دبي (الاتحاد)
أشاد معالي ديميتري كيركِنتزس، الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض، الهيئة المشرفة على معارض إكسبو الدولية، بنجاح النسخة الأولى من إكسبو الدولي التي تُقام في المنطقة، ووصف بشكل عام كيف وحّد المنظمون، والدول المشاركة البالغ عددها 192 دولة، وطيف من غيرها من الجهات المعنية جهودهم، من أجل معالجة التحديات التي اعترضت طريق إقامة هذا الاحتفال الضخم الممتد على مدار ستة أشهر في خضم جائحة كوفيد-19، وعبّر عن رأيه حيال إكسبو 2020 دبي، وكيف يرى أن الحدث الدولي أرسى معيارا جديدا وطموحاً كبيراً لمعارض إكسبو الدولية المستقبلية، التي يجسد كل واحد منها الأزمنة والأماكن التي تُقام فيها على مر التاريخ.
فكرة معارض إكسبو الدولية
وقال عندما نعيد التفكير في سبب انطلاق هذه الفعاليات، نرى أنها كانت وسيلة تمكّن العالم بأسره وبلدانه من استعراض أحدث ابتكاراتها. كانت الثورة الصناعية قد حدثت، ولذلك كان كل ما في الأمر هو استعراض كيف يجري تصنيع العالم.
لكن مع مرور الزمن، وتحديداً بعد الحرب العالمية الثانية، نظرت في ما هو مهم بالنسبة إلى البشرية، والطريقة التي سنمضي بها قدماً. لكن كيف يمكننا نحن البشر، مواصلة المضي قدماً، وليس على نحو مستدام فحسب؟ اجتزنا حرباً كانت من أسوأ ما شهده العالم، وكان الجميع في بحث عن جرعة من التفاؤل المتجدد. كنا ندخل العصر النووي.
ما نراه اليوم هو تطوّر لتلك الفترة. تركز معارض إكسبو الدولية الآن بشدة على طريقة جمع الناس معاً والآلية التي يمكننا بها توحيد جهودنا. مهما كانت اختلافاتنا، لا يزال يتعين علينا فهم أننا واحد، ومن الضروري أن نعمل بهذه الطريقة. وهذا سبب من أسباب تأثير «إكسبو 2020 دبي» في طبيعة هذه الفعاليات. فهو بالفعل جمع 192 دولة معاً من أجل خير البشرية.
وقال يحاول كل إكسبو أن يُرسي معياراً أعلى في كل مرة. وبكل صراحة، فقد واجهت هذه النسخة من إكسبو بعض الصعوبات غير المتوقعة، وبالطبع انتشار جائحة كوفيد-19.
من الواضح أننا أرسينا معياراً جديداً هنا، وأعتقد أن «إكسبو 2025 أوساكا- كانساي» سيتطلع إلى تحقيقه. تختلف كل نسخة من إكسبو الدولي عن الأخرى، ولكن علينا أن ندرك ما تحقّق هنا. إنه إنجاز سيبقى في مُخيلتنا لسنوات عديدة قادمة، وسيكون له تأثير قوي على المستقبل. وأعتقد أن هذا الإرث سيظهر في نسخة أوساكا والنسخ التالية أينما كانت. ولذلك، يا لها من طريقة رائعة لاختتام هذا الحدث الدولي، إنه نجاح مذهل.
وتابع قائلاً على مدى 170 عاماً من تاريخ إكسبو الدولي، فإننا لم نضطر أبدا إلى التعامل مع مثل هذه العقبات. ففي فترة انتشار جائحة الإنفلونزا الإسبانية [في عام 1918]، كانت الحرب العالمية الأولى، ولم تكن المعارض تجري بالفعل في تلك الفترة. ولذلك، هذا الحدث شيء مدهش بالنسبة لي. فلم نكن نعرف ماذا نفعل لأننا لم نمتلك أية خبرات سابقة حول أي وضع مشابه يمكننا الرجوع إليه والاستفادة منه، وبكل صراحة، فإن الفضل يعود للجميع في القرارات التي تم اتخاذها. فعندما تسمع أن إكسبو 2020 دبي يتمحور حول التضامن والأخوة، تجد ذلك متجسّدا بالفعل في كيفية تغلبنا على هذه العقبات، عبر تكييف القوانين، وتأجيل الحدث الدولي لمدة عام.
