سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد مسؤولون أن «القطاع الصحي العالمي، هو أحد أهم المجالات التي جسدت جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لخدمة الإنسانية منذ سنوات طويلة، واصفين هذه الجهود، بأنها «تمثل إسهاماً مؤثراً واستثنائياً في تعزيز قضايا الصحة العالمية».
وقالوا في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»:«هذه الإسهامات ليست فقط من خلال تقديم شتى أنواع الدعم المادي السخي، بل من خلال إطلاق مبادرات عالمية تستهدف القضاء على الأمراض الخطيرة مثل شلل الأطفال والأمراض المدارية المهملة وغيرها من القضايا الصحية المهمة».
أشاروا إلى جهود صاحب السمو في دعم النظم الصحية وتوفير خدمات الرعاية الصحية في المجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات الصحية الجيدة، فضلاً عن دور سموه الحاسم في بناء الشراكات الدولية وتدشين المشروعات وإنشاء الصناديق التمويلية لتحقيق هذه الغايات وتعزيز العمل المشترك في المجال الصحي. وأكدوا، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أنموذج ملهم في الدعم الصحي العالمي.
ولفتوا إلى أن توجيهات قيادتنا الرشيدة بتوفر الخدمات الصحية ودعم الكثير من دول العالم لتجاوز التحديات الصحية، ساعدت في توفير الرعاية الصحية للعديد من الشرائح بالكثير من البلاد، مشيرين إلى أن أبرز أوجه هذا الدعم، برزت خلال جائحة «كوفيد- 19» على مدار العامين الماضيين.
الصحة للجميع
في البداية، قال: الدكتور محمد العلماء، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، إن: «توفير الخدمات الصحية والرعاية الطبية اللازمة، يعد واحداً من ضمن أبرز المعاني الإنسانية والقيم المشتركة بين جميع الشعوب والمجتمعات، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أيادٍ بيضاء في هذا المجال بمختلف دول العالم».
وتحدث، عن برنامج «الوصول إلى الميل الأخير»، وهي مبادرة مدتها 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار أطلقها في عام 2017 صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بالتعاون من مؤسسة بيل غيتس الخيرية للقضاء على الأمراض السارية وتمهيد الطريق للقضاء على العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوية كمشكلات صحية عامة في البلدان التي تتوطن فيها هذه الأمراض. وقد تعهد حينها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم 20 مليون دولار أميركي لدعم الأنشطة في هذا المجال، وأثمرت هذه الشراكات عام 2019 إنشاء المعهد العالمي للقضاء على الأمراض (GLIDE) ومقره في أبوظبي، وهو الوحيد من نوعه في المنطقة، وقد تم إنشاؤه من خلال شراكة بين سموه ومؤسسة بيل وميليندا جيتس الخيرية.
الطفولة والمرأة
وأشار إلى أن من بين أبرز جهود سموه رعاية الطفولة وتمكين المرأة، مشيراً إلى دعم سموه، لصندوق الأمم المتحدة الاستئماني «يونيتلايف»، لمساعدة وحماية ملايين الأطفال من المعرضين لسوء التغذية المزمن حول العالم، من خلال شراكات تمويل مبتكرة، تهدف إلى مواجهة الفجوات في النظم الصحية العالمية وتعزيز تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وكان وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في وقت سابق، بتقديم 2.5 مليون دولار منحة لدعم برامج صندوق الأمم المتحدة الاستئماني «يونيتلايف»، ويهدف لمكافحة سوء التغذية المزمن في مناطق العالم.
الأمراض المهملة
من جانبه، قال الدكتور يوسف السركال، المدير العام لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية: «شهدت الفترة السابقة، دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للإنسانية من منظور صحي، من خلال توفير الرعاية اللازمة للمحتاجين بالكثير من دول العالم».
