تشهد دولة الإمارات في 12 مايو الجاري طلوع منزلة «الشرطان» من الجهة الشرقية، وهو عند عامة أهل الحرث «ثريا القيظ» وعلامة من علامات دخول الصيف وسيطرة الأجواء الحارة على عموم الجزيرة العربية نهاراً. يتزامن «الشرطان» مع موعد ميل درجات الحرارة إلى الارتفاع وميل الجو إلى الجفاف مع انخفاض الرطوبة، حيث تنشط خلاله «البارح»، وهي الرياح الشمالية الغربية النشطة والجافة والمحملة بالغبار والأتربة، حيث يمتد موسم هبوب البوارح حتى منتصف يوليو القادم، إذ يشتد السموم. وقال إبراهيم الجروان رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك «تختلف النجوم التي تطلع من الأفق الشرقي فجراً باختلاف الأيام والفصول. وقد ربط العرب هذا الاختلاف بأحوال الجو والرياح والأمطار وأطلقوا عليه لفظ (الأنواء)، وتم ربط الأنواء مع خصائص الطقس وسلوك الحيوانات والأسماك وأوقات تكاثرها ورحلاتها ومواسم الزراعة والحصاد وأوقات نمو العشب في البرية وأوان الرعي والصيد وطرح الرطب بالجزيرة العربية ونضج التين والعنب، كما يجود الصيد البحري في هذه الفترة. ويعتبر عند أهل البحر من أفضل مواسم الصيد البحري في الخليج العربي، حيث تكثر أسماك الكنعد والقباب والضلع وغيرها من الأسماك السطحية التي يتم صيدها بالخيط (الحداق)، ويملح السمك الفائض للحفظ». وأضاف الجروان أن نجوم راس برج الحمل سميت بـ «الشرطان» كونها الشرط أو العلامة لأنها أول النجوم الطوالع، موضحاً أن منزلة «الشرطان» راس الحمل وأول النجوم الشامية والمنزلة الثانية من منازل موسم «كنة الثريا» الذي تختفي فيه نجوم الثريا عن الأنظار فالشرطان هما قرنا الحمل، والبطين وهو بطن الحمل، والثريا هي آلية الحمل وهي عنقود نجمي يشاهد كسحابة. وتصنف الثريا حالياً على أنها جزء من مجموعة الثور النجمية. وخلال طلوع منزلة الشرطان، تقترن نجوم الثريا بالشمس، فتنتقل من نجم مسائي يشاهد في الجهة الغربية بعد غروب الشمس إلى نجم صباحي يشاهد في الجهة الشرقية قبل شروق الشمس ثم تتقدم تدريجياً في الطلوع. وأشار إلى أن الموسم ينسب إلى الطالع من النجم وهو الذي يظهر بالغداة «بين الفجر وشروق الشمس» من الجهة الشرقية، حيث يكون أول طلوع لها بعد غياب فترة لا تقل عن شهر بعد سقوطها في الأفق الغربي بعد غروب الشمس، ثم تستمر في الظهور في سماء الليل فترة لا تقل عن 9 أشهر. يشار إلى أن منزلة «الشرطان» عبارة عن نجمين على رأس المنازل القمرية وأول المنازل الشمالية «الشرطان» ويسمى أيضاً «النطح» و«الناطح»، وهما كوكبان نيّران يتبعان برج الحمل أحدهما في الشمال وهو نجم الحمل وأهم نجوم هذا البرج وهو يشكل أحد قرني الحمل وهو من القدر الثاني والآخر في الجنوب، وهو من القدر الثالث أحدهما بيتا الحمل Beta Arietis اسمه التقليدي Sheratan مشتق من الاسم العربي، وهو نجم ثنائي في كوكبة الحمل، ويملك «الشرطان» قدراً ظاهرياً 2.26+ ويبعد 59.6 سنة ضوئية عن الأرض.