سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان
"أنا أخوكم محمد".. قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مقطع فيديو، لأصحاب السمو حكام الإمارات، عند اجتماع سموهم لمبايعة سموه رئيساً لدولة الإمارات، هذه الكلمة تلخص عظمة الإمارات وسمو حكامها، تسمعها فيخفق فؤادك محبة وتردد بقلبك قبل لسانك (الحمد لله على نعمة الإمارات).
دوماً تقدم الإمارات درساً في الإنسانية، الوفاء، التجرد، الإيثار، التلاحم والحرص على مصالح الوطن والمواطنين، دروساً في الانتقال السلس للقيادة، ونكران الذات، والوحدة والتمسك بالعروة الوثقى.
هنا الكل في واحد، نصطف كالبنيان المرصوص خلف القائد، من أجل مصلحة المواطن، ولكي تشق سفينة الوطن طريقها وتصل إلى بر الأمان والرخاء، لا يوقفها شيء مهما عظم.
مقطع، رغم صغر مدته، يجسد عظمة الإمارات، وسمو حكام الإمارات، نبت تلك الأرض الطيبة، وهم يواسون ويعضدون، يخلقون من الحزن طاقة إيجابية، مدركين أنها لحظة للعمل، لأنهم يعلمون تماماً حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم من أجل الوطن وأبنائه، من أجل غد باسم ومسيرة مستمرة، ونصر مستدام.
درس في تقبل القدر في التسليم بقضاء الله، فكل واحد من أصحاب السمو حكامنا الأجلاء له مع المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "طيب الله ثراه"، مواقف وذكريات، لكنه القضاء والقدر، وسنة الحياة، وراية تنتقل من جيل إلى جيل.
وكل واحد له في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أمل وبشارة في استمرارية حاضر مزهر، ووضع لبنات غد مشرق، حمل للأمانة واضطلاع بالمسؤوليات، من دون استسلام لألم.
قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: "أنتم اليوم تعزون ونحن المفروض نعزيكم في أخيكم خليفة"، بالطبع فالمصاب واحد والكل في نفس المركب وعلى نفس الموجة، الأمل واحد والمصير واحد والطريق، واحد والقلب واحد.
وتابع سموه: "نحن تقبلنا أمر الله وهذه سنة الحياة، ربنا يقدرنا على ما فيه الصواب"، على بساطة الكلمات إلا أن فيها الكثير والكثير من القيم التي تؤكد على أهمية التوكل على الله نعم المولى والنصير، والرضاء بقدره، والاستعانة بالخالق عز وجل لكي يعيننا على ما فيه خيرنا.
عظمة الإمارات تتجلى في أنها تسلم الراية بتلقائية جيلاً بعد جيل، لأنها دولة مؤسسات يحكمها قانون وشرع وترتيبات وإجراءات وقبل كل شيء نوايا صافية وإرادة من حديد، أحلام عظيمة وسواعد أعظم.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في كلمته خلال مقطع الفيديو: "جئنا نعزيك ونعزي أنفسنا، ونبارك لك ونبارك لأنفسنا بقيادتك ورئاسة دولتنا ونحن سند لك."
فيما يؤكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ويوافقه كل أصحاب السمو حكام الإمارات "أنت لست بغريب على هذا الموقع أنت ابن المؤسس، وشقيق المرحوم الذي حمل الراية من بعده، عاشرناك وعرفناك وكنت دائماً عند حسن الظن بك نحن بجانبك. نسلم القيادة لك. ونحن في بلد كل الناس تحسدنا عليه."
تسليم سلس للقيادة، وإيمان بأن الحكم تكليف لا تشريف، ودعاء لله أن يقدرنا جميعاً على حمل الأمانة.
دعاء بالتوفيق لما فيه الخير للبلاد وأهلها، وعلى بركة الله، تفويض الأمر إلى الله لأن الله بصير بالعباد.
هنا من حقنا أن نتوكل على المولى ولا نتواكل، هنا من حق كل إماراتي أن يطمئن ويفخر لأنه ابن تلك الأرض التي أنبتت هؤلاء القادة العظام الأجلاء.
إننا نشعر وكأن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "طيب الله ثراه" فرح مطمئن وهو يرى ثمار ما غرس محبة ومودة وتآلفاً، ومسيرة يكملها باسم الله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بعد أن تعلم مبادئ القيادة والإنسانية من القائد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه."
حكام وقادة لنا نفخر بهم، يدركون أن مع العسر يسراً، وأن أية تجربة نمر بها إما أن نربحها ونتخطاها أو نتعلم منها.
هنا نرى ونتعلم ونتخذهم الأسوة الحسنة في التقوى، ولين الجانب، والعمل والإنجاز.
قيادة هي القوة والقدوة والسند والركن والعضد، سبع شداد بالمحبة والأخوة وطاعة الله وتآلف القلوب، في ظلهم نستمد الأمان والطمأنينة ونعرف عن يقين أن الله معنا، ولن يخذلنا أبدا.
قادة هم الأمل المنير، بناة المجد، قلوبهم عامرة بمحبة الله، وعقولهم زاخرة بالمعرفة وإرادتهم في الحق قوة، وتآلفهم في الخير عزوة.
قادة لا ينقضون للدهر عهداً، يحموننا ويراعون الله فينا، ولا يكلون من البر والنصح، يذكرونا إذا نسينا، ويجمعوننا على الخير، ويوحدون جهودنا للعمل.
قادة أغنياء بالخلق، أثرياء بالمحبة تكمن قوتهم في صدق نواياهم ونبل مقاصدهم، رحماء بينهم يوقظون في قلوبنا ألف حياة وأمل.
يمدوننا بالفرح ومن قبله بالسكينة، وينبع نورهم من القلب، لذلك، بعون الله، لن نضل الطريق أبداً معهم.
سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان
نائب رئيس مجلس أمناء
مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية