آمنة الكتبي (دبي)
يواصل صالح العامري، رائد محاكاة الفضاء، مهمته ضمن برنامج «سيريوس 21» الذي يستمر لمدة 8 أشهر في بيئة معزولة كلياً عن العالم الخارجي، ويجري تنفيذه في موسكو، حيث أكمل صالح العامري 177 يوماً ضمن أول مهمة إماراتية لمحاكاة الحياة في الفضاء، وتُنفذ بمشاركة رواد محاكاة من أميركا وروسيا، وأعضاء الطاقم الأساسي، هم أوليغ بلينوف وفيكتوريا كيريتشينكو وإيكاترينا كراياكينا من روسيا، وويليام براون وآشلي كوالسكي من الولايات المتحدة، وصالح العامري من الإمارات العربية المتحدة.
وتهدف تجربة SIRIUS-21 إلى دراسة آليات تكيف جسم الإنسان مع ظروف عزل لمدة 240 يومًا في جسم محكم مع بيئة اصطناعية تحاكي مهمة فضائية مأهولة مع تطوير واختبار وسائل مختلفة منع الآثار السلبية لمجموعة من عوامل العزل، وإقامة تعاون علمي بين مختلف مراكز البحث على المستوى الدولي، لاختبار المعدات التجريبية المتاحة والاستعداد للتسليم على متن محطة الفضاء الدولية في ظروف العزل في جسم محكم الإغلاق.
كما تهدف المهمة إلى تقييم تأثير العزلة قصيرة المدى للطاقم في جسم محكم يحاكي مركبة فضائية على الحالة النفسية والفسيولوجية النفسية والأداء العقلي والبدني وكذلك على النظم الفسيولوجية الرئيسية لجسم الإنسان، وضمان التحكم في الحالة الصحية للأشخاص الخاضعين للاختبار وكذلك على المعايير البيئية والظروف الصحية والصحية للعزل، وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة للبيانات العلمية التي تم الحصول عليها أثناء تنفيذ المشروع، ووضع آليات لإنشاء وتشغيل التعاون الدولي المسؤول عن تحديد وحل المشاكل العلمية للبعثات القمرية الواعدة.
بالإضافة إلى تقييم مدى كفاية نموذج العزل بالمقارنة مع مهمة فضائية حقيقية حسب حالة الأنظمة الفسيولوجية المختلفة للجسم، واكتساب الخبرة في التنفيذ والأسس العلمية والتنظيمية لتجارب طاقم مختلط من العزلة المشتركة طويلة الأجل لاحقة، وتتمثل المرحلة الحالية للفريق، والتي تعد الثالثة والأخيرة إلى سطح القمر، حيث تبدأ في الأيام القادمة مركبة الهبوط تغادر وتلتحم بالمركبة المدارية واستكمال المهمة ومن ثم العودة إلى الأرض.
محاكاة تشغيل روبوت في الفضاء
وأجرى صالح العامري، رائد محاكاة الفضاء، عدة تجارب منها تجربة محاكاة تشغيل روبوت في الفضاء، ضمن مهمة برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية سيريوس 21، كما أجرى عدة تجارب في وقت سابق، شملت محاكاة الهبوط على سطح القمر، وتقليل التوتر في العزلة، وكذلك تجارب الواقع الافتراضي، وتتضمن إطلاق مركبة وتأمين التحامها مع محطة الفضاء الدولية، والتحليق فوق القمر والمريخ. وينهي صالح العامري، رائد محاكاة الفضاء، عزلته ومهمته في 4 يوليو القادم، حيث سيكمل 8 أشهر في أول تجربة إماراتية لمحاكاة الحياة في الفضاء، ضمن المحطة «سيريوس 21» في العاصمة الروسية موسكو، رفقة 5 رواد من وكالتي الفضاء «ناسا» و«رزكوزموس»، وطوال المهمة، سيقوم «الطاقم رقم 1» بإجراء 71 بحثاً وتجربة، بينها 5 تجارب إماراتية من 4 جامعات في الدولة، وذلك في المجمع التجريبي الأرضي في معهد الأبحاث الطبية والحيوية في أكاديمية العلوم الروسية في العاصمة موسكو، حيث يجري تكليف الرواد المشاركين في «سيريوس 21» بمهام معينة، يتعين عليهم القيام بها من دون أي اتصال بالعالم الخارجي، على نحو يحاكي الرحلات الفضائية الطويلة تماماً، فيما يقوم البرنامج بتطوير مراحل وسيناريوهات مختلفة لمهمة مأهولة إلى القمر، وتشتمل هذه المراحل على الإطلاق والسفر في المدار، إضافة إلى الهبوط والعودة إلى الأرض.
تقييم تأثير العزلة
ويعمل الطاقم في جسم محكم الإغلاق يحاكي مركبة فضائية، بهدف تقييم تأثير العزلة على الحالة النفسية والجسدية والأداء العقلي والبدني، وكذلك على الأنظمة الفسيولوجية الرئيسية لجسم الإنسان، وضمان التحكم في الحالة الصحية للأشخاص الخاضعين للاختبار، ووفق المعايير البيئية والظروف الصحية للعزل، فيما تشمل أهداف المهمة إنشاء قاعدة بيانات متكاملة للبيانات العلمية التي يتم الحصول عليها أثناء تنفيذ المشروع.
وتعد مهمات محاكاة الفضاء تجارب محورية تضع أسساً لتصميم وتنفيذ مهام فضائية مستقبلية، فيما ترسم خريطة طريق لاستكشاف المريخ والكواكب الأخرى، وتقوم هذه التجارب بدور جوهري في مجال البحث العلمي لفهم هذا القطاع العلمي، فيما يستفيد العلماء من نتائج هذه التجارب في تطوير آليات خاصة باتخاذ تدابير مضادة تساعد البشر على مواجهة المخاطر التي قد نواجهها في الفضاء، بالإضافة إلى اختبار تقنيات جديدة.
بحوث وتجارب علمية
سيقوم «فريق المهمة» بإجراء 71 بحثاً وتجربة، بينها 5 تجارب إماراتية من 4 جامعات في الدولة في مجالات علم وظائف الأعضاء وعلم النفس والعلوم الحيوية بعد التشاور مع الشركاء في المهمة في روسيا، وقدمت إحدى المواضيع البحثية التي تم انتقاؤها للمهمة من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، حيث ركّزت على آثار التعرض طويل الأمد لبيئات محاكاة الحياة في الفضاء على تغير حالة القلب والأوعية الدموية وتفاعلات القلب الوضعية، بينما اقترح الموضوع البحثي المقدم من جامعة الشارقة دراسة تحديد آثار الإجهاد الناجم عن العزلة على وظيفة الدورة الدموية والعضلات الهيكلية لدى أعضاء الطاقم خلال المهمة مع قياس المعالم السريرية والجينومية والنسخية والبروتيومية، كما اشتملت قائمة المواضيع البحثية المُقدمة لأغراض المهمة بحثاً تقدمت به الجامعة الأميركية في الشارقة حول تخفيف الإجهاد النفسي في فترات العزلة والبيئات المغلقة، بينما اقترحت جامعة الإمارات العربية المتحدة بحثاً حول التحديات النفسية التي تطرحها العزلة أثناء رحلات الإنسان إلى الفضاء: دور الديناميكيات التحفيزية والتدريب المتقطع المكثف كإجراء لمنع فقدان كثافة العظام ومقاومة الأنسولين في بيئة الفضاء.