عدد اليوم
أنور عبد الخالق (أبوظبي)
بعد إسدال الستار رسمياً، على فعاليات إكسبو 2020 دبي، والذي شهد مشاركة دولية تعتبر الأكبر في تاريخ المعرض العالمي الممتد لأكثر من 170 سنة، تكون الإمارات أوفت بوعدها بتنظيم «نسخة استثنائية» من الحدث الذي عقد لمدة 6 أشهر تحت شعار: «تواصل العقول وصنع المستقبل»، رغم التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19، على العالم أجمع.
وبدعم من القيادة الرشيدة، وبعد ملحمة من العمل الدبلوماسي رفيع المستوى قادها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، استقر «إكسبو» في الإمارات.. وعلى الوجه الأكمل، استعدت الإمارات لاستضافة الحدث الذي يعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. وفي 30 سبتمبر2021 انطلق إكسبو 2020 في قلب ساحة الوصل المعجزة بحفل أسطوري أبهر العالم، بمشاركة 192 دولة.
ومن الافتتاح إلى الختام، تابع العالم دورة استثنائية من المعرض العالمي، أكدت للعالم قدرة الإمارات على استضافة الفعاليات الدولية العملاقة، وحضورها الفاعل في مختلف الدول والمجتمعات والثقافات حول العالم. وخلال أيام انعقاده، استقبل إكسبو80 من قادة الدول بينهم رؤساء وملوك ورؤساء وزراء، أكثر من 13 ألف مسؤول حكومي، كما شهد توقيع مئات الاتفاقيات في مختلف المجالات. وعلى مدى 6 أشهر احتضن إكسبو 32 ألف فعالية ثقافية واجتماعية وعلمية وبيئية، شارك فيها، وشهدها أكثر من 23 مليون زائر كان في استقبالهم 30 ألف متطوع لتحصد الإمارات والعالم ثماراً لا حصر لها منها، 122.6 مليار درهم دعم للاقتصاد الوطني، والإبقاء على أكثر من 80% من المباني والمنشآت التي شهدت فعاليات إكسبو، بخلاف انتعاش الاقتصاد العالمي من توابع فيروس كورونا، وقطاع السفر والسياحة والفنادق والعقارات، خاصة أن المعرض العالمي استضاف مئات من العروض لأشهر النجوم، واحتفالات الأيام الوطنية للدول، والمسرح الرقمي، والعروض الراقصة والبهلوانية، ودورات إلقاء الشعر، وعروض الأزياء، ومحادثات ملهمة لتطوير الذات، ورياضات خطرة وأكثر من 15 بطولة رياضية عالمية، والعديد من المهرجانات الثقافية من مختلف أنحاء العالم. لتأتي القمة العالمية للحكومات لتكون مسك الختام، والتي رسمت مستقبل العالم من على أرض الإمارات، لتدشن الدولة من خلالها رحلة جديدة من العمل الدولي الجماعي لأجل مستقبل مزدهر ومستدام للبشرية.
البداية
كانت أولى محطات قطار دبي للفوز بإكسبو بدأت في نوفمبر2011، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتشكيل لجنة تنفيذية مسؤولة عن ملف استضافة الإمارات لمعرض إكسبو في 2020.
وفي 24 من الشهر ذاته توجه وفد الإمارات برئاسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة الطيران المدني في دبي، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، إلى باريس لإجراء محادثات مع عدد من المسؤولين وأعضاء «المكتب الدولي للمعارض»، حول ملف استضافة دولة الإمارات لـ«معرض إكسبو الدولي 2020»، وإبراز المقومات التي تتمتع بها دبي والإمارات عموماً، كموقع أمثل لاستضافة هذا الحدث الضخم.
وعلى الفور تقدمت الإمارات بطلب رسمي للمكتب الدولي للمعارض في باريس لاستضافة الحدث العالمي، وسط منافسة شديدة حينها مع مدن عالمية ضمت أيوتايا (تايلاند)، وإيكاترينبرغ (روسيا)، وإزمير (تركيا)، وساو باولو (البرازيل)، وتم تشكيل جهاز تنفيذي للمنافسة عالمياً على استضافة المعرض.
