هند العتيبة لـ«الاتحاد»: الثقافة أداة مهمة وضرورية لإلهام الأجيال
هند العتيبة لـ«الاتحاد»:الإمارات من بين أكبر دول المنطقة استثماراً في فرنسا
18 يوليو 2022 14:41
منى الحمودي (أبوظبي) أكدت هند العتيبة سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الجمهورية الفرنسية على أن دولة الإمارات وفرنسا تجمعهما علاقات صداقة وطيدة ومتجذرة طويلة الأمد وتعاون استراتيجي في مختلف المجالات، وقد بذلت قيادتا البلدين جهوداً كبيرة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات الثنائية بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين، وتجمع بين دولة الإمارات وفرنسا شراكة استراتيجية في العديد من المجالات بدايةً من رفضهما ومواجهتهما التطرف، إلى تعاونهما المشترك في تعزيز الثقافة والتعليم.
وأشارت إلى أن علاقة الصداقة طويلة الأمد والتعاون استراتيجي الذي يجمع دولة الإمارات وفرنسا في مختلف المجالات، بالإضافة للروابط الوطيدة بين البلدين والمبنية على الثقة والاحترام المتبادل، وأنه من الطبيعي أن يسعى البلدان بالعمل على تعزيز العلاقات بصورة أكبر واستكشاف مجالات إضافية للتعاون. ومن المنتظر أن يتحقق ذلك من خلال استكشاف سبل جديدة للتعاون والتشارك في مجال التنمية الاقتصادية المستدامة، مع التزام قوي بالمسؤولية المشتركة تجاه تجاوز العديد من التحديات غير المسبوقة، واقتناص الفرص، الأمر الذي يتطلب تنسيق الاستجابة.
وفي تعليقها حول زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» لجمهورية فرنسا، قالت هند العتيبة: «تولي دولة الإمارات أهمية خاصة لعلاقات التعاون والصداقة مع جمهورية فرنسا وهناك مساعٍ دائمة لدفعها نحو المزيد من مجالات العمل المشترك، باعتبارها نموذجاً متميزاً للعلاقات بين الدول الصديقة القائمة على أسس التفاهم والثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، كما تهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات المتميزة في عدد من المجالات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والطاقة وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.»
تطور العلاقات
وفيما يتعلق بجهود البلدين خلال السنوات الأخيرة، لتعزيز العلاقات الثنائية بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين، قالت هند العتيبة: «إن اليوم يمثل لحظة جديدةً حاسمةً تفرض علينا العمل معاً لاختيار مسارنا نحو المستقبل، بغض النظر عن التحديات التي علينا تجاوزها، سواء مواجهة التغير المناخي أو تمكين الشباب أو تطوير الابتكارات الجدية من أجل غدٍ أفضل.»
وأضافت: «علينا أن نتخذ خطواتنا الأولى على هذا المسار لتحقيق هذه الطموحات، فقد آمنت دولة الإمارات دائماً بأن النجاح يكمُن في التضامن والتعاون بين الدول وبين المجتمعات بعضها البعض، وكذلك بين الأشخاص أنفسهم.. ولطالما كان هدفها بناء وتوطيد علاقات عميقة منتجة ودائمة مع من يشاركونها مبادئها وقيمها، ليتسنى التفكير والعمل معاً لتواصل البشرية تطورها وازدهارها.»
وذكرت هند العتيبة أبرز الجهود المشتركة بين الإمارات وفرنسا، والتي تأتي في مقدمتها الشراكة التاريخية بين شركة أدنوك و«توتال» التي بدأت من نحو 80 عاماً، واليوم شراكة بين شركة مصدر وإنجي في مجال اقتصاد الهيدروجين الأخضر بدولة الإمارات يبلغ قيمتها 5 مليارات درهم.
العلاقات الاقتصادية وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين الإمارات وفرنسا من حيث الاستثمار والاتفاقيات الثنائية، لفتت هند العتيبة إلى أن المؤشرات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فرنسا تعكس قوة ومتانة العلاقات بين البلدين الممتدة لعقود طويلة، بالتزامن مع تسارع وتيرتها في السنوات الأخير، حيث شهدت ارتفاعاً بمعدل 10% سنوياً لعدد الشركات الفرنسية في دولة الإمارات، حيث وصل عددها إلى نحو 600 شركة بها 30 ألف موظف. منوهةً أن التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى قرابة 4 مليارات يورو في عام 2020، وتعتبر دولة الإمارات من بين أكبر دول المنطقة استثماراً في فرنسا، حيث تسعى الدولتان من خلال العديد من الاتفاقيات والمشاريع المشتركة إلى تعزيز هذه الشراكة، والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية إلى المستوى المتميز والنموذجي الذي تتميز به العلاقات السياسية على مستوى القيادة بين البلدين.
أكبر الشركاء وحول التعاون في المجال العلمي والثقافي مع دولة الإمارات وإمكانية أن يشكل ذلك بوصلة تحدد توجهات الأجيال المستقبلية، أكدت هند العتيبة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتشارك مع فرنسا في إيمانهما القوي والراسخ بأهمية الثقافة في المجتمع، ويرى البلدان أن الثقافة تُعد أداةً مهمةً وضروريةً لإلهام الأجيال الحالية والمستقبلية وتعزيز معرفتها في ذات الوقت الذي تعمل فيه على صيانة التراث، فالحوار الثقافي يسهم في تيسير فهم أكثر شمولاً لقصة الإنسانية ويمكن أن يشكل بوصلة تحدد توجهات الأجيال المستقبلية.