هزاع أبو الريش (أبوظبي)
ثمّنت قيادات فكرية وثقافية وتربوية المنحة التي وجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لشراء مجموعة قيمة ومتكاملة من عناوين الكتب والمراجع والمواد التعليمية التي يضمها معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022، ليتم توزيعها على مكتبات مدارس الدولة، وذلك دعماً لقطاعي النشر والتعليم، وإثراء لحصيلة المراجع التي تحتوي عليها، وبما يعزز من سبل تحصيل العلم والمعرفة أمام جميع الطلبة وفي مختلف المراحل.
كما أشاد ناشرون وزوار للمعرض بهذه المنحة مؤكدين أنها تشكل أكبر دعم لقطاع النشر، وللمكتبات المدرسية، وللعملية التعليمية بكاملها، ومن شأنها التأسيس لجيل قارئ جديد، ومشهد ثقافي مزدهر.
مسؤولون: تشجيع للحركة الثقافية والتعليمية
أكد الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أنّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كان على الدوام داعماً للحركة الثقافية في الدولة، وراعياً لعملية تطوير التعليم والارتقاء به لينافس ويضاهي أفضل وأرقى التجارب العالمية في هذا المجال.
وقال النعيمي إن توجيهات سموّه بتخصيص ستة ملايين درهم منحة لشراء مجموعة قيّمة ومتكاملة من عناوين الكتب والمراجع والمواد التعليمية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022، لتوزيعها على مكتبات مدارس الدولة، هو استمرار للعطاء السخي الذي يخص به سموّه هذين القطاعين على الدوام، ودعمه لكل مسارات المعرفة، انطلاقاً من رؤية ثاقبة، وبصيرة نافذة، وقناعة واعية، بأن العلوم والثقافة من أهم العناصر التي ترتقي بالدول والشعوب وتسهم في تمكينها من تحقيق أهدافها وتطلعاتها نحو المستقبل الأفضل.
وأضاف النعيمي أنّ مبادرة سموّه وتوجيهاته كالغيث حيث وقعت نفعت، لافتاً إلى ما سيعود به هذا الدعم الكريم من فائدة على كافة الجهات ذات العلاقة بما في ذلك المعرض، ودُور النشر المشاركة، والمدارس والمؤسسات التعليمية وطلابها الذين ستتوافر لهم مصادر ومراجع جديدة، وكذلك الكتاب نفسه الذي تعيد له هذه المبادرات ألقه ومكانته، وتزيد من الوعي بأهمية العودة إليه باعتباره الوعاء الأصيل للمعرفة والثقافة والتعلّم.
وأعرب النعيمي عن اعتزازه وأبناء الإمارات كافة، بمبادرات سموّه لدعم الحركة الثقافية في الدولة، لافتاً إلى أنّ هذه المبادرة هي واحدة من بشائر الخير بأن الوطن سيواصل في ظل قيادته الحكيمة مسيرته نحو تحقيق التنمية المستدامة المبنية على المعرفة والمستندة إلى الإرث الحضاري الراسخ، والمرتكزة إلى كفاءات وطنية متسلحة بالعلوم والمعرفة التي تمكّنها من المنافسة في جميع المجالات، والإسهام في وصول وطننا إلى غاياته وطموحاته بأن يكون الأفضل بين دول العالم.
دعم لامحدود
وقال سلطان العميمي، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مدير أكاديمية الشعر: «اعتدنا على هذا الدعم المستمر واللامحدود، وأنه لا يشكل فقط دعماً لمكتبات المدارس عندنا في الإمارات، وإنما يشكل أيضاً دعماً لدور النشر والكتاب في العالم العربي»، مبرزاً أن تخصيص مثل هذا المبلغ تأكيد على حرص سموه على تزويد المكتبات المدرسية بالمعرفة بشكلٍ مستدام مما يعزز رؤية القيادة الرشيدة لدعم الثقافة والجيل القادم بأحدث المؤلفات والإصدارات المشاركة في معرض الكتاب لهذا العام.
