آمنة الكتبي (دبي)
يصل المستكشف راشد إلى موقع الإطلاق في مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا في سبتمبر المقبل، وسينطلق المستكشف على متن صاروخ «سبيس اكس فالكون 9» حيث تبدأ نافذة الإطلاق في العمل أوائل نوفمبر وبمجرد إطلاقه، سيستغرق الوصول إلى القمر حوالي ثلاثة أشهر، كما ستستغرق المهمة يوماً قمرياً واحداً، أي 14 يوماً أرضياً، وتهدف إلى دراسة خصائص التربة القمرية، وصخور وجيولوجيا القمر، وحركة الغبار، ودراسة حالة البلازما على سطح القمر وغمد الإلكترون الضوئي.
ويخضع المستكشف للاختبارات والتجارب النهائية حالياً للتأكد من جاهزيته وكفاءة معداته وأجهزته، قبيل بدء المرحلة الأخيرة من المهمة بوصوله لموقع الإطلاق.
فيما تتنوع هذه الاختبارات لتشمل الاهتزاز والفراغ الحراري في بيئة الإطلاق وانفصال المستكشف عن المركبة القمرية، ومتابعة رصد الاهتزازات وتأثيرها في الأجزاء الميكانيكية فيه فضلاً عن اختبارات خاصة بالتحرك على بيئة مشابهة للقمر، للتأكد من جاهزيته وسهولة تجاوز العقبات، وصولاً لاختبارات الأنظمة الحرارية، والتي تعد مهمة جداً نظراً لدرجات الحرارة المتباينة في الليل والنهار على سطح القمر وما يشهده من ظلام وهبوط درجات الحرارة إلى أكثر من 170 درجة مئوية.
كما وخضع المستكشف لاختبارات الفراغ الحراري، إضافة إلى الاختبارات البيئية، فضلاً عن كافة الاختبارات العلمية الخاصة بالأجهزة التقنية وأدائها من حيث استقبال المعلومات وإرسالها، وصولاً للاختبارات الميكانيكية التي تستهدف دراسة أداء الهيكل ودقة تصميمه، ومن بينها تجارب جرت في الصحراء الإماراتية، شملت تجارب أنظمة التنقل والأجهزة الحركية والاتصالات، فيما جاء اختيار الصحراء لإجراء الاختبارات فيها، لكونها تشبه إلى حد كبير تضاريس سطح القمر، ومن ثم التأكد من جاهزية التصميم النهائي للمستكشف، الذي سيتم وضع كافة الأجهزة عليه.
وسيجوب المستكشف سطح القمر، متنقلاً في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، حيث سيقوم بالتقاط بيانات وصور نادرة، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء، بالإضافة إلى اختبار أجهزة ومعدات تقنية تتم تجربتها للمرة الأولى، تتعلق بالروبوتات والاتصالات والتنقل والملاحة بهدف تحديد مدى كفاءة عملها في بيئة القمر القاسية.
كاميرات ثلاثية الأبعاد
وتم تزويد المستكشف «راشد» بكاميرات ثلاثية الأبعاد، ونظام تعليق وأنظمة استشعار واتصال متطورة، وهيكل خارجي وألواح شمسية لتزويده بالطاقة، وسيضم 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر.
ويستطيع المستكشف السير بسرعة قصوى تبلغ 10 سم/ ثانية وإمكانية الانحدار بزاوية 20 درجة، ويرتفع على السطح 10 سم، كما أنه مزود بأربع عجلات مع نظام تعليق لتعزيز كفاءة الالتصاق بسطح القمر، ويحتوي المستكشف «راشد» على تقنيات ذات جودة وكفاءة عالية، ترتكز في عملها بشكل أساسي على تحليل البيانات والنتائج، من دون الحاجة إلى إرسالها إلى الأرض، كما كانت الحال في المهمات السابقة.
ويعد مشروع استكشاف القمر جزءاً أساسياً من استراتيجية الإمارات لاستكشاف الفضاء، التي تهدف إلى بناء قدرات وإمكانات معرفية جديدة وإلهام الأجيال القادمة لدخول مجال علوم وأبحاث الفضاء، وتعزيز فرص التعاون والشراكات الدولية في مجال الاستكشاف الفضائي، وبعد تنفيذ هذه المهمة ستنضم الإمارات إلى قائمة الدول التي نجحت في إرسال بعثات استكشافية إلى القمر، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين.