في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمواجهة الأوبئة والأمراض السارية، يتسبب التدخين الذي يوصف بـ«القاتل الصامت» في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص كل عام، فيما تتسبب صناعة التبغ في فقدان 600 مليون شجرة و200 ألف هكتار من الأراضي، وخسارة 22 مليار طن من المياه، وانبعاث 84 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وبمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، حذرت المنظمة الدولية من مدى الضرر الذي يلحقه التبغ بالبيئة وبصحة الإنسان على حد سواء، ودعت إلى اتخاذ خطوات لزيادة مساءلة دوائر صناعة التبغ عن الدمار الذي تسبّبه.
وأشارت المنظمة إلى أن بصمة الكربون المتأتية من هذه الصناعة نتيجة إنتاج التبغ ومعالجته ونقله، تعادل خُمس انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن صناعة الطيران التجاري كل عام، وهو ما يساهم في زيادة الاحتباس الحراري.
وتشارك دولة الإمارات في المناسبة التي تصادف 31 مايو من كل عام، لمساعدة أفراد المجتمع للإقلاع عن التدخين، إضافة لإذكاء الوعي بالمخاطر الصحية والأعباء الاقتصادية التنموية التي يسببها على الحكومات والمجتمعات، وضرورة الاستمرار بتطبيق السياسات الفاعلة للحد من استهلاك التبغ.
وتمتلك الإمارات منظومة متكاملة من التشريعات والسياسات العامة والإجراءات التي تهدف إلى مكافحة آفة التدخين وخفض نسبة المدخنين والحد من مخاطره السلبية على صحة الفرد والمجتمع بشكل عام.
وأصدرت الإمارات في عام 2009، قانوناً اتحادياً لمكافحة التدخين، يحظر إدخال التبغ ومنتجاته إلى الدولة، إلا إذا توافرت الشروط والمواصفات القياسية المتبعة في الإمارات، ومن ضمنها وجود عبارات وصور تحذيرية واضحة على عبواته، إضافة إلى منع كل أشكال الإعلان والترويج والدعاية أو الرعاية لأي من منتجات التبغ. وتعد الإمارات من الدول السباقة في الانضمام للاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، وخصصت مؤشراً وطنياً لنسبة انتشاره وخططاً لخفضه إلى 15.7 في المائة عام 2021. وشكلت الإمارات لجنة وطنية لمكافحة التبغ تتكون من 12 جهة حكومية لاقتراح التشريعات واللوائح والنظم المتعلقة بمكافحة التبغ، وبناء قاعدة بيانات حول استخدام التبغ ومنتجاته وتجارته. وتسعى وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتعاون مع الجهات الصحية إلى الحد من التدخين، ومساعدة المدخنين على الإقلاع عنه للحفاظ على أرواحهم، وحمايتهم من الأمراض التي يسببها، من خلال افتتاح العيادات الخاصة لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن هذه الظاهرة السلبية، والعيادة المتنقلة لدعم الإقلاع عن التدخين.
وخلال الربع الأخير من عام 2017، طبقت الإمارات الضريبة الانتقائية على سلع معينة تعد ضارّة بصحة الإنسان أو البيئة، ومنها التبغ ومنتجاته.