وأضاف: «وقد أثمرت جهود سموه تأثيراً إيجابياً كبيراً على صحة الإنسان سواء داخل الدولة أو خارجياً، مما جعل المؤسسات الدولية تتابع باهتمام وتقدير لما يقوم به سموه، خاصة أن العالم ما زال متأثراً بالظروف الاستثنائية بسبب جائحة «كوفيد- 19».
وأشار، إلى أن من أبرز الأمثلة الدالة على دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للقطاع الصحي العالمي، مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة على مستوى العالم. وقال: «لقد قام سموه، بدور حاسم في بناء الشراكات ودعم إقامة اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، فسموه لديه اهتمام خاص بالقضاء على تلك الأمراض كما يتضح من برنامجه الخيري «الوصول إلى الميل الأخير»، وتوفر المشاريع التي تغطيها هذه المبادرة العلاج والرعاية الوقائية». أكد أن صاحب السمو يقوم بدور كبير ومهم في مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة على مستوى العالم، ضمن دعم سموه قضايا الصحة العالمية.
وأفادت التقارير أن 1.74 مليار شخص يحتاجون إلى تدخلات ضد الأمراض المدارية المهملة، حيث تؤثر على أكثر من مليار شخص يعيش معظمهم في مناطق حضرية ومناطق نزاع مهمشة وريفية وفقيرة. وتعطي منظمة الصحة العالمية الأولوية لمجموعة متنوعة من 20 مرضاً أو مجموعة من الأمراض المدارية. وأشار السركال، إلى المساهمات المستمرة لدعم البلدان التي تواجه أزمات وصعوبات، خاصة خلال جائحة كوفيد- 19، وشملت إسهامات دولة الإمارات إرسال طائرات إغاثة تحمل أطناناً من الإمدادات الطبية إلى العديد من البلدان وإنشاء مستشفيات في بعض البلدان، فضلاً عن تقديم عدد من المستشفيات الميدانية إلى بلدان أفريقية لدعم الخدمات الصحية فيها.
مجالات مبتكرة
من جهته، تحدث الدكتور أمين الأميري، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للتنظيم الصحي، أن جهود ومبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تمتد لتشمل مجالات جديدة ومبتكرة مثل الأدوية، بما في ذلك اللقاحات وكذلك إنتاج التكنولوجيا والصحة الرقمية، فضلاً عن العمل على أجندة عالمية للرفاهية والصحة التي تقع في صميم أولويات دولة الإمارات العربية المتحدة». وأشار إلى أنه خلال المرحلة الحادة من الاستجابة لجائحة كوفيد-19، تم تقديم ما يقرب من 80% من جميع معدات الوقاية الشخصية التي أرسلتها منظمة الصحة العالمية انطلاقا من الإمارات لدعم أنشطة الترصد واكتشاف الفيروس. ونوه إلى دعم سموه جهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع في استئصال مرض الملاريا من الدولة منذ 2007.
وقال:«تشكر وزارة الصحة ووقاية المجتمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على دعمه وجهوده عالمياً في القضاء على شلل الأطفال بالتمويل ورسالته الإنسانية للعالم».
وسجلت دولة الإمارات، خلوها من مرض شلل الأطفال في عام 1992 م ولم تسجل أي حالات من ذلك الوقت، وتقوم بمتابعة الوضع بالتنسيق مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط سنوياً من خلال رفع التقرير السنوي الموجز أمام لجنة الإشهاد، لتبرز بالوثائق عدم وجود فيروس شلل الأطفال في الدولة. كما تقوم بوضع خطة طوارئ للاستجابة الفورية في حال وفادة أي فيروس من خارج الدولة.
أولوية قصوى
أكد، أن دولة الإمارات، وبدعم وتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أولت البرنامج الوطني لاستئصال شلل الأطفال أهمية قصوى، باعتباره من الإنجازات الصحية الوطنية المهمة.
