أبوظبي (الاتحاد، وكالات)
أدانت دولة الإمارات بشدة ما أقدم عليه بعض المتطرفين في السويد من إحراق نسخ من القرآن الكريم.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، رفض الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وجددت الوزارة دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات، وعلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش.
كما أعربت كل من السعودية والبحرين والكويت وقطر ومصر والأردن، عن إدانتها واستنكارها لما قام به بعض المتطرفين في السويد من الإساءة المتعمدة للقرآن الكريم، والاستفزازات والتحريض ضد المسلمين.
وأكدت المملكة العربية السعودية، في بيان لوزارة الخارجية، أهمية تضافر الجهود في سبيل نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف والإقصاء، ومنع الإساءة لكافة الأديان والمقدسات.
واعتبرت البحرين أن إقدام متطرفين في السويد على إحراق نسخ من القرآن الكريم عمل استفزازي لمشاعر المسلمين وإساءة بالغة لمقدساتهم، وتحريض على الكراهية والعنف.
وقالت وزارة الخارجية البحرينية، إن مثل هذه الممارسات البغيضة التي تتعارض مع حرية الأديان والمعتقدات والتعايش، ينبغي أن تدان بشدة من المجتمع الدولي.
من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، أن هذه الإساءات تشكل استفزازاً خطيراً لمشاعر المسلمين حول العالم، وتحريضاً ضدهم تقوض قيم التعايش والتسامح.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، رفض قطر التام لكافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين، محذرةً من أن هذا الخطاب التحريضي الشعبوي شهد منعطفاً خطيراً باستمرار الدعوات المؤسسية والممنهجة لتكرار استهداف المسلمين في العالم.
وفي مصر، أكدت وزارة الخارجية، في بيان، رفضها المساس بالثوابت والمُعتقدات الدينية أيّاً كانت، والزج بممارسات استفزازية تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية.
ودعت إلى إعلاء القواسم المشتركة من التسامح، وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الشعوب، ونبذ دعوات التحريض والكراهية، والتوقف عن أعمال العنف والتخريب والأعمال الاستفزازية التي من شأنها الإضرار باستقرار المجتمعات وأمنها وسلامها.
كما اعتبر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير هيثم أبو الفول، أن ما أقدم عليه المتطرفون في السويد أمر مُدانٌ ومرفوضٌ ويتنافى مع جميع القيم والمبادئ الدينية، ومبادئ حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ويُؤجج مشاعر الكراهية والعنف، ويُهدد التعايش السلمي.
واعتبرت وزارة الخارجية العراقية التي استدعت القائم بالأعمال في سفارة السويد، أن أفعال الحركة المتطرفة تمثّل «استفزازاً لمشاعر المسلمين، وتسيء بشكلٍ بالغ الحساسية لمقدساتهم».
وفي هذه الأثناء، أعلنت الشرطة السويدية، أمس، عن إصابة 26 من عناصرها و14 مدنياً، في الأيام الأخيرة، خلال صدامات عنيفة مع متظاهرين، احتجوا على تجمّعات مزمعة لحركة يمينية متطرفة اعتادت حرق نسخ من القرآن الكريم.
وقال قائد الشرطة السويدية أندرس ثورنبرغ، خلال مؤتمر صحافي: «يصل الأمر في بعض الحالات إلى محاولة القتل، وشهدت كل الحالات اعتداء جسيماً على سلطات إنفاذ القانون».
ولم يوضح المسؤول خطورة الإصابات، لكن الصحافة المحلية أكدت أنها طفيفة.
وخرجت التظاهرات احتجاجاً على ناشط يميني متطرف، يعتزم الترشح للانتخابات التشريعية السويدية في سبتمبر، لكنه لم ينجح بعد في جمع التوقيعات اللازمة، ويقوم حالياً «بجولة» في السويد، حيث يزور الأحياء التي تقطنها نسبة عالية من المسلمين لإحراق نسخ من المصحف فيها.
واعتُقل ذلك اليميني المتطرف في فرنسا في نوفمبر 2020، وجرى ترحيله، كما اعتُقل خمسة نشطاء آخرين في بلجيكا بعيد ذلك بتهمة السعي إلى «نشر الكراهية» اثر حرقهم مصحفاً في بروكسل.
ووقعت الصدامات الأولى، يوم الخميس الماضي، في لينشوبينغ ونوركوبينغ في الجنوب، وهما أول محطتين في جولة حركة «سترام كورس» المناهضة للهجرة والإسلام بقيادة يميني متطرف يحمل الجنسيتين الدنماركية والسويدية.
وأضاف قائد الشرطة في المؤتمر الصحافي «استغلت عناصر إجرامية الموقف لممارسة العنف» وهذا «لا علاقة له بالتظاهرات»، مطالباً بتوفير مزيد من الإمكانيات لقوات الأمن. وأردف: «عددنا قليل جداً، وأعدادنا تتزايد، ولكن ليس بنفس معدل المشاكل داخل المجتمع».
واندلعت، أمس الأول، اشتباكات مع الشرطة تخللها رشق بالحجارة وإحراق سيارات، وهو ما أدى إلى اعتقال 26 شخصاً في نوركوبينغ ولينشوبينغ.
وقال مسؤول العمليات الخاصة يوناس هايسينغ خلال المؤتمر الصحافي، إن «نحو 200 مشارك مارسوا العنف، واضطرت الشرطة للتدخل بالسلاح دفاعاً عن النفس».
وكانت الشرطة أعلنت عن إصابة 3 متظاهرين بالرصاص خلال الحادث الذي صنفته على أنه «أعمال شغب».