد وزير الخارجية المصري سابقاً، لـ«الاتحاد» أن سياسة حسن الجوار تُعتبر من أهم وأبرز أسباب نجاح سلطنة عُمان، الأمر الذي جعلها واحدة من الدول المؤثرة والمحورية في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد أن السياسة الخارجية للسلطنة تقوم على ثوابت ومبادئ التعايش السلمي، وحسن الجوار، والسعي نحو تعميق أوجه التعاون الدولي في مختلف المجالات، وقد ضربت المثل والقدوة في الالتزام بسياسة الحياد، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، الأمر الذي جعلها دولة صديقة لغالبية دول العالم، وتسعى جميع القوى العالمية إلى إقامة علاقات شراكة استراتيجية معها.
وأشاد السفير شلبي بالدور البارز الذي لعبته سلطنة عُمان في حل الخلافات بالطرق السلمية سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي. وأكد على حرص السلطنة على الالتزام بسياسة التعاون الفاعل مع منظمة الأمم المتحدة من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين، ونشر الرخاء الاقتصادي في العالم، الأمر الذي ينظر إليه بعين الاحترام والتقدير، ويحافظ على الموقع الدولي المتميز الذي تشغله السلطنة بين مؤسسات وهيئات المجتمع الدولي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©