تحتفل الإمارات وألمانيا بمرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في 1972.
وأكد إرنست بيتر فيشر السفير الألماني في الإمارات بهذه المناسبة عمق العلاقات بين البلدين وتميزها، منوهاً بأن الدولتين يمكنهما التعاون سوياً لتحقيق السلام والاستقرار وحل النزاعات في عدد من المناطق حول العالم.
وأضاف فيشر أن التحدي الكبير التالي الذي نواجهه هو تحدي الاستدامة وأزمة المناخ «فلدينا أصول وقدرات ومهارات تكميلية لمواجهة هذه التحديات وكلانا ملتزم بها، ويمكننا العمل معًا بشكل جيد للغاية».
وعلى الصعيد الثقافي، أكد السفير الألماني أن دولة الإمارات العربية المتحدة تلتزم بمبادئ التسامح والانفتاح، وكذلك ألمانيا..وقال: «لدينا تجارب تكميلية ومن خلال الجمع بين أفرادنا والقيام بمشاريع مشتركة حول هذا النوع من الأفكار حول كيفية عيشنا معًا في مجتمع متعدد الثقافات وشامل ومسالم وسعيد، يمكننا أيضًا أن نكون مثالًا للآخرين.».
وأشار فيشر أن نحو نصف مليون ألماني كانوا يزورون الإمارات قبل تفشي الجائحة وأن أعداد السياح تشهد الآن زيادة متنامية، كما أن عددًا كبيرًا من المواطنين الإماراتيين يزورون ألمانيا كل عام، فيما يقيم نحو 15 ألف ألماني في دولة الإمارات.
وأوضح السفير، أن العلاقات الثنائية بين الدولتين الصديقتين تطورت بشكل كبير بين عام 1960 و2004 حيث وقعتا اتفاقية شراكة استراتيجية. وأشار أنه تم تعزيز الاتفاقية أثناء زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» إلى برلين في عام 2019. أكد فيشر على شراكة ألمانيا والإمارات العربية المتحدة اقتصادياً، مشيراً إلى استمرار العلاقات التجارية الاقتصادية، وأوضح أن الدولتين سوف تنخرطان في مشاريع مشتركة في التكنولوجيا الجديدة وأعمال الاقتصاد الحديث التي ستساهم في القضاء على انبعاثات الكربون.
قال السفير الألماني: «لدينا علاقات اقتصادية جيدة للغاية. لكن هناك رسالة مهمة أريد أن أبعثها: التجارة هي أحد الأنشطة القديمة وسوف تستمر وستكون مفيدة للطرفين. ولكن الشيء الجديد المثير للاهتمام حقًا بالنسبة للمستقبل هو أننا كلانا بحاجة إلى الاستثمار في تقنيات وأعمال الاقتصاد الجديد - الاقتصاد القائم على المعرفة والمستدام والمتوافق مع المناخ».
وأشار أن الإمارات العربية المتحدة تنتقل إلى قطاعات اقتصادية جديدة، كما تطلق ألمانيا على ذلك أعمال الثورة الصناعية الرابعة، بما يشمل التحول الرقمي والاقتصاد المستدام، كما أشار إلى إمكانية تعاون الدولتين في التكنولوجيا الجديدة وهذه الأنشطة الحديثة. مستشهداً بمصادر الطاقة المتجددة كمثال، أوضح فيشر أنه من أجل تحقيق هدف الحياد المناخي بحلول عام 2045، سيتعين على ألمانيا استيراد ما قيمته عدة مئات من تيراواط ساعة من الهيدروجين ومشتقاته» «الوقود الأخضر البديل».
وقال: «تتمتع الإمارات العربية المتحدة بالقدرة على إنتاج هذا الوقود الأخضر لأن لديها طاقة شمسية وفيرة وخبرة في إنتاج الوقود»، مشيرًا إلى ذلك باعتباره فرصة للاستثمارات المشتركة.
واستذكر السفير الألماني تاريخ العلاقات بين البلدين قبل حتى قيام العلاقات الدبلوماسية، منوهًا بالعام 1904 في ذلك التاريخ، حيث جاء مستكشف ألماني يُدعى هاموند بوشاردي إلى الإمارات والتقط بعض الصور الشهيرة.
وأضاف السفير الألماني أنه في مطلع عام 1963، قامت شركة ألمانية تسمى سايبرت بحفر المياه في الدولة، ووجدت ما يكفي من المياه حول العين لإنشاء أول خط أنابيب للمياه من العين إلى أبوظبي. ومنذ ذلك الحين، انطلقت العلاقات بين الدولتين.
وأوضح أنه في منتصف الستينيات، طلب المغفور له الشيخ زايد سيارات ليموزين مرسيدس 600 بولمان من ألمانيا حيث كانت أكبر طلبية على الإطلاق، وقد تم تزويدها بإطارات خاصة للقيادة في الصحراء.