أبوظبي (وام)
أدانت دولة الإمارات بشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف معهداً صينياً داخل حرم جامعة كراتشي الباكستانية، وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الكادر الأكاديمي والطلبة.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، أن الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
وأعربت الوزارة عن خالص تعازيها وتضامنها مع حكومة جمهورية باكستان الإسلامية وشعبها الصديق، ومع حكومة الصين الشعبية وشعبها الصديق وأهالي وذوي ضحايا هذه الجريمة النكراء وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
ومن جهته، دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، التفجيرات الإرهابية بجنوب جمهورية باكستان الإسلامية.
وأكد تضامن دول المجلس مع باكستان والوقوف معها لمواجهة العنف والتطرف والإرهاب، مؤكداً الرفض التام لهذه الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع المبادئ الدينية والإنسانية والقيم الأخلاقية.
وأودى التفجير، الذي نفذته انتحارية تابعة لمجموعة انفصالية باكستانية، يوم الثلاثاء الماضي، بحياة 3 صينيين يعملون في معهد صيني تابع لجامعة كراتشي في جنوب باكستان، وسائقهم الباكستاني.
وقالت المجموعة الانفصالية على تليجرام، إن «جيش تحرير بلوشستان» «يعلن مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري» الذي استهدف حافلة صغيرة قرب المعهد الثقافي التابع لجامعة كراتشي، حيث يتم تعليم اللغة والأدب الصينيين.
وأعلن المتمردون الانفصاليون، الذين نفذوا عدة اعتداءات ضد مصالح صينية في باكستان، أن التفجير الانتحاري نفّذته امرأة.
وبلوشستان مقاطعة كبيرة ذات كثافة سكانية منخفضة تقع في جنوب غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان وإيران.
وأكدت الشرطة مقتل أربعة أشخاص هم ثلاثة صينيين من أعضاء المعهد وسائق باكستاني.
وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة التي جرى عرضها على القنوات المحلية امرأة تقف قرب مدخل المعهد في الحرم الجامعي أثناء توقف الحافلة الصغيرة.
وعندما أصبحت الحافلة على بُعد أقل من متر منها، فجرت حزامها الناسف.
وقالت نعيمة سعيد الأستاذة في قسم علم الجريمة بالجامعة: «كنا نعقد اجتماعاً في مكتب العميد عندما سمعنا انفجاراً مدوياً».
وأضافت: «شعرنا وكأن السقف ينهار أو الأرض تنشقّ، فهرعنا للخارج، ونظرنا من حولنا، ورأينا دخاناً يتصاعد». واستخدام انتحاريين هو تكتيك جديد للجماعات البلوشية الانفصالية.
وندد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف على الفور بالعمل الإرهابي الجبان.
وكتب على «تويتر»، متعهداً بإحالة الجناة على القضاء: «إنني حزين جداً لفقدان أرواح بشرية ثمينة، بينها أرواح أصدقائنا الصينيين».
وفي مايو 2019، هاجم المتمردون فندقاً فخماً يطل على ميناء غوادار، وهو مشروع رئيسي للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي كان من المقرر أن تنفق بكين فيه أكثر من 50 مليار دولار (42 مليار يورو). وتسبب الهجوم بمقتل ثمانية أشخاص على الأقل.
وقالت السفارة الصينية في بيان: «مطلوب من جميع الجهات المسؤولة في باكستان اتخاذ تدابير عملية وفعّالة، لضمان سلامة المواطنين الصينيين والمؤسسات والمشاريع في باكستان، والتأكد من أن حوادث مماثلة لن تتكرر».