دبي (الاتحاد)
كشفت دراسة جديدة قادها علماء من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية ومستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، أن عوامل وراثية مستجدة يمكن أن تسهم في الإصابة بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال، وهي إحدى المضاعفات النادرة والخطيرة بعد الإصابة بكوفيد-19. وتُعد متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال إحدى المضاعفات النادرة والخطيرة التي قد تحدث عند الأطفال المصابين بكوفيد-19. حيث تتسم المتلازمة بالتهاب شديد (عاصفة السيتوكين)، ويمكن أن تؤثر على عدة أعضاء في الجسم، بما في ذلك القلب والرئتين والكلى والدماغ والجلد والعينان وأعضاء الجهاز الهضمي.
وتعتبر هذه المتلازمة مرضاً يهدد الحياة إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه على الفور، وليس من الواضح سبب إصابة بعض الأطفال بالمتلازمة، ولكن هذه الدراسة تقدم أدلة جديدة على العوامل الوراثية المحتملة المتعلقة بالمتلازمة.
وقامت الدراسة بتحليل النتائج السريرية والمخبرية والجينية لسبعين طفلاً معظمهم من الشرق الأوسط أُصيبوا بكوفيد-19، بينهم 45 طفلاً ينطبق عليهم تعريف الحالة لمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال و25 طفلاً غير مصابٍ تمت إضافتهم إلى الدراسة كمراجع للمقارنة، وتم علاج المرضى في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال في دولة الإمارات ومستشفى الجامعة الأردنية بين سبتمبر 2022 وأغسطس 2021.
وتوصلت الدراسة، التي قامت مؤسسة الجليلة بتمويلها ونشرتها مجلة «جاما نتورك اوبين»، إلى أن الأطفال الذين يعانون من متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال كانوا أكثر عرضة بشكل ملحوظ للتغيرات الجينية النادرة المرتبطة بجهاز المناعة والتي من المحتمل أن تكون ضارة، مقارنة بالأطفال الذي يعانون من كوفيد-19 ولم يصابوا بالمتلازمة. إلى جانب وجود رابطٍ بين النتائج الجينية وظهور المرض ومقاومته العلاج.
وقال الدكتور وليد أبو حمور، رئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى الجليلة للأطفال والباحث ضمن الدراسة: «تحمل هذه الدراسة أهمية كبيرة، لأن النتائج تُظهر ضرورة الفهم الشامل لجينات الأطفال الذين يعانون من متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لتحديد مدى مساهمة الجينات في المرض، بالإضافة إلى عدم وجود تمثيلٍ كاف للمرضى العرب في الدراسات الجينية».
وقال الدكتور سليمان الحمادي، عميد كلية الطب في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية: «من خلال مشاركة جميع الجهات التي تعمل تحت مظلة مؤسسة دبي الصحية الأكاديمية في هذه الدراسة، تتضح رؤية المؤسسة لتعزيز التعاون ودفع التميز في الرعاية السريرية والابتكار. ويمثل هذا العمل نموذجاً لأبحاث مستقبلية عالية الجودة سيكون لها تأثير إيجابي عالمي على المرضى، كما يشهد على ذلك صدور نتائج الدراسة في مجلة علمية مرموقة.»
بدورها، قالت الدكتورة حمدة حسن خانصاحب، رئيس قسم البحوث الطبية في إدارة التعليم الطبي والأبحاث في هيئة الصحة بدبي:«أتاحت هذه الدراسة لباحثي مؤسسة دبي الصحية الأكاديمية، فرصة المشاركة في بحث تعاوني بين عدة باحثين من مؤسسات مختلفة. ونشجع دائماً على البحث التعاوني لأنه يساعد على تطوير مهارات بحثية جديدة وتعزيز الشراكات ورفع القدرة البحثية في مؤسسات الرعاية الصحية». من جانبه قال الدكتور أحمد أبو طيون، مدير مختبر علم الجينات في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، والأستاذ المشارك في علم الجينات في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية: «تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن العوامل الوراثية النادرة تلعب دوراً في الإصابة بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال وتسلط الضوء على المسارات المتعلقة بالمناعة والتي قد تصبح أهدافاً للتدخل العلاجي».