السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سفير اذربيجان لدى الدولة لـ«الاتحاد»: علاقاتنا بالإمارات شراكة متطورة ومتميزة

ماهر علييف متحدثا خلال اللقاء (الاتحاد)
28 مايو 2022 02:10

علي العمودي (أبوظبي) 

أكد ماهر علييف سفير جمهورية أذربيجان لدى دولة الإمارات على الأهمية التاريخية لاحتفالات بلاده بيوم الاستقلال الأول، والتضحيات التي قدمها شعبه لإنجازه.
وأشاد السفير بالمستوى الذي بلغته العلاقات المتميزة بين بلاده والإمارات والانتقال بها لمستوى الشراكة، حيث تحتفل هذا العام بمرور30 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما معرباً عن ارتياحه للتطور الذي تشهده. وقال إن الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري لأذربيجان في منطقة مجلس التعاون الخليجي منذ فترة طويلة من الزمن. وفقًا لإحصاءاتنا الرسمية، بلغ حجم التبادل التجاري بين أذربيجان والإمارات أكثر من 50 مليون دولار في عام 2021، بزيادة قدرها 25 في المائة مقارنة بعام 2020
وأضاف بأن قيمة الاستثمارات الإماراتية في أذربيجان حتى عام 2021 بلغت 2.5 مليار دولار من خلال مشاريع في قطاعات النفط والطاقة المتجددة والنقل وصناعة الأغذية والخدمات اللوجستية وغيرها. في المقابل، استثمرت أذربيجان نحو 400 مليون دولار في أسواق الإمارات في مختلف المجالات.
وقال السفير علييف إن الإمارات ومن خلال شركة » مصدر« تبني محطة قاراداغ للطاقة الشمسية التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 230 ميغاواط، ومن المتوقع أن تبدأ المحطة عملياتها التجارية في عام 2023، وبقيمة استثمارية تزيد على 225 مليون دولار. موضحاً بأن المحطة ستساعد في توليد نصف مليار كيلوواط/ ساعة من الكهرباء سنويًا وهو ما يكفي لتلبية احتياجات أكثر من 110 آلاف منزل. كما وقعت شركة «مصدر» اتفاقات لتطوير مشروعات طاقة نظيفة أخرى في أذربيجان. 
وفيما يلي نص المقابلة: 

* تحتفل أذربيجان بيوم الاستقلال في28 مايو الجاري، هل يمكنكم تسليط الضوء على ما تمثله هذه المحطة التاريخية في المسيرة  الوطنية لشعب أذربيجان؟ 
- تحتفل جمهورية أذربيجان بالذكرى ال104 لاستقلالها، إذ تم إعلان جمهورية أذربيجان الديمقراطية في 28 مايو عام 1918، بعد انهيار الإمبراطورية الروسية القيصرية، وكانت جمهورية أذربيجان الديمقراطية أول جمهورية برلمانية علمانية متعددة الجنسيات ومتعددة الأحزاب أسست في الشرق الإسلامي. 
وفي 28 مايو 1918، وبعد التوقيع على إعلان الاستقلال أعلن المجلس الوطني لجمهورية أذربيجان الديمقراطية استقلال أذربيجان للعالم، وهذا بمتابعة تقاليد شعبنا في إقامة الدولة منذ قرون. في فترة قصيرة من الزمن، تم إنشاء أول برلمان وحكومة لأذربيجان، وتم تحديد الحدود، واتخذت تدابير مهمة في مجال بناء الدولة، واتخذت خطوات مهمة للاعتراف بالجمهورية على المستوى الدولي وحماية المصالح الوطنية. لعبت القوانين التي اعتمدها البرلمان الجديد دورًا رئيسيًا في تعزيز الاستقلال الوطني، وضمان التنمية السياسية والاقتصادية والثقافية في الدولة، وترسيخ المبادئ الديمقراطية. وكان لجمهورية أذربيجان الديمقراطية التي عاشت لمدة 23 شهرًا فقط، تأثير كبير على تأسيس التقاليد الديمقراطية في الشرق الإسلامي. 
على الرغم من الصعوبات التي واجهت جمهورية أذربيجان الديمقراطية، إلا أنها حققت إنجازات بالغة الأهمية. فقد حصلت المرأة على حق الاقتراع وهي بهذه الخطوة قد سبقت حتى الدول الأكثر تقدما في العالم في ذلك العهد كما واهتمت الحكومة في تلك الفترة بتأسيس الجيش الوطني وتعليم الشعب وتنمية العلم حيث تم تأسيس جامعة باكو الحكومية – أول جامعة في البلد. إن جمهورية أذربيجان الديمقراطية نجحت في ترك آثار لا يمكن محوها من ذاكرة الأذربيجانيين، مانحة إياهم الأمل في إمكانية تحقيق الاستقلال مرة أخرى، وهذا الأمل تحقق في 18 أكتوبر 1991، أي بعد ما يقارب من سبعين عاما». 
وبعد إعادة استقلالها عام 1991 واجهت أذربيجان تحديات خطيرة للغاية، منها الركود الاقتصادي والفوضى الداخلية ولكن تحت قيادة الزعيم الوطني ومؤسس أذربيجان الحديثة حيدر علييف والرئيس الحالي إلهام علييف تغلبنا على هذه التحديات. وبنت أذربيجان سياستها الخارجية على أساس مبادئ الشرعية الدولية ومن جملتها احترام سيادة ووحدة أراضي الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وبالتوازي مع ترسيخ السياسة الخارجية والإصلاحات الديمقراطية في أذربيجان، فقد تم قطع خطوات واسعة للتحول الاقتصادي الهائل نحو اقتصاد السوق. وأصبحت أذربيجان شريكًا موثوقًا به في المنطقة والعالم. 

