عدد اليوم
سامي عبد الرؤوف (دبي)
توقع أطباء ومختصون في مجال أمراض الصدر والجهاز التنفسي والحساسية والعيون، وجود زيادة في حالات أمراض الجهاز التنفسي والعيون بنسبة تتراوح بين 20 و30 % بسبب تقلبات الطقس وموجة الغبار والأتربة الحالية. وحددوا في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، 5 نصائح طبية لتجنب الأضرار الصحية خلال فترة تقلب الطقس، وهي: إغلاق نوافذ المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة، وفي الحاجة للخروج يجب أن يقوم الشخص بلبس الكمامة والنظارات الشمسية، بالإضافة إلى المحافظة على أخذ البخاخ وأدوية الحساسية لمرضى الحساسية. ولفتوا إلى أن حدوث موجات الغبار، يرجع إلى اختلاف الطقس على مستوى العالم وازدياد تأثير التغير المناخي الذي تشهده الأرض خلال السنوات الأخيرة، مشيرين إلى أن قلة الأمطار تلعب دوراً كبيراً في حصول الغبار وتحرك الأتربة.
محتويات الغبار
وقال الدكتور بسام محبوب، استشاري أمراض الرئة والحساسية بهيئة الصحة في دبي: «خلال اليومين الماضيين شهدنا عواصف ترابية ورملية، وهي محملة بأكثر من مادة قد تكون سامة وضارة للجهاز التنفسي للإنسان».
وأضاف: «فعلى سبيل المثال تكون محملة بحبيبات الرمال، ويؤدي استنشاق المادة الموجودة فيها بكميات كبيرة، إلى تلف الرئة، وأيضاً تحتوي الغبار المنزلي، الذي يسبب الحساسية للعين والأنف والرئة، وهو ما يؤدي إلى زيادة معدلات الحساسية للأشخاص المصابين بهذه الأنواع من الحساسية».
وأشار إلى أن الغبار يكون أيضا محملاً بحبوب لقاح وفطريات، داعياً أفراد المجتمع والأشخاص الذين يمارسون الرياضة، إلى عدم الخروج أثناء العواصف الترابية في حالة عدم الضرورة، لأنه قد يصاب الشخص العادي بتهيج للحساسية، بينما يصاب الأشخاص الذين يعانون من الحساسية بنوبات حساسية.
ونصح عند الحاجة للخروج أن يقوم الشخص بلبس الكمامة والنظارات الشمسية، موضحاً أن الشخص الذي لديه تاريخ مرضي بالحساسية من مختلف الأنواع بضرورة أخذ البخاخ وأدوية الحساسية والمحافظة على أدويته الموصوفة له، بالإضافة إلى إغلاق النوافذ.
وتوقع أن تشهد الفترة الحالية من تقلبات الطقس زيادة في عدد المصابين بالحساسية بنسبة تتراوح بين 20 و30% بمختلف أنواع الحساسية الجهاز التنفسي سواء للصدر أو الأنف.
التغير المناخي
وأكد الدكتور عبد الكريم نصار، استشاري الأمراض الصدرية بمستشفى برجيل التخصصي بالشارقة، أن تغير الطقس يؤثر على مرضى الجهاز التنفسي بشكل عام، خاصة من يعانون الربو والتليف الرئوي وانسداد القصبات الهوائية المزمن بسبب التدخين.
ولفت إلى أن الهواء الجاف والغبار والأتربة تؤثر على الجهاز التنفسي، منبهاً إلى أن بعض المرضى قد يحدث لهم نقص في الأكسحين في حالة الإصابة بنوبة الربو، وقد يحتاجون إلى العناية المركزة.
وذكر أن قلة الأمطار تعلب دوراً في إيجاد الغبار وتحرك الأتربة، وبالتالي زيادة نسبة الحساسية لدى العديد من فئات المجتمع، بما في ذلك الأطفال والمصابين بالحساسية، مرجعاً حدوث موجات الغبار إلى اختلاف الطقس على مستوى العالم.
الأعراض والنتائج
وأفاد دكتور وائل ناصر استشاري أمراض الرئة والعناية المركزة في المستشفى الأمريكي بدبي، أن أكثر الفئات تأثراً بموجة الغبار الحالية، هم مرضى جهاز التنفس بشكل عام مثل مرضى الربو ومرضى الحساسية والأمراض التنفسية الانسدادية المزمنة، بالإضافة إلى الأطفال، وكبار السن، ومرضى القلب، والسكري.
وأشار إلى أن هناك العديد من الأضرار الناجمة عن تقلبات الطقس بالنسبة لمرضى الربو والصدر، خاصة في حالة التعرض للغبار بشكل مباشر ولفترة طويلة من الوقت، حيث قد يؤدي ذلك إلى نوبات من تشنج القصبات والسعال، أو تفاقم الحالة المرضية.
وحول أبرز الأعراض التي تظهر على المصابين بأمراض الصدر والجهاز التنفسي، أجاب: يمكن حصرها في السعال، ضيق النفس، ألم الصدر، زيادة المفرزات التنفسية، مشيراً إلى وجود زيادة بحالات مراجعة المستشفيات بالنسبة لأمراض الربو والجهاز التنفسي بسبب الغبار.
وقال: «لا توجد نسبة محددة أو رسمية تتعلق بنسبة الزيادة في الحالات التي تراجع المستشفيات بسبب تقلبات الطقس، لكن تشير التقديرات إلى احتمالية أن تكون هذه الزيادة ما بين 20 و30% تقريباً».
جفاف العين
أوضح دكتور فادي سعد استشاري طب عيون في دبي، أن موجة الغبار الحالية تحتوي على جزيئات صلبة صغيرة جداً، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين يعانون الجفاف في الدمع هم أكثر مرضى العيون تأثراً بتقلبات الطقس، وأيضاً الذين يستخدمون العدسات اللاصقة والمرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية حديثاً، أي منذ عدة أيام فقط.
وأفاد أن هناك عدة أضرار يصاب بها مرضى العيون في ظل الجو المتقلب، وذلك بسبب الجزئيات الصلبية التي تدخل العين وتلتصق بالقرنية، وفي حالة التصاقها بالمنطقة الداخلية للجفن فإنها تؤدي إلى جروح في القرنية مع كل حركة للجفن.
ولفت إلى أنه في حال دخول هذه الأجسام الصلبة تحت العدسة اللاصقة قد تصاب القرنية بجرح، وقد تحتوي هذه الأتربة على نوع من البكتيريا والفيروسات التي قد تؤدي إلى التهابات.
ونبه إلى أن هناك مجموعة من الأمور الوقائية التي يجب على مرضى العيون القيام بها لتجنب الآثار السلبية الناجمة عن موجة الغبار، أولها ترطيب العين بغسل الجزيئات الصغيرة واستبدال العدسات اللاصقة بالنظارات وإغلاق العين في حالة إجراء عملية جراحية قبل 10 أيام أو أقل.