خدمة الحركة الثقافية
وأعرب بدر عبدالكريم الأميري، المدير الإداري بمركز زايد للدراسات والبحوث في نادي تراث الإمارات، عن شكره وتقديره لمثل هذه المكرمة التي تعد إضافة رفيعة المستوى، لما لها من أثر كبير في نفوس الطلبة وأصحاب دور النشر لأنها تسهم في خدمة الحركة الثقافية، وتسرع من عملية تسويق أو توفير الكتاب في المدارس، فهو حاضر قريب إلى جيل الغد، وأمام عينيه، موضحاً: أن الكتاب حين يكون متوفراً في المدرسة، وأرفف مكتبتها، فنحن نؤسس جيلاً قادماً يدرك قيمة القراءة، ومدى جمالية الكتاب بأوراقه وتفاصيله وفصوله، ومن هذا المنطلق تبدو الرؤية أكثر تعاطياً مع المشهد الثقافي المشرق.
تربويون: تضع حجر أساس جيل مبدع جديد
اعتبرت عائشة الزعابي، تربوية، أن مثل هذه المبادرات ليست جديدة وليست كذلك غريبة على قيادتنا الرشيدة في دعم التعليم والمعرفة، موضحة أن هذه المبادرات تهدف إلى إسناد الطالب وتزويده بمصادر العلم والمعرفة. وتابعت الزعابي: هي إضافة جميلة ومميزة ضمن المبادرات الكريمة التي تطلقها قيادة دولتنا الحبيبة.
وقال الدكتور علي جعفر العلاق، شاعر وناقد وأستاذ جامعي: إن المبادرة تضع حجر أساس للنشء الجديد لأن أي تغيير وأي بناء للمعرفة لابد أن يبدأ من هذا النشء، موضحاً أننا إذا أردنا أن نصنع ذائقة جديدة فعلينا أن نبدأ بهذا النشء، الجيل الجديد، جيل المستقبل، فإذا أردنا أن نبدأ بأساس معرفي فعلينا أن نبدأ بهم، ومن ثم يتعالى هذا البنيان تدريجياً وهم يمرون بمراحلهم الدراسية، فهذه هي الخطوة الحقيقية التي يجب أن يُعتنى بها لأنها تسهم في تمكين الجيل القادم وتجعله في أبهى أفكاره وثقافاته.
ناشرون: المكرمة دعم كبير لدور النشر
قال جمال الشحي، كاتب وصاحب دار كُتاب للنشر: إن مثل هذه المبادرات ليست بالجديدة على سموّه، لأننا اعتدنا على هذا الكرم الجزيل من سموّه لإدراكه الدور القائم الذي تقدمه دور النشر من خلال هذه المحافل الثقافية، والدعم بحد ذاته يسهم في تطوير الحراك الثقافي بشكل كبير، ويحفّز الدور المشاركة لأن تعطي أكثر وتبذل قصار جهدها لتقديم ما يتناسب مع معطيات تسارع عجلة الإبداع والثقافة، مشيراً إلى أن صاحب السمو رئيس الدولة دعم هذا المحفل الثقافي مراراً وتكراراً لإيمانه بمكانة هذا العرس الثقافي ودوره الرئيس في تنمية الجيل القادم وتطويرهم ثقافياً ومعرفياً ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات الحياة بكل وعي.
نظرة ثاقبة
وأكد محمد نور الدين، صاحب دار نبطي للنشر والتوزيع، أن هذه المبادرة تدعم حراك النشر وتجعله قادراً على الاستمرار في ظل الظروف الراهنة والتحديات التي تشهدها دور النشر، مؤكداً أن هذا القرار وهذه المبادرة يجسدان رؤية سموّه البعيدة، ونظرته الثاقبة لأهمية الكتاب ومدى قيمته، ومن هنا تكون المسؤولية، ويكون الرهان عظيماً على دور النشر من جهة، والجيل القادم من جهة أخرى، وأن تكون المسؤولية على عاتق الجميع لإعلاء فكرة المبادرة وقيمتها المعنوية.
الفكر الفذ
وأعرب خالد العيسى صاحب دار هماليل للنشر عن سعادته الغامرة، قائلاً: مكرمات سموّه في كل اتجاه وفي كل مكان وفي كل مشروع يتعلق بالوطن، وفي كل ما من شأنه خدمة الإنسان والفكر تجد بصمات سموّه حاضره لتسطر معالم الرؤية، وهذا الفكر الاستثنائي الفذ. وتابع العيسى أن المكرمة جاءت كالمطر، وخاصة في فترة لم تزل عصيبة، حيث إن المكرمة جاءت لتنعش وتعزز دور النشر وتبرز مدى قيمة الكتاب والكاتب، مختتماً أن مثل هذه المبادرات تنعش دور النشر العربية وتؤكد على أهمية حضورها بقوة في مثل هذه المحافل الدولية الكبيرة المعنية بالثقافة.