* أكد فخامة الرئيس الهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان أهمية تطوير شراكات بلاده مع دولة الإمارات، فكيف تنظرون لتطور مسارات العلاقات بين البلدين الصديقين؟ 
- تولي جمهورية أذربيجان أهمية خاصة لتنمية العلاقات الودية والتعاون مع الإمارات العربية المتحدة، البلد الذي يشاطرها نفس القيم الثقافية والتاريخية والدينية وإن أذربيجان مصممة على تعزيز الشراكة بين البلدين. 
نحتفل هذا العام بالذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية أذربيجان والإمارات العربية المتحدة. خلال هذه السنوات، تعاونت جمهورية أذربيجان والإمارات العربية المتحدة بشكل ناجح ومتبادل المنفعة في مختلف المجالات خدمة للمصالح الوطنية للبلدين وتطلعاتهما للتنمية. بالطبع، علينا أن نؤكد على الدور المهم للإرادة السياسية والعلاقات الودية الوثيقة بين قيادتي البلدين في تحقيق المستوى العالي الحالي من التعاون الثنائي. وهذا يوفر أرضية صلبة لتعزيز العمل المشترك بين البلدين لرفع مستويات العلاقات الثنائية. 
وقد أشاد فخامة رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف بالتطور الناجح للعلاقات بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية وغيرها عندما استقبل مؤخراً وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لدولة الإمارات العربية المتحدة معالي سلطان بن أحمد الجابر. ووصف الرئيس إلهام علييف في الاجتماع تنفيذ مشروع محطة قاراداغ للطاقة الشمسية بقدرة 230 ميغاواط والتي ستبنيها شركة مصدر الإماراتية في أذربيجان، بأنها مثال جيد لضمان المصالح والفرص المشتركة. وهنا لا بد من الإشارة إلى محادثة هاتفية بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، وبين فخامة الرئيس إلهام علييف تمت خلالها الإشادة بتطور العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول آفاق توسيع التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة وغيرها من المجالات. 
وكذلك تتمتع أذربيجان والإمارات العربية المتحدة بتعاون وتنسيق وثيقين في إطار المنظمات الدولية، مما يعزز أدوارهما وإسهاماتهما في ترسيخ السلام والأمن والتقدم في منطقتنا والعالم. 

أبرز قطاعات التعاون 
* استكمالاً للسؤال السابق ما هي أبرز قطاعات التعاون المشترك بين أذربيجان والإمارات خاصة في مجالات الاسثمارات وكون الإمارات الشريك التجاري الأول  لبلادكم؟   
- إن التجارة والاستثمارات من المجالات الرئيسة للتعاون بين بلدينا. تعد الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري لأذربيجان في منطقة مجلس التعاون الخليجي منذ فترة طويلة من الزمن. وفقًا لإحصاءاتنا الرسمية، بلغ حجم التبادل التجاري بين أذربيجان والإمارات أكثر من 50 مليون دولار في عام 2021، بزيادة قدرها 25 في المائة مقارنة بعام 2020. تعتبر أذربيجان بتنوعها الاقتصادي وموقعها الجغرافي وفرصها الواعدة مكانًا مثاليًا للغاية لدوائر الأعمال الإماراتية للانخراط في الأنشطة التجارية والاستثمارات. يتطور التعاون الاستثماري بين أذربيجان والإمارات بسرعة. أود أن أشير إلى أن قيمة الاستثمارات الإماراتية في أذربيجان حتى عام 2021 بلغت 2.5 مليار دولار من خلال مشاريع في قطاعات النفط والطاقة المتجددة والنقل وصناعة الأغذية والخدمات اللوجستية وغيرها. في المقابل، استثمرت أذربيجان نحو 400 مليون دولار في أسواق الإمارات في مختلف المجالات. يسعدنا اليوم أن نشهد تطورًا ديناميكيًا في تعاوننا الاقتصادي والتجاري والاستثماري. ومن الأمثلة الرئيسة على ذلك، حفل وضع حجر الأساس الذي أقيم في باكو بحضور إلهام علييف فخامة رئيس جمهورية أذربيجان في 15 مارس من هذا العام لمحطة قاراداغ للطاقة الشمسية التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 230 ميغاواط، والتي ستقوم شركة مصدر الإماراتية ببنائها. ومن المتوقع أن تبدأ المحطة عملياتها التجارية في عام 2023، وبقيمة استثمارية تزيد عن 225 مليون دولار. ستساعد هذه المحطة في توليد نصف مليار كيلوواط/ ساعة من الكهرباء سنويًا وهو ما يكفي لتلبية احتياجات أكثر من 110 آلاف منزل، . كما وقعت شركة «مصدر» اتفاقات لتطوير مشروعات طاقة نظيفة أخرى في أذربيجان، وذلك خلال نفس مراسم التدشين. 
وهنا يجدر الإشارة إلى تعزيز التعاون السياحي بين البلدين. إن أذربيجان تعتبر من الوجهات السياحية الرئيسة لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة. يسعدنا أن نشهد زيادة سنوية في عدد المواطنين الإماراتيين الذين يزورون بلادنا. 
وإننا نأمل ونؤمن بأن بمساعينا المشتركة ستحقق في السنوات القادمة زيادة ملحوظة في الشراكة الاقتصادية والتجارية وحجم الاستثمارات المتبادلة وفي كل المجالات ذات الاهتمام المشترك لصالح بلدينا الصديقين. 

