هالة الخياط (أبوظبي)
حققت الإمارات نهضة شاملة في قطاع الإسكان والمباني وناطحات السحاب في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، وبحسب شهادات الكثير من الهيئات الدولية المعنية بهذا القطاع، فإن الإمارات أنجزت نهضتها العمرانية بالمزج بين الحداثة والتراث المتمثل في الحفاظ على الطابع المعماري العربي والإسلامي بأشكاله المختلفة التي صيغت في قوالب حديثة تضم عدداً من الأبراج والبنايات الفريدة من نوعها في العالم.
ومشاريع البناء ومبادرات التنمية في جميع مناطق الدولة في عهد المغفور له الشيخ خليفة، كثيرة وغطت مختلف المجالات ووفق أحدث المواصفات، لا سيما مشاريع الإسكان التي جسدت عمق اهتمام المغفور له بالمواطن الذي يمثل الثروة الحقيقية لدولة الإمارات من خلال توفير مقومات الحياة الكريمة له وإسعاده.
بحسب إحصاءات مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية، فإن الإمارات تصدرت دول العالم، من حيث عدد الأبراج السكنية الشاهقة المكتملة التي تزيد على 200 متر، بينما كشف تقرير أصدره مجلس المباني الشاهقة مؤخراً أن الإمارات ضمن الدول القليلة التي تضم مباني مرتفعة في أكثر من مدينة، واحتلت المرتبة الأولى شرق أوسطياً، والثالثة عالمياً في إنشاء هذه المباني، واستحوذت دبي على النسبة الكبرى من الأبراج السكنية الشاهقة في العالم.
وحققت دولة الإمارات مجموعة من المنجزات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، وكان آخرها حلول دولة الإمارات ضمن الـ10 الكبار عالمياً في 20 مؤشراً رئيساً من مؤشرات التنافسية العالمية الخاصة بقطاع الطاقة والبنية التحتية لعام 2021.
ونجحت دولة الإمارات بفضل دعم ورؤية المغفور له في تحقيق خطوات متسارعة ما جعلها تتبوأ مكانة عالمية مرموقة في مجال البنية التحتية والإسكان.
نماذج جديدة
وكان التخطيط العمراني أحد أهم الملفات التي جرى تطويرها خلال السنوات الماضية بأيد مواطنة 100%، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على إنجاز المساكن الملائمة للمواطنين في جميع المناطق، ومن خلال برنامج الشيخ زايد للإسكان، وهيئة أبوظبي للإسكان تم تشييد العديد من المشروعات الإسكانية، التي تعتمد بشكل أكبر على توحيد نسق المباني والشوارع، وزيادة المسطحات الخضراء، وغيرها.
مبادرات رائدة
وحفلت مسيرة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، بمبادرات وقرارات رائدة ركزت على تحسين جودة الحياة للوطن والمواطن وسكان الدولة عموماً، وحققت الأهداف والأولويات العليا للدولة، وأسهمت في تصدرها لمؤشرات التنافسية المرتبطة بالرفاهية والسعادة.
وشكلت نشأة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، وملازمته للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الأثر البالغ في الاهتمام المباشر باحتياجات المواطنين والسكان في أبوظبي والدولة، حيث حرص الشيخ زايد على اصطحاب الشيخ خليفة في معظم نشاطاته، وزياراته اليومية، وصولاً إلى مرحلة قيام الاتحاد ومعايشته للظروف والتفاصيل المرتبطة بحياة سكان الإمارات واطلاعه على احتياجاتهم في مجالات الإسكان والتعليم والصحة والبنية التحتية وغيرها، قبل أن ينطلق بعطائه نحو تأمين أكبر قدر من الرفاهية والحياة الكريمة لشعبه.
ومع انتقال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، إلى مدينة أبوظبي ليصبح حاكم الإمارة في أغسطس 1966، عيّن نجله الشيخ خليفة ممثلاً له في العين حيث سار، رحمه الله، على خطى والده، واستمر في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة الشرقية، محققاً نجاحات ملحوظة مهدت لبداية مسيرة مهنية طويلة في خدمة الشعب.
مناصب
وخلال السنوات التالية، شغل الشيخ خليفة عدداً من المناصب الرئيسة، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جملة من المشاريع الكبرى. وتوجت تلك الحقبة بتعيينه، رحمه الله، في 1 فبراير 1969 ولياً لعهد أبوظبي، ومن ثم توليه في 23 ديسمبر 1973 منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني على المستوى الاتحادي مواصلاً مسيرته المليئة بالعطاء.
ومع توليه، رحمه الله، في 20 يناير 1974 مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أشرف على تحقيق برامج التنمية الشاملة في الإمارة، بما في ذلك بناء المساكن، ونظام إمدادات المياه والطرق، والبنية التحتية العامة التي أدت إلى إبراز حداثة مدينة أبوظبي.
وأمر المغفور له بتأسيس جهاز أبوظبي للاستثمار عام 1976 بهدف إدارة الاستثمارات المالية في الإمارة، لضمان توفير مصدر دخل ثابت للأجيال القادمة.
وفي العام 1981 أنشأ المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، دائرة أبوظبي للخدمات الاجتماعية والمباني التجارية المعروفة باسم «لجنة خليفة»، وتولت العديد من الجوانب المرتبطة بتطوير منظومة الإسكان في الإمارة وتقديم القروض والمنح للمواطنين، فيما أسس في العام 1991 هيئة القروض لتوفير العقارات لمواطني الإمارة، لأغراض السكن والاستثمار على حد سواء.
مشاريع سكنية وخدمية
وبعد انتخابه رئيساً لدولة الإمارات في 3 نوفمبر 2004، أطلق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة دولة الإمارات لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وضمان الرخاء للمواطنين.
