الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سُحبُ الخير الإماراتية

عمر بن زايد
20 ابريل 2022 01:11

عمر بن زايد آل نهيان
يجسد يوم زايد للعمل الإنساني الذي نحتفل به في التاسع عشر من رمضان من كل عام، مناسبة نستذكر فيها طريق الوالد والقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي كانت عطاءاته بمثابة سُحب خير فاضت بأياديه البيضاء على كل أرجاء العالم، حيث اتسم «رحمه الله» بالرؤية المستقبلية والقيم الإيجابية والإيثار والطموح، بالمسؤولية والوفاء بالعهد وحب الخير.
نحتفل اليوم بزايد العطاء، زايد الخير، زايد الحكمة، زايد الكرم، زايد الإنسان في أسمى صوره وأرقى أفعاله.
إن يوم زايد للعمل الإنساني ليس مناسبة احتفالية بقدر ما هي تجديد للعهد، وترسيخ للعطاء، وسباق في الخير، وترسيخ لما قدمته الإمارات على مدار تاريخها من إنجازات وإسهامات في مجال العمل الإنساني، وفرصة لتقديم المزيد من المبادرات الإنسانية في إمارات الخير، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
نحتفل بمزيد من العمل لكي نرسخ جينات التسامح والتآخي والعطاء في المجتمع الإماراتي وننقلها للأجيال المقبلة بالأنموذج الطيب والمثل المحتذى به.
وتترسم الإمارات في ذلك خطى الوالد والقائد المؤسس الشيخ زايد الذي كان يدرك أنه لا قيمة للعطاء إن لم يكن عن قناعة وإيمان، وأن ما يقدمه الإنسان يعود إليه، وأن العطاء هو الطريقة المثلى التي يمكن أن نساعد بها الآخرين، وأن صفونا وأمننا واستقرارنا لن تتحقق إلا بسعادة الآخرين.
كان منهجه الجود بلا منٍ والتسامح بلا أذى، موقناً «طيب الله ثراه» أن التراحم كفيل بالقضاء على الفقر ونشر الأمان والطمأنينة، لذلك لم يعرف اليأس إلى قلبه طريقاً لأنه مؤمن بأن الله سيفتح له طريق النجاة.
ما أحوجنا أن نترسم خطى الوالد زايد الخير الذي اتسم بالبساطة إلى درجة التميز، والقناعة إلى حد الرضا، يدخل القلوب بسلاسة ويسكنها محبة ومودة ورحمة، يؤمن بأنه لا قيمة للعطاء إن لم يكن عن قناعة وإيمان، مدركاً أن العمل الصالح لا ينبت إلا في أرض طيبة.
كان «رحمه الله»، ملاذ كل محتاج، وعون كل مكروب، بلا اعتبار لجنسية أو معتقد لأننا كلنا بشر في النهاية، وكلنا مؤتمن على ما وهبنا الله من خير ونعم. 
كان «طيب الله ثراه» حاسماً في اتخاذ القرار الذي كان صائباً دائماً لأن بوصلته هي خير وسعادة الآخرين، وهدفه هو رخاؤهم، مدركاً «رحمه الله» أن الإصغاء للناس هو خير سبيل لمعرفة احتياجاتهم.
كان «رحمه الله» أيقونة في التسامح والتسامي والعطف والحب والإيثار، يمتلك قلباً يحنو على كل البشر، وعقلاً يدرك ما يحتاجه الآخرون، ويسعى إلى تلبيته بكل ما أوتي من جهد وإمكانيات، يمحو كل المسافات بينه وبين الآخرين بقلب كبير وعقل مستنير، ويبادر دوماً إلى عمل الخير ومد يد المساعدة.
ولقد حرصت الإمارات دوماً على أن تسير على نهج زايد الخير، وعلى أن تكون مساعداتها الإنمائية مرتفعة قياساً إلى دخلها القومي، ما جعلها في المراتب الأولى على قائمة أعلى المانحين الدوليين للمساعدات الإنمائية.
واستهدفت المعونات والمساعدات التي قدمتها الإمارات تحسين الظروف الاقتصادية للدول، والحد من الفقر، ودعم العمليات التنموية، حتى أصبحت الإمارات بحق عاصمة الإنسانية.
وعلى نهج زايد الخير، سار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)، مصراً على إكمال نهج القائد الوالد ليكون خير خلف لخير سلف، حتى بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الدولة منذ تأسيسها أكثر من 320 مليار درهم.
وترسخ العمل الإنساني في الإمارات حتى أصبح أسلوب حياة وفضيلة حاضرة، يقتدي كل أبناء الإمارات بقائدهم قولاً وفعلاً، تواضعاً عن رفعة، ومبادرة عن ثقة، وموعظة بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، حتى ارتبطت الإنسانية بالإمارات وباتت هي الملاذ في كل خطب، والمنارة التي يهتدي بها الآخرون لفعل الخير ونصرة الإنسانية. 
كما حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أن توضع تلك المساعدات وتقدم في إطار مؤسسي يحفظ قيمتها ويستهدف أن تصل إلى مستحقيها وتحقق أهدافها وفق آليات واضحة محددة، وتتعامل مع جهات ومنظمات دولية موثوقة مثل اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأغذية العالمي.
ويدرك سموه بنظرة ثاقبة واستشراف لآفاق المستقبل أن عز الإمارات وأمنها واستقرارها لا تقف عند حدودها، وأن قوتها الناعمة هي الضامن والحامي لرخائها ونهضتها. 
وبفضل سياسة سموه أصبحت الإمارات صنواً للتكافل والعطاء والتآخي والتآزر، يرتبط اسمها بكل خير وخلق جليل، وترتقي مكانتها إلى القمم لأنها لا تنتظر نداء من أحد، بل تبادر وتساعد وتساند، تُحيي الأمل ولا تُخيب الرجاء.
إننا في يوم زايد للعمل الإنساني، نحتفل بصاحب الأيادي البيضاء والبصيرة الحكيمة والرؤية المستقبلية والقيم الإيجابية الإنسانية زايد الخير «رحمه الله»، نعاهده على أن نواصل الطريق ونجدد العهد ونوفي بالوعد، بمزيد من المبادرات الحكومية والمجتمعية، ومزيد من الخير، نتسابق على خطاه في المكارم، والأخلاق، والإنسانية، والعطاء.
نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©