الشارقة (وام)
قال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: «إنه تم اختيار قمة جبل ديم لإنشاء استراحة في مدينة كلباء بدلاً عن قمة جبل كتابة؛ نظراً لسهولة الوصول إليها، وقلة تكلفة الإنشاء عليها، وروعة المنظر من فوقها، حيث تطل على البحر، كاشفة المدينة بأكملها، إلى جانب إمكانية إنشاء مرافق بها، ستتضمن منتدى رياضياً وفندقاً للتخييم ومشروعاً استثمارياً سكنياً، بالإضافة إلى المنظر البديع الذي تجسده مزارع الفواكه التي سيتم إنشاؤها في المنطقة»، واصفاً سموه هذه الاستراحة بـ«هدية لكلباء».
وقال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي - في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر» الذي يبث عبر إذاعة وتلفزيون الشارقة - كنا قد اخترنا في السابق أعلى قمة جبلية في مدينة كلباء لإنشاء استراحة، وهي قمة جبل كتابة التي يبلغ ارتفاعها نحو 1050 متراً، ولكن استبدلناها بعد ذلك بقمة جبل ديم، وذلك لأسباب عديدة، منها صعوبة الوصول إلى قمة جبل كتابة ليس لأنها شاهقة الارتفاع، وإنما نظراً لطبيعة الجبل التي تتطلب إنشاء جسور بتكلفة مرتفعة لتمهيد الوصول إليها، كما أنها لا تطل على منظر يعرض مدينة كلباء وإنما تعرض أعداداً من الجبال فقط. وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: «في الوقت الذي تكشفت لنا فيه هذه العوائق، وجدنا أن قمة جبل ديم سهلة الوصول، وترى مدينة كلباء كاملة، وتطل على البحر بوضوح، ودرجة الحرارة بها منخفضة، ويبلغ ارتفاعها 850 متراً، وبذلك لا يوجد فرق بين قمة جبل كتابة وقمة جبل ديم من حيث الوصول إلى السحب، فالسحب تكون دائماً على ارتفاع 600 متر، فيصطدم السحاب بالجبل عند ارتفاع 600 متر ثم يصعد فوق الجبل في مشهد جميل، وبذلك نكون قد حققنا ما نسعى إليه دون عناء في الوصول إلى قمة الجبل، وكذلك من دون تكلفة».
وقال سموه: «كما أن قمة جبل كتابة لا يمكننا بناء أي شيء آخر عليها، بينما سنبني في جنوب موقع استراحة جبل ديم مركزاً حيوياً يتكون من ملعب لكرة القدم على مساحة كبيرة، وفندقاً لاستقبال الفرق التي تريد أن تعسكر أو تخيم هناك، فسيكون هذا المكان بديلاً لأوروبا حتى في شهور فصل الصيف؛ نظراً لانخفاض درجة الحرارة في هذا الموقع».
وأوضح سموه أن العمل جارٍ الآن على التصميم، وهذا العمل هو «هدية لكلباء» وستشتهر الاستراحة، بإذن الله، بـ «المنتدى الرياضي»، وبالفواكه التي ستتم زراعتها هناك، وسيستخدم المشروع نظاماً جديداً للري من خلال استغلال السحب، حيث سيتم إدخال السحابة في جهاز يسحب منها المياه إلى المزروعات مباشرة، كما ستضم المنطقة مشروعاً استثمارياً للراغبين في السكن هناك. وحول أهمية الانتماء للأرض والوطن، قال صاحب السمو حاكم الشارقة: هذه بلدان لا بد لأهلها أن يفتخروا بها، ولا بد لكل إنسان أن يفتخر ببلده، وينتمي إلى الأرض التي حوته، فالأرض مثل الأم ولكن بشكل «عكسي»، فكلتاهما تحتضن الإنسان، ولكن إحداهما تشكل البداية والأخرى النهاية، فالأم تحمل الابن في بطنها حتى إذا كبر وضعته على ظهرها، بينما الأرض تحمل الإنسان على ظهرها ثم تضمه في بطنها، وفي ذلك قال الله سبحانه وتعالى في سورة طه: «مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى؟».
واختتم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حديثه، قائلاً: «نتمنى الخير والتوفيق للجميع والاستقرار والسكينة لكل البلدان- بإذن الله - فالله سبحانه وتعالى ينعم على البشر في كل الظروف حتى في أصعبها نجد لطفه يحيط بنا وكذلك رحمته التي وسعت كل شيء، فكما نلاحظ الأخبار الآن تتوارد من فيضانات إلى حرائق وزلازل وحروب، ونحن نحمد الله كثيراً على نعمه ولطفه بعباده».