زوار للمعرض: المبادرة تؤسس لمرحلة ثقافية مقبلة
قالت شيماء غازي شعلان إن هذه المبادرة تجعل الناس يدركون قيمة الكتاب، وأهمية أن يكونوا في يوم ما أصحاب كلمة وقلم، لافتة إلى أن هذه المبادرات تشجع الأفراد العاديين على الكتابة وأن يخوضوا غمار التأليف والنشر، والتجربة بحد ذاتها إضافة بلا شك.
وأضافت فاطمة محمد الزعابي: إن المبادرة شاهدنا ملامحها في وجوه المشاركين والكتاب وهم في زوايا المعرض والفرحة تعم مشاعرهم كون المبادرة تمثل دعماً أساسياً لمؤلفاتهم ومنشوراتهم، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات تؤسس مرحلة ثقافية قادمة بامتياز، وتجعلنا نراهن على أننا أدركنا كيفية استثمار الثقافة والمعرفة والفكر.
وأكد عبدالرحمن محمد المنصوري، أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يبدو دائماً متميزاً ومتفرداً، وهذه المكرمة زادته تألقاً. وبلا شك فهي كرم صادف أهله وناسه ورؤية القيادة دائماً أشمل في شأن استثمار العقول وبناء أسس إنسانية سليمة تستطيع مواكبة التحديات بوعيٍ مستلهم من تلك الثقافة والمعرفة.
مثقفون: سبّاق لكل العطايا والسجايا النبيلة
قالت د. فاطمة المزروعي، أديبة وباحثة: إن مثل هذه المبادرات ليست غريبة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لأنه دائماً سباق لمثل هذه العطايا والسجايا النبيلة التي تصب في خدمة الفكر والثقافة، لافتة إلى أن سموّه قائد استثنائي ملهم، ويرعى بشكل دائم كافة صنوف المعرفة، والثقافة، ويسعى تكريم المفردة الجزلة، والكلمة التي تحمل الإنسانية إلى عوالم مشرقة، وطموحاتٍ مليئة بالعطاء الذي لا ينضب معينه. وتابعت المزروعي: إن مثل هذه المبادرات تستثمر في بناء النشء، كونهم هم المستقبل، وهم الذين سيحملون الراية، وبهم تزهو الأوطان وتزدهر.
تحدي القراءة
وأشار الكاتب والإعلامي سليمان الهتلان إلى أن هذه المبادرة تأتي من توجه القيادة الرشيدة لدعم المعرفة ودعم النشر في الإمارات والعالم العربي، وهذا غير مستغرب لأنه أصبح من ضمن التقاليد المقدرة جداً من قبل الناشرين والكتاب والمثقفين في المنطقة العربية كلها، موضحاً أن المدارس تواجه اليوم تحدي موضوع القراءة وأهمياتها بحكم تقنيات السوشيال ميديا، ولكن في مثل هذه الأماكن الثقافية والمحافل الدولية يجب عليها أن تدرك دورها في نقل المعرفة والكتاب والنشر. ومثل هذه المبادرة ليست مستغربة من قيادة تحرص على دعم كل مشاريع المعرفة والنشر في دولة الإمارات وخارجها.
تحفيز الشباب
وقال مسلم صالح العامري، باحث في التراث الشفهي بمركز زايد للدراسات والبحوث في نادي تراث الإمارات: إن المبادرة تسهم في إعطاء الفرصة الأكبر لتشجيع وتحفيز الشباب على الاطلاع والتعلم، لافتاً إلى أن التعليم حلقة وصل ما بين جميع العلوم المتنوعة التي تشكل معرفة ثقافية واسعة وهي لا تأتي إلا بتنوع المصادر والإصدارات والبحث الدائم من خلال القراءة.
آفاق الثقافة
وبينت الشاعرة نجاة الظاهري، أنه في كل سنة من هذا المعرض الثقافي الكبير تزهو مبادرات سموّه لأن تسجل حضوراً كريماً في قلب الثقافة، وفي صلب هذا الحدث الاستثنائي الكبير، لأن تكون مبادراته معنونة على الصدور بماء المكرمات، وتكون عطاءاته دائماً سباقه لدعم الثقافة والمعرفة، مضيفة أن هذه المبادرات الكريمة تتيح لأبنائنا أن يلتمسوا قيمة القراءة، وآفاق الثقافة الواسعة، من دون حدود.