دعت هنادي اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل بالشارقة، بمناسبة اقتراب فترة الاختبارات المدرسية النهائية، إلى جعل هذه المرحلة أقل توتراً وضغطاً على الآباء والطلاب. إذ ينبغي على الأبوين عدم الربط بين التعبير عن حبهم لأطفالهم وتحصيلهم الدراسي أو غيره من الأسباب، لأن النشأة التربوية الصحية للطفل تعتمد على الحب والإصلاح والاحتواء من طرف الوالدين، من أجل أن ينشأ الطفل في بيئة أساسها العطف والمحبة لتعزيز ثقته بنفسه وثقة أسرته به، بعيداً عن الضغوط الأسرية التي يكون لبعضها أثر سلبي على الأبناء في فترة الامتحانات.
وأكدت أن وضع الطفل تحت ضغط المنافسة أو مقارنته بزملائه أو حتى إخوته وانتقاد تحصيله الدراسي سلوك غير صحي، ويتناقض مع التفاوت والاختلاف الطبيعي في القدرات لدى الإنسان. ويحقق التفاوت التنوع في المواهب التي يتميز بها كل طفل عن الآخر، موضحة ضرورة أن يركز أولياء الأمور على اكتشاف مواهب أطفالهم وتنميتها وعدم الحكم عليهم، أو التشكيك في قدراتهم بناءً على درجات الامتحانات للوصول إلى الطفل المثالي.
وإنما حثهم على التعلم من أخطائهم وتشجيعهم على انتهاج الطرق التي تتناسب مع قدراتهم لتنميتها وصقلها. وبيّنت مدير إدارة سلامة الطفل بالشارقة أهمية تقديم الدعم النفسي للأطفال ومساعدتهم على خوض الامتحانات بتركيز وروح معنوية عالية، بعيداً عن الضغوط والتوتر والشعور بالرهاب الذي يتولد لديهم نتيجة لغضب الوالدين أو أحدهما، تجاه احتمالات عدم قدرتهم على تلبية توقعات الأسرة بتحصيل علامات عالية في الامتحانات.
ودعت اليافعي أولياء الأمور إلى الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية لأطفالهم، من خلال اتباع نمط حياة متزن وصحي، قائم على الالتزام بأوقات النوم وفترات الراحة والتغذية الجيدة، وتوفير أجواء تعين الطلاب على مراجعة دروسهم، وبث شعور الطمأنينة والثقة لديهم.
وأشارت في ختام تصريحها إلى أهمية التواصل بين الأهل والأطفال وفتح باب الحوار معهم ليعبروا عن مشاعرهم، وإشباع رغبة الطفل في الشعور بالحب غير المشروط من قبل الوالدين، بحيث يدرك أنه محبوب لذاته، وليس لتفوقه أو لما يقوم به من مجهود ذهني.
ويجب على الأهل تجنب الربط بين التعبير عن حبهم لأبنائهم وبين إنهائهم لفروضهم المدرسية أو تفوقهم، لأن للحب المشروط وقعاً سلبياً يؤثر في بناء شخصية الطفل ويقلل من نسبة شعوره بالأمان العاطفي نتيجةً لاعتقاده بأنه لن يكون محبوباً من قبل أهله إلا إذا قام بتلبية طلباتهم وتوقعاتهم منه.