أبوظبي (وام)
افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس «الهيئة»، ثلاث كليات تقنية لدعم قطاع التعليم في المناطق المتأثرة من إعصار «ونستون» الذي ضرب أرخبيل فيجي قبل ثلاث سنوات. وتتكون الكلية الواحدة من ثلاثة مجمعات، تشمل قاعات الدراسة والمختبرات التقنية ومكاتب الإدارة، بتكلفة تبلغ 18 مليوناً و365 ألف درهم، ويستفيد منها 3 آلاف طالب سنوياً.
وكانت هيئة الهلال الأحمر قد شرعت في إنشاء تلك الكليات عقب الإعصار الذي أحدث دماراً كبيراً في البنية التحتية في تلك المناطق، خاصة قطاع التعليم الذي تأثر كثيراً من تداعيات الكارثة؛ لذلك أولته «الهيئة» اهتماماً كبيراً، وتم اختيار مناطق لوتوكا وسيقتوكا ولوباو ناموي، لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة في النهوض بمستوى التعليم في الأرخبيل الذي يواجه تحديات تنموية كبيرة بسبب الأعاصير والكوارث الطبيعية التي يتعرض لها من وقت لآخر.
وزار وفد من «الهيئة» فيجي مؤخراً لتنفيذ عددٍ من المهام الإنسانية، برئاسة حمود عبد الله الجنيبي الأمين العام المكلف لهيئة الهلال الأحمر، بافتتاح الكليات التقنية، وسط حضور كبير من المسؤولين والشعبيين في فيجي.
وأكد الجنيبي، في كلمته خلال مراسم الافتتاح، أن هذه المشاريع تؤسس لمرحلة جديدة من جهود «الهلال الأحمر» الإماراتي التنموية والتعليمية في فيجي، مشيراً إلى أن وجود «الهيئة» في جنوب المحيط الهادي يجسد الرسالة العالمية التي تضطلع بها دون النظر لأي اعتبارات غير إنسانية، باعتبار أن الحاجة هي المعيار الأساسي لتقديم الخدمات الضرورية وتنفيذ المشاريع التنموية، التي يحتاج إليها السكان في الدول والساحات التي تشهد كوارث طبيعية متكررة، خاصة في الجزر والمناطق الساحلية كما هو الحال في أرخبيل فيجي، كما تؤكد الانتشار الكبير الذي حققته «الهيئة» في تنفيذ المشاريع والبرامج التي تخدم المتأثرين من الكوارث والأزمات في جميع قارات العالم، وأضاف: «هذا التوجه المتجرد إلا من خدمة الإنسانية أكسب هيئتنا الوطنية ثقة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الأممية». وقال الجنيبي: إن مبادرات «الهلال الأحمر» الإماراتي في مجال التعليم، تعتبر تجسيداً حقيقياً وترجمة فعلية لجهود «الهيئة» وتحركاتها بقصد الاستثمار في الإنسان، وتحقيق تطلعاته وصون كرامته من خلال تأهيله وإعداده جيداً من أجل مستقبل أفضل له ولأسرته، مؤكداً سعي «الهيئة» للتوسع في هذا الجانب نسبة لأهميته ودوره البناء في إعداد الأجيال التي يقع عليها العبء في دفع مسيرة النهضة والتنمية المنشودة، مشيراً إلى أن التعليم هو المدخل الأساسي لإحداث التنمية الشاملة في المناطق والساحات المختلفة، وأضاف «بالتعليم ينحسر الجهل وتتراجع الأمية وتتلاشى ظواهر العنف والكراهية، وتزدهر وتنمو أواصر المحبة والسلام وتتعزز قيم الأخوة الإنسانية».
مواصفات البناء
قال الجنيبي: إن هيئة الهلال الأحمر حرصت على أن تكون مواصفات البناء في تلك المناطق ذات جودة عالية وخصائص تناسب طبيعة الكوارث التي تضرب فيجي من وقت لآخر، ومقاومة للأعاصير والرياح والزلازل. يذكر أن أرخبيل فيجي الذي يتكون من أكثر من 300 جزيرة تعرض في السنوات الأخيرة لعددٍ من الأعاصير المتتالية منها (جيتا، خوسيه، جوزي، ونستون)، ما أثر كثيراً على الأوضاع الإنسانية للسكان المحليين هناك، وأدى إلى دمار هائل في خدمات البنية التحتية الأساسية خاصة في قطاع التعليم.