أشار إلى أن دولة الإمارات قدمت نموذجاً عالمياً ومتقدماً في مجال استئصال شلل الأطفال ومكافحة الإصابة به، وحققت نتائج متميزة في التعامل مع هذا المرض، لافتاً إلى أن إجراءات الوقاية والتعامل مع حالات الاشتباه بالإصابة تنفذ بشكل علمي دقيق، ما جعلها نموذجاً على مستوى دول الإقليم. مؤكداً التزام وزارة الصحة ووقاية المجتمع بكافة توصيات منظمة الصحة العالمية، لرفع المؤشر الاستراتيجي لنسبة تغطية الأطفال بالتحصينات «التطعيمات» في السنة الأولى، من خلال التطوير المستمر لكافة الطواقم الطبية والفنية من أجل تمكينهم من مواكبة كل ما هو جديد في مجال التحصين والوقاية.
وتشير الإحصائيات الرسمية الصادرة عن اليونسيف، إلى أن طفلاً من بين كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة يفتقر إلى التغذية التي يحتاجها للنمو السليم، إذ لا يزال 149 مليون طفل يعانون من التقزم و50 مليون طفل من الهزال و340 مليون طفل من الجوع المستتر؛ أي نقص الفيتامينات والمعادن.
تقدير عالمي
بدوره، قال الدكتور شمشير فاياليل، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة «في بي اس» للرعاية الصحية:«لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جهود كبيرة جداً في مكافحة الأمراض عالمياً، ولذلك فالعالم ينظر لهذه الجهود بعين الفخر والاعتزاز».
وأضاف: إن «قيادتنا الرشيدة تبذل جهوداً متنوعة وكبيرة في سبيل مكافحة الأمراض المعدية على مستوى العالم، وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، أنموذجاً يحتذى به في التعاون والتنسيق مع المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية والمهتمة بصحة الإنسان، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية».
وأشار، إلى جهود صاحب السمو، في دعم البرامج الهادفة للقضاء على الأمراض المعدية العالمية القاتلة، مؤكداً أن لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، دوراً بارزاً منذ عام 2011 في دعم الجهود الدولية للقضاء على شلل الأطفال.
أب للجميع
وصف الدكتور زاهد السبتي، المدير التنفيذي لمجموعة ماجنتا: صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأنه «أبرز شخصية عالمية تسهم في المحافظة على الأمن الصحي العالمي».
وأشار إلى جهود ودعم سموه، لملف صحة الأطفال والقضاء على شلل الأطفال في العالم، لافتاً إلى الدور الفعال والإنساني للمبادرة الكريمة لسموه بإطلاق حملات الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية والتي حققت نجاحاً كبيراً منذ إطلاقها.
وقال:«كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في طليعة الداعمين للجهود الدولية، مما جعل مواصلة لهذه المعركة الطويلة والممتدة أمراً ممكناً من خلال إسهامات نبيلة في مكافحة مرض شلل الأطفال، وتوفير دعم سخي مكن من إتاحة خدمات التطعيم لملايين الأطفال في البلدين الذين لا يزال يتوطن بهما فيروس شلل الأطفال».
وقال: «لقد مكنت المساهمات السخية لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال مكافحة شلل الأطفال، من جعل خدمات التمنيع متاحة لملايين الأطفال في أفغانستان وباكستان كجزء من الجهود الدولية أجل استئصال هذا المرض»، وأسهمت دولة الإمارات بأكثر من 200 مليون دولار أميركي في جهود القضاء على شلل الأطفال في باكستان منذ عام 2014، مما أدى إلى وصول مئات الملايين من جرعات لقاحات شلل الأطفال الحيوية إلى الأطفال».
وأشار إلى الجهود التي تبذلها الإمارات لمكافحة هذا المرض، والتي لم تقتصر على المستويين المحلي والإقليمي، بل تعدى ذلك بالمشاركة ومنذ عام 1994 في تقديم الدعم والمساندة للدول للقضاء على المرض، وذلك بالتنسيق والشراكة مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة «اليونيسيف» وهيئة الهلال الأحمر في الإمارات.