دبي (الاتحاد)
فازت منصة «مدرسة» التعليمية الرقمية المفتوحة، التي توفر المحتوى التعليمي المجاني باللغة العربية في متناول أكثر من 60 مليون طالب عربي، بجائزة اليونسكو الدولية لمحو الأميّة، للمرة الأولى على مستوى دولة الإمارات والأولى لعام 2022 على مستوى العالم العربي، وذلك لجهودها في تقديم المحتوى التعليمي والمعرفي باللغة العربية رقمياً وتوفيره مجاناً للجميع بما يعزز جهود محو الأمية باللغة الأم حول العالم.
وتم الإعلان عن تتويج منصة «مدرسة»، التي تشكل إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لنشر التعليم والمعرفة، ضمن حفل توزيع الجوائز السنوي الذي أقامته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في إبيدجان عاصمة جمهورية كوت دي فوار بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، بحضور الدكتور وليد آل علي، المستشار في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والمنسق العام لمنصة «مدرسة» وفرح العزب، مدير مشاريع في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ويعد هذا أول فوز لدولة الإمارات بشكل عام بهذه الجائزة والوحيد عربياً في دورة عام 2022، وذلك إلى جانب دول بارزة فائزة وهي بريطانيا والهند عن فئة دعم محو الأمية للغة الأم، والبرازيل وجنوب أفريقيا وماليزيا عن فئة دعم محو الأمية للبالغين في المناطق الريفية.
ويدعم حصول مبادرة «مدرسة» الحريصة على نشر المعرفة باللغة العربية على جائزة اليونسكو أهداف «إعلان الإمارات للغة العربية» الذي شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، توقيعه في شهر ديسمبر 2021 من قبل وزراء الثقافة العرب خلال قمة اللغة العربية في إكسبو دبي والتي نظمتها وزارة الثقافة والشباب بالدولة، حيث تعهد الموقعون بالالتزام باللغة العربية لغة للهوية والثقافة والعلوم والحياة.
تكريم لمختلف مساهمات الإمارات
وأشادت معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، بحصول منصة «مدرسة» الإماراتية المفتوحة لعشرات ملايين الطلاب باللغة العربية على جائزة اليونسكو لمحو الأمّية، معتبرةً ذلك بمثابة تكريم شامل لمختلف والبرامج والمبادرات والمشاريع المعرفية والثقافية الهادفة المنطلقة من دولة الإمارات نحو المنطقة والعالم للمساهمة الفاعلة في مد جسور التواصل والتعارف بين الثقافات والحضارات من خلال الحرف والكلمة والفكر.
وأكدت معاليها أن دولة الإمارات، ستواصل بتوجيهات قيادتها الرشيدة، تقديم الدعم الدائم لبرامج ومشاريع نشر المعرفة وتعزيز الوعي الثقافي، كشريك دولي في نشر التعليم والثقافة وتأهيل النشء والشباب بالمعارف والمهارات التي تمكّنهم من تطوير الذات وبناء المجتمعات التي تؤمن بالحوار والتسامح والتقدم العلمي مساراً نحو الازدهار والتطور والنمو.
ثالث جائزة دولية
وتعد جائزة اليونسكو لمحو الأمية ثالث جائزة دولية لمنصة «مدرسة»، والتي حصدتها في أعوام قليلة بعد انطلاقها، حيث فازت أيضاً بجائزة الشارقة للمشروع التربوي المتميز وجائزة الإسكوا للمحتوى الرقمي العربي من أجل التنمية المستدامة لعام 2022، في تأكيد على الدور الكبير الذي تقدمه منصة مدرسة للطلاب العرب. من جانبه، قال سالم خالد القاسمي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو:»بذلت دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً كبيرة في مجال محو الأمية، وهي ملتزمة بدعم وتنفيذ المبادرات الهادفة إلى تطوير أدوات وطرق ومنصات تعليمية يستطيع أي من الراغبين في التعلم الوصول إليها والاستفادة منها. وأثنى على جهود كوادر مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ومبادرة «مدرسة»، والتي بذلت جهداً جباراً في نشر المعرفة والمحتوى التعليمي العربي، من خلال توفير مناهج مبتكرة ورائدة على المنصات الرقمية، وصولاً لتعزيز مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية في جميع أنحاء العالم.
نموذج إماراتي مثمر
قال معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، الأمين العام لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إن توفير فرص التعلّم للجميع وفق رؤية محمد بن راشد نموذج إماراتي مثمر يمكّن أجيال المستقبل ويسهم في نشر قيم التعلم المستمر والانفتاح على الثقافات والمعارف والأفكار التي تبني الحضارات ويسرّع تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ويسرّع استئناف مساهمة المنطقة وأجيالها الصاعدة في مسيرة الحضارة الإنسانية. وأكد معاليه على أن تصميم وإطلاق وتوسيع مبادرات العمل الإنساني المبتكرة والمستدامة، لا سيما في قطاع نشر التعليم والمعرفة، نهج متواصل لدولة الإمارات ومؤسسات الخيرية والإنسانية والمجتمعية بدعم من قيادتها الرشيدة وبمساهمة واسعة من مجتمعها وشركائها الدوليين من منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الحريصة حول العالم على تعزيز مستقبل العمل الإنساني الممكّن للمجتمعات البشرية.
محتوى تعليمي نوعي باللغة الأمّ
أكد الدكتور وليد آل علي، المستشار في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والمنسق العام لمنصة «مدرسة»، أنها المبادرة الأكبر من نوعها على مستوى المنطقة التي تقدم المحتوى التعليمي الإلكترونية باللغة العربية، لغةً أم، وتدعم المحتوى الرقمي بتوفيره مجانا للجميع وذلك حرصا على تنفيذ رؤية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في نشر التعليم ودعم اللغة العربية وتبني الحلول الرقمية والابتكار.
وقال الدكتور آل علي: «فخورون بحصول منصة مدرسة التي تديرها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية على جائزة اليونسكو-الملك شيجونج لمحو الأمية لعام 2022، خاصة بعد أن سجلت منصة»مدرسة«75 مليون مشاهدة لحصصها التعليمية المتاحة مجاناً باللغة العربية على موقعها على شبكة الإنترنت وحازت 3 ملايين مشترك من 55 دولة حتى الآن، ومصممون على مواصلة توسيع المبادرة».