وكان من أهدافه الرئيسة السير على نهج والده الذي آمن بدور دولة الإمارات الريادي كمنارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار، وقام سموه بجولات واسعة في جميع أنحاء دولة الإمارات، لدراسة الاحتياجات، وأمر ببناء عدد من المشاريع السكنية، والطرق، ومشاريع التعليم، والخدمات الاجتماعية.
وواصل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، تنفيذ استراتيجيات طموحة للتنمية السياسية، والإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية التي كان قد بدأ فيها، وكان لقيادته الرشيدة، واهتمامه بمصالح الدولة الاتحادية الفضل في تجاوز الأزمات المالية، والإقليمية.
وتحفل مسيرة المغفور له بالعديد من المبادرات في شتى المجالات التي لا يمكن بأي حال من الأحوال حصرها ويتجلى أبرزها في المبادرات التالية: توجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» على نحو منتظم، لبناء وصيانة منازل المواطنين إيماناً منه بأهمية تعزيز استقرار الأسر المواطنة التي اعتبرها النواة الأولى لمجتمع مزدهر، حيث وجه في الثاني من ديسمبر من العام 2012 بمتابعة سرعة تنفيذ إحلال المساكن القديمة لكافة للمواطنين في إمارات الشارقة، ورأس الخيمة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، التي بنيت قبل سنة 1990، وذلك لضمان حصول المواطنين على مساكنهم الجديدة، وانتفاعهم بها في أقرب وقت ممكن. وبلغ عدد الوحدات السكنية التي تم حصرها 12.500 مسكن، بتكلفة تقدر بـ 10 مليارات درهم.
وفي أبريل 2015، اعتمدت لجنة مبادرات رئيس الدولة قائمة لإصلاح وإحلال مساكن 504 من المواطنين، وشملت هذه المشاريع صيانة 105 منازل بتكلفة تقدر بـ40.1 مليون، وإحلال 75 مسكناً بشكل عاجل بتكلفة تقدر بـ63.9 مليون درهم.
وفي عام 2012، أطلق المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» مبادرة «أبشر» لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل، وتأهيلهم بالتدريبات اللازمة، وتشجيع المواطنين على الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص.
إنجازات تنموية
ومن المنجزات المرموقة في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، إنشاء وإنجاز ورفع كفاءة أكثر من 230 مدرسة حكومية إضافة إلى تطوير منظومة المستشفيات والمرافق الصحية الحكومية الاتحادية، عبر رفدها بأكثر من 32 منشأة ومرفقاً صحياً على أرقى المستويات بجانب تطوير ورفع كفاءة المرافق الصحية القائمة، علاوة على ذلك وفر المغفور له دعماً استثنائياً للصيادين من خلال إنشاء أكثر من 24 ميناء للصيادين.
وفي عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، تحققت قفزات عملاقة في مجال الطرق، حيث بلغت أطوال الطرق الاتحادية أكثر عن 900 كيلومتر عبر إنجاز أكثر من 140 مشروعاً، وبلغت أطوال الحارات المرورية للطرق الاتحادية 4300 كيلومتر خلال الـ18 عاماً الماضية، والتي تربط بين مناطق الدولة ومدنها بشكل انسيابي ومرن، ما يعكس حرص الوزارة على تطوير وتحسين شبكة الطرق بجودة عالية، والتي أسهمت في تلبية احتياجات التوسع والانتشار السكاني والعمراني، واستيعاب الزيادة المتنامية في الحركة المرورية، فضلاً عن تحسين حركة النقل والمرور.
كما كان هناك اهتمام منصب على المنشآت المائية كرافد مهم في التنمية المائية على سبيل المثال السدود والقنوات المائية ضمن خططها الاستراتيجية، خصوصاً في الأوقات الموسمية، وتزايد كميات هطول الأمطار، حيث تم تنفيذ وصيانة 106 سدود خلال الـ20 عاماً الماضية، وتم تعزيز الطاقة الاستيعابية للسدود والبحيرات المائية لأكثر من 200 مليون متر مكعب، الأمر الذي عزز من منظومة الأمن المائي للدولة.
الاستدامة
في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» ركزت المشاريع الإسكانية على الاستدامة في تصاميمها من حيث تطبيق تقنيات ونظم من شأنها خفض البصمة الكربونية، واستخدام الطاقة البديلة، وإعادة تدوير مياه الصرف لاستخدامها في الزراعة التجميلية، إلى جانب تخطيط الشوارع وتوحيد نسقها».
وتستهدف توجهات حكومة دولة الإمارات تحقيق بيئة وبنية تحتية مستدامة، ووضعت وزارة الطاقة والبنية التحتية خطط عمل طموحة لتنفيذ تلك التوجهات.
وعملت الوزارة على توفير البنية التحتية بكل معطياتها بما فيها شبكات الطرق والأحياء السكنية والمطارات والموانئ، والمستشفيات والمدارس ومؤسسات التعليم العالي وغيرها، وتهيئة كل الظروف الملائمة التي تحقق الرفاهية وجودة الحياة.
وتعد البنية التحتية في دولة الإمارات أحد أبرز مظاهر التطور الاقتصادي والاجتماعي وأهم روافد التنمية الحضارية التي يعول عليها في تحسين الظروف المعيشية وتوفير الخدمات الأساسية لسكان الدولة.
وركزت وزارة الطاقة والبنية التحتية على تحقيق الاستقرار السكني وتوفير الحياة السعيدة والرفاهية للمواطنين فقد أسهم برنامج الشيخ زايد للإسكان، منذ تأسيسه في استقرار 33 ألفاً و838 أسرة مواطنة من خلال الدعم السكني وإنشاء الأحياء السكنية المتكاملة.