خلفان النقبي (أبوظبي)
أكد المركز الوطني للتأهيل بأبوظبي، أن الإدمان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية «بما فيها الخمور والتبغ» مرض مزمن يتصف بالحاجة القهرية إلى تعاطي المادة من أجل ممارسة الحياة بشكل طبيعي، مع القابلية للانتكاس ومعاودة التعاطي بعد التوقف أو العلاج. كما إن مرض الإدمان لا يحدث من أول جرعة يتعاطاها الإنسان، بل يمر بعدة مراحل، قبل أن يصبح الشخص مدمناً.
ونشر المركز الوطني عبر موقعه الإلكتروني أن مراحل الإدمان 3، وهي «تجربة الإدمان»، ويكون الدافع إلى تعاطي المخدرات الرغبة في الإحساس بالانتشاء، أو التخلص من الأحاسيس السلبية مثل: القلق والاكتئاب، أو بداعي الفضول والتجربة، أو امتثال لضغوط صحبة رفاق السوء. ومن ثمَّ «إساءة استخدامها»، وفي هذه المرحلة يعتاد الشخص استخدام المواد المخدرة، ويبدأ تدريجياً في زيادة الجرعة للوصول إلى الشعور بالانتشاء، وقد يبدأ في استخدام أكثر من مادة مخدرة في الوقت نفسه، بالإضافة إلى أبرز سمات هذه المرحلة وهي «الإنكار»، حيث ينكر الشخص، أو يحاول إقناع نفسه أن ما يقوم به هو تصرف طبيعي، وأنه قادر على التوقف عن استخدام هذه المواد، متى شاء.
وبيّن المركز الوطني أن المرحلة الخطرة هي الإدمان عليها أو الاعتماد عليها، وفي هذه المرحلة يتحول الهدف من تعاطي المواد المخدرة من رغبة في الحصول على الشعور بما يعتقده المتعاطي انتشاء وسعادة، إلى الحاجة للوصول إلى الشعور الطبيعي، لأن التوقف عن تعاطي هذه المواد يسبب أعراضاً انسحابية تجعل حياة الشخص صعبة وغير طبيعية، وهنا يبدأ المتعاطي إهمال واجباته اليومية، ويصبح شغلة الشاغل إيجاد طريقة للحصول على المادة المخدرة أو المؤثرة وتعاطيها.
وشدّد المركز الوطني للتأهيل على المرضى المدمنين بضرورة المبادرة في طلب العلاج وتجنب المساءلة القانونية، حيث إن المادة رقم 43 من قانون مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تنص على أنه (لا تقام الدعوى الجزائية على من يتقدم من متعاطي المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية، من تلقاء نفسه، إلى وحدة علاج الإدمان المشار إليها في المادة 4، أو إلى النيابة العامة طالباً العلاج)، وأضاف المركز: سنتعامل مع المرضى بكل سرية وخصوصية، كما إن الإدمان مرض مزمن وله مضاعفات خطيرة، لذلك فإن الحل هو العلاج واستعادة الحياة الطبيعية.
وفي الختام، وجّه المركز نصائح مهمة منها، أن من الوسائل المهمة لمكافحة هذه الآفة والوقاية منها، من خلال الفهم الصحيح لها ولأسبابها وعواملها ومخاطر تعاطيها والإدمان عليها، وحتى نتجنب المعلومات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة حولها، يجب علينا استقاء المعلومات من المصادر الموثوقة والمعتمدة على الأدلة العلمية والدراسات العملية والميدانية، لذلك نصح بزيارة موقع المركز أو حساباته على منصات التواصل الاجتماعي.
احتواء المتعافي
نشر المركز الوطني للتأهيل: «ما تستطيع أن تقوم به الأسرة، في سبيل تعافي فرد من أفرادها، يتطلب أموراً عدة، ومنها: احتواء المتعافي، وبث روح الأمان في جو عائلي مستقر، وفهم طبيعة مرضه، وإعادة إشراكه تدريجياً في الأنشطة الأسرية، وعدم مراقبته بشكل صارم، ومنحة الثقة بالنفس، لكي تعود ثقته بنفسه، وكذلك محاولة إشغال وقتة بما هو مفيد، كإشراكه في الأندية الرياضية والثقافية، ومحاولة دمجة في التجمعات العائلية، والأهم: تشجيعه بالكلمات التحفيزية، وعدم تذكيره بالماضي، وتوجيهه على إقامة الصلاة في وقتها، والتقرب إلى الله عز وجل بكثرة الاستغفار وقراءة القرآن، ولا ننسى تشجيعه على إكمال الدراسة، وإيجاد عمل مناسب، وإيجاد رفقة صالحة توفر له بيئة خالية من مخاطر الإدمان.