نحن نتحدث عن حدث يتعارض تنظيمه مع كل ما فرضته علينا جائحة كوفيد-19، تجمّع الناس معا، وتقاربهم، وسفرهم. لا يمكن لشخص بمفرده التغلب على هذا النوع من التحديات. نحتاج إلى القيام بذلك معا، وهذا هو المثال الساطع الحقيقي لإكسبو 2020 دبي. كل الإنجازات كانت نتيجة العمل الجماعي. وقد تمكن المكتب الدولي للمعارض والدول الأعضاء فيه ودولة الإمارات العربية المتحدة ودبي والجميع هنا في الموقع، من تحقيق ذلك وتلبية التوقعات التي وُضعت في عالم ما قبل كوفيد-19. وهذا أمر مذهل.
أول إكسبو دولي في المنطقة
دائما ما يكون لأول معرض إكسبو في منطقة معيّنة تأثير كبير جدا، ربما لأن الكثير من مواطني تلك المنطقة لم تتح لهم الفرصة في الماضي لزيارة إكسبو. ولذلك فهو دائما اكتشاف جديد بالنسبة لهم. وبمجرد تجربتهم لهذا الاكتشاف الجديد، يتولد لديهم الشغف بزيارة إكسبو، فمنذ استضافت [الصين] إكسبو 2010 شنغهاي أصبح [الشعب الصيني] شغوفاً برؤية المزيد خارج بلدهم.
سيولّد هذا الحدث الكثير من الاهتمام بالمنطقة وفي جميع أنحاء أفريقيا أيضاً. لقد لاحظت الكثير من الاهتمام بكيفية البدء في تنظيم مثل هذا الحدث في أجزاء أخرى من العالم. لذلك أتطلع إلى السنوات الخمس إلى العشر القادمة لمعرفة تأثير ذلك على قائمة الترشيحات المستقبلية.
ساحة الوصل
لقد قامت جميع الدول المشاركة في هذا الحدث الدولي البالغ عددها 192 دولة بعمل مذهل بوجودها هنا، و[بكل صراحة] بعض الأجنحة مذهلة حقا. هذا هو «إكسبو» الثامن لي، لذا رأيت الكثير منهم وأعلم ما أتوقعه. يمكنك التعرُّف على الدول التي تستعرض أفضل ما لديها، وكيف تريد هذه الدول أن تُظهر للعالم من هم حقا. لكن ما اكتشفته هنا هو أن العديد من الدول التي رأيتها في الماضي، صرتُ أملك الآن رؤية واضحة وفهما أفضل لما هم عليه بالفعل – وهو الشيء الذي ربما افتقدته في تجربتي السابقة.
لذا، لا يمكنني أن أحدد بدقة شيئا واحدا. أرى أن ساحة الوصل أمر لا يُصدق كمحور لهذا الحدث الدولي. نقول دائما، في المكتب الدولي للمعارض، أن الموقع ذاته يجب أن يستحق رسوم الدخول – وبدون الدخول إلى جناح واحد، وبعد دخول الموقع واكتشافه، لم تعد تتساءل عما إذا كان يستحق ذلك أم لا، وهذا هو الحال من دون أدنى شك مع إكسبو 2020 دبي.
ابتكارات مذهلة
ما يستحق النظر هو أن معارض إكسبو تمثل انعكاسا لأزمنة إقامتها. فإذا احتاج العالم في وقتِ ما إلى الابتكارات التقنية، سنجد انعكاس ذلك في معارض إكسبو. وإذا كان ما نحتاجه هو جمع العالم معا لمحاولة تحقيق نوع من الوحدة والتضامن والتآخي دعماً لقضية معينة، فهذا أيضا ما سنراه في معارض إكسبو. هنا في دبي، في رأيي المخلص، جمع إكسبو 2020 دبي بين الهدفين. لا أود أن أقول إن هذا المعرض غير مبتكر، لأن ما رأيته من ابتكارات في الأجنحة وما استعرضه القائمون على التنظيم أمراً مذهلا – هناك الكثير من الأشياء المذهلة يمكننا رؤيتها هنا.
الأمر الرائع بشأن إكسبو 2020 دبي، ليست الابتكارات أو الأفكار التي لن يشهدها العالم أبداً في مكان آخر. يميل الكثير من الأشخاص والشركات إلى استخدام هذا المصطلح «لدينا فكرة»، لكنها تظل حبراً على ورق.