المجالس المشتركة
* شهدت العلاقات بين الامارات وأذربيجان تأسيس مجالس للأعمال ولجان مشتركة في مجالات وميادين مختلفة، كيف تنظرون لدور هذه المجالس في تنمية وتطوير العلاقات؟  
- في هذا الصدد، علينا أن نؤكد على الدور الفعال للجنة الاقتصادية الحكومية المشتركة بين أذربيجان والإمارات في تطوير الشراكات الاقتصادية والتجارية. واستضافت دولة الإمارات في عام 2021 الدورة الثامنة لهذه اللجنة التي ترأسها وزيرا الاقتصاد في البلدين. بالإضافة إلى المجالات التقليدية الرئيسة، ركزت الجلسة أيضًا على القطاعات الاقتصادية الجديدة، مثل الفضاء والابتكار والطاقة المتجددة والتحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة وما إلى ذلك. لدينا مجموعة واسعة من الفرص المستقبلية والواعدة لزيادة الأنشطة الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين. ويعمل الجانبان على خطوات عملية مشتركة لاستكشاف فرص التعاون ولتسهيل وتوسيع الشراكات الاقتصادية والتبادل التجاري وتوفير فرص استثمارية جديدة لرجال الأعمال في بلدينا وهذا من خلال تأسيس مجالس للأعمال ولجان مشتركة. 
وحتى الآن تم التوقيع على أكثر من 30 مذكرة تفاهم واتفاقية للتعاون بين بلدينا، ومن أهمها اتفاقيتان حول تجنب الازدواج الضريبي والحماية المتبادلة للاستثمارات. 
ومن دواعي سرورنا أن نشهد شركات من دولة الإمارات تنشط وتستثمرفي بلدنا. أصبحت أذربيجان وجهة جذابة للغاية للمستثمرين من جميع أنحاء العالم. تم استثمار نحو 280 مليار دولار في الاقتصاد الأذربيجاني، نصفها استثمار أجنبي.

تحديات 
* يواجه العالم اليوم  العديد من التحديات على صعيد تأمين امدادات الطاقة وتداعيات التغير المناخي وقضايا الأمن الغذائي وموجة الأوبئة والكوارث كيف تنظرون لمستوى  تعاون التنسيق بين البلدين لمواجهة  تلك التحديات؟.   
- تواجه دول العالم والمنطقة اليوم العديد من التحديات على المستوى العالمي ومن ضمنها التغيرات المناخية، والأمن الغذائي، وتوفير أمن الطاقة، وما إلى ذلك. وهناك حاجة ماسة للتعاون المتبادل بين الدول وإرساء الاستقراروالسلام الدائم في العالم لمواجهة هذه التحديات. ويمكننا القول بأن أذربيجان والإمارات تهتمان بالتعاون في هذا المجال، كما في جميع المجالات الأخرى. حيث نعمل حاليا على إعداد وثيقة حول التعاون في مجال الأمن الغذائي. ولدينا مفاوضات مثمرة حول التعاون في مجال التغير المناخي، ونخطط لتنفيذ تعاون ملموس في هذا المجال. تتمتع الدولتان بعلاقات متميزة في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة وهنا يجدر الإشارة إلى التعاون المشترك الوطيد بين بلدينا في إطار أوبك بلس.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©