منى الحمودي (أبوظبي)
قالت دراسة حديثة إن الأشخاص مستخدمي السجائر الإلكترونية أكثر عرضة للنوبات القلبية بمعدل 56% وللسكتات الدماغية بمعدل 30% عند مقارنتهم بنظرائهم ممن لا يستخدمون هذا النوع من السجائر، مضيفة أنهم أيضاً أكثر عرضة بمرض تصلب الشرايين التاجية بمعدل 10% وجلطات الدم بشكل عام بمعدل 44%. وعلقت الدكتورة أحلام العوضي، أخصائية أمراض القلب في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، بالشراكة مع مايو كلينك، على الدراسة بالقول: إن الأبحاث والدراسات الطبية تؤكد بالفعل أن البالغين ممن يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة بنوبات قلبية ومرض تصلب الشرايين التاجية وأمراض الاكتئاب والقلق.
وأوضحت أنه بالرغم من انتشار السجائر الإلكترونية إلا أن استخدامها يعتبر جديداً نسبياً، ما يحد من معرفة مدى سلامتها ومخاطرها على المدى البعيد، وفيما كانت عاملاً مساعداً للإقلاع عن التدخين، وهناك حاجة لأبحاث طويلة المدى لمعرفة الأضرار المترتبة على استخدامها.
ولفتت إلى أنه يتم الترويج للسجائر الإلكترونية أنها بديل آمن عن السجائر العادية، لكن في الحقيقة أن السجائر الإلكترونية مشابهة لحدٍ ما للسجائر العادية لاحتواء أبخرتها على مواد ضارة مثل النيكوتين، ومركبات عضوية متطايرة، ومعادن ثقيلة «كالرصاص والقصدير والنيكل»، ومواد كيميائية مسببة للسرطان ونكهات مثل ثنائي الأسيتيل المرتبط بأمراض خطيرة للرئة.
وذكرت العوضي أن الدراسات بينت أن إدمان السجائر الإلكترونية يعتبر مضاعفاً قياساً بالسجائر العادية وذلك لتوفرها بشكل واسع بأشكال وأحجام ونكهات متنوعة، التطور السريع في صناعة السجائر الإلكترونية وبطارياتها التي تدوم لفترات أطول، باستطاعة المدخن التحكم في كمية النيكوتين المستخدم وأيضاً استطاعته التدخين في أماكن وأوقات لا تتوافر للمدخن العادي.
تحذير
حذرت الدكتورة أحلام العوضي من ظاهرة تدخين المراهقين والشباب للسجائر الإلكترونية وذلك لخفة وزنها وشكلها الذي يسهم في سهولة اقتنائها من دون اكتشافها، وتعتبر أفضل طريقة لتجنب إدمان النيكوتين هي عند التدخين أو استعمال السجائر الإلكترونية، خاصة في مرحلتي الطفولة والمراهقة التي لا يزال المخ فيها في طور النمو، ومن المهم أن يتحدث الآباء بشكل مستمر لأبنائهم عن أضرار التدخين واستعمال السيجارة الإلكترونية. وأشارت إلى أن سنوات المراهقة تعد بالغة الأهمية لنمو الدماغ، والذي يستمر حتى مرحلة البلوغ، والشباب الذين يستخدمون منتجات النيكوتين بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك السجائر الإلكترونية، معرضون للآثار الطويلة الأمد، نظراً لأن النيكوتين يؤثر على تطور الدماغ، خاصة أن استمرار استخدام السجائر الإلكترونية لا يمكن أن يؤدي فقط إلى إدمان النيكوتين، ولكنه يمكن أن يتطور الأمر لإدمان مواد أخرى تجلب المتعة لعقل المراهق. كما يؤثر النيكوتين على تطور دوائر الدماغ التي تتحكم في الانتباه والتعلم، تشمل المخاطر الأخرى اضطرابات المزاج والمشاكل في التحكم بالنبضات.