شروق عوض (دبي)
يبدأ المزارعون منتصف أبريل الجاري حصاد الذرة الحلوة، بعد مرور 70 يوماً من زراعتها، لتوريدها للأسواق المحلية، وفقاً لمحمد الظنحاني، مدير إدارة التنمية والصحة الزراعية في وزارة التغير المناخي والبيئة. وأوضح الظنحاني في تصريحات لـ«الاتحاد»، أنّ الذرة الحلوة تعتبر من المحاصيل الرئيسية ذات الأهمية العالية في الدولة، مما يجعل الكثير من المزارعين يقبل على زراعتها بكميات كبيرة لبلوغ أعلى ربحية ممكنة عبر التوجه إلى منافذ البيع الكبرى لتسويقها، كما يشهد هذا النوع من المحاصيل المحلية إقبالاً عالياً على شرائه من قبل المستهلكين، لأسباب عدة منها جودته العالية وانخفاض سعره مقارنةً بالأنواع المستوردة، مشيراً إلى معاودة المزارعين «الكرة» مرة أخرى بزراعة الذرة الحلوة مطلع شهر «أكتوبر» المقبل، ليتم جني المحصول بدفعته الثانية بعد مرور (120) يوماً على زراعتها.
الحصاد السليم
حول طرق الحصاد السليمة لمحصول الذرة، أكد ضرورة التزام المزارعين بعدة معايير دالة على نجاح الحصاد، منها ضرورة الاهتمام بعدم تعريض ثمار الذرة للمعاملة الضارة والتي تتسبب بإحداث خدوش سواء بالنبات أو الثمرة نفسها، ومراعاة فترات الأمان قبل الحصاد تبعاً للمبيدات المستعملة وتوجيهات الشركة المنتجة لها، والتأكد من خلو العاملين القائمين على الحصاد وملابسهم ومعداتهم من أية مسببات مرضية للمحصول، والقيام بعملية الحصاد في أوقات الحرارة المعتدلة وإلزامية الاعتناء بحالة الثمار الشكلية مثل (اللون، الخلو من الإصابات، اكتمال حبوب الثمرة، والخلو من آثار الأمراض والإصابات الحشرية)، الأمر الذي يرفع من سعر الذرة، ووجوب تعبئة ثمار الذرة بترتيب جيد داخل الصناديق والاعتناء بعملية الفرز والتدرج الحجمي خلال التعبئة، للارتقاء بمستوى المنتج وسعره في الأسواق، وضرورة الإعداد الجيد لمواقيت الحصاد والفرز والتعبئة بما لا يضر بحالة المحصول لحين توزيعه وغيرها الكثير.
متطلبات مناخية
عن أهم المتطلبات المناخية الضامنة للإنتاج الجيد من المحاصيل، أكد الظنحاني أنّ إنتاج الذرة الحلوة بجودة ومواصفات عالية يعتمد على التزام المزارعين بمرحلتين أساسيتين، الأولى مرحلة الإنبات التي تتطلب درجة حرارة تتراوح ما بين (20-25)، والثانية مرحلة النمو الخضري التي تحتاج درجة حرارة تتراوح ما بين (25-35).
كما أكد حرص وزارة التغير المناخي والبيئة على دعم الزراعة المحلية، باعتبار حماية واستدامة الإنتاج المحلي أولوية تتوافق مع أهدافها الاستراتيجية والتي تضمنت الهدف الأهم وهو تعزيز التنوع الغذائي وضمان استدامته في الدولة، آخذة بعين الاعتبار استدامة النظم البيئية وتنفيذ التشريعات ذات الصلة كأهداف استراتيجية، لافتاً إلى أن الوزارة بذلت العديد من الجهود، منها إعداد خطة تشغيلية لخمسة أعوام سابقة، حيث تضمنت حزمة من البرامج المُعزّزة للإنتاج الزراعي الوطني، ورفع معدلاته وسلامة الأغذية، إضافة إلى تنفيذ باقة من الأنشطة للحد من انتشار الآفات الزراعية والأمراض المعدية وتنمية الثروات النباتية وتعزيز السلامة الغذائية وفقاً للتشريعات البيئية وتنفيذ الأبحاث التطبيقية. وأضاف الظنحاني: ضمن جهود الوزارة أيضاً، توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع مجموعة كبرى منافذ البيع على مستوى الدولة، بهدف عرض وبيع منتجات المزارعين فيها، مما يُوفّر خيارات عدة أمام المزارع المواطن لآلية بيع منتجاته للجهة التي تدفع سعراً أفضل، إضافة إلى توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي بتخفيض 50% من السعر، ويشمل هذا الدعم الأسمدة العضوية، والبذور، والمحاليل المستخدمة في الزراعة المائية، والأسمدة المركبة في الزراعة المحمية، والمبيدات العضوية وغيرها الكثير.
اشتراطات التربة
حول أهم الاشتراطات الواجب التزام المزارع بها قبل زراعة الحقل ببذور الذرة، أكد ضرورة تعرف المزارعين على نوع التربة وتحديد مستوى خصوبتها، من خلال فحص مكوناتها والتعرف على مواصفاتها بأخذ عينات منها، وإرسالها إلى مختبر تحليل التربة المعتمد من جهات الدولة المسؤولة، لتحديد مدى الحاجة للتسميد الكيماوي والعضوي وكمياته والمحاصيل المفضل زراعتها، مع مراعاة إرفاق عينات التربة ومياه الري، لتحديد صلاحية المياه وتحديد نوع الزراعات التي تتلاءم مع هذه الأراضي، إضافة إلى التحقق من عدم وجود آفات تربة بمختلف أنواعها (النيماتودا، الأمراض الفطرية، والحشرات الضارة) قبل البدء بعملية الزراعة.
التسويق الناجح
حول أهم الإجراءات التسويقية الناجحة لتحقيق الربحية المرادة من إنتاج الذرة الحلوة، قال الظنحاني: «يتوجب على المزارع الإلمام بالعديد من الجوانب والعمل على توفيرها للوصول إلى تلك الغاية، منها الدراية الكاملة بالسوق واحتياجاته وتفضيلاته وأذواقه، والإلمام التام والكامل ببيانات السوق الإنتاجية وحجم الاستيعاب، ودراسة حركة الأسعار خلال المواسم السابقة ووضع توقعات للمواسم القادمة والخبرة الناتجة عن الممارسة، ووضع استراتيجية بيع المنتج قبل زراعته، والدعاية والإعلان والتعريف بالمنتج والترويج المسبق له، وتسعير المنتج وفقاً لطبيعة السوق ومدى توافر المنتج وغيرها الكثير».