حملة دبي
في فبراير من عام 2012، أطلقت الإمارات حملتها الخاصة باستضافة «معرض إكسبو الدولي 2020»، وفي التاريخ ذاته تم تشكيل لجنة عليا لاستضافة المعرض برئاسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة الطيران المدني في دبي، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات. وفي يونيو 2012، تم اختيار خمس شخصيات من داخل الدولة وخارجها لتحمل لقب «سفراء إكسبو»، من أجل دعم ملف الإمارات الخاص باستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في مدينة دبي، في إطار الحملة الوطنية التي أطلقت تحت شعار «كن جزءاً من الحدث».
إمكانات وقدرات
في يونيو 2012، قدم وفد اللجنة العليا لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020، خلال زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس، عرضاً توضيحياً أمام ممثلي 160 دولة، أعضاء في المكتب الدولي للمعارض بهدف تعريفهم بالإمكانات والقدرات التي تتمتع بها دولة الإمارات، وتؤهلها بجدارة للمنافسة على استضافة المعرض.
جهود «الخارجية»
لعبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، دوراً مهماً ومتميزاً في فوز الإمارات باستضافة إكسبو 2020، وذلك ضمن ماراثون طويل خاضته الوزارة بمختلف أجهزتها بكل كفاءة واقتدار لدعم فرص الملف الذي تقدمت به الدولة لاستضافة المعرض، حيث أثبتت جهود الخارجية وبجدارة تفوق دبلوماسية الإمارات التي تحظى إنجازاتها باحترام وتقدير عالمي واسع تجلّى في نتيجة الاقتراع بحصول دبي على النسبة الترجيحية من الأصوات. لتجعل منه الهدف والغاية التي يسعى العالم أجمع لتحقيقها، فليس هناك وقت يكون العالم فيه أحوج لتواصل العقول لصناعة المستقبل مثل الوقت الراهن، الذي يتطلب تكاتفاً عالمياً للوصول إلى حلول عاجلة لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية ورسم مستقبل عالم ما بعد الجائحة.
تفوق دبي
في 27 نوفمبر 2013، فازت الإمارات بشرف استضافة معرض إكسبو 2020 دبي، بعد أن تفوقت دبي بجدارة وبفارق كبير من الأصوات على مدن أخرى نافست دبي لاستضافة الحدث العالمي، خلال التصويت الذي جرى في العاصمة الفرنسية باريس واقترع خلاله مندوبو 165 دولة عضواً بالمكتب الدولي للمعارض، لاختيار الدولة الفائزة.
دفعة الفوز
في يونيو 2013، عرض ملف الاستضافة الخاص بدولة الإمارات على أعضاء المكتب الدولي في باريس بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث أجمع الحضور على أن حضور سموه لعرض ملف الإمارات لاستضافة إكسبو 2020 في دبي أمام المكتب الدولي للمعارض في باريس، منح ملف دولة الإمارات والقائمين عليه ثقة وأملاً كبيراً في الفوز، حيث ترأس سموه الوفد الذي كشف النقاب عن مبادرة «إكسبو لايف»، وهي إحدى المبادرات الخاصة بدبي إكسبو 2020.
شعار
كشف إكسبو 2020 دبي في 27 مارس 2016، عن شعاره الجديد المستوحى من خاتم عُثر عليه في موقع ساروق الحديد الأثري الذي يجسد المكانة التاريخية لدولة الإمارات كنقطة وصل بين الحضارات القديمة، ولا تزال كذلك حتى يومنا هذا، وفي الشهر ذاته، تم البدء في مرحلة التطوير الفعلي للموقع والإعلان عن الفائزين بمسابقة تصميم جناح الموضوع الرئيس.
منافسة مع 3 مدن
جاء فوز دبي باستضافة إكسبو بعد منافسة مع 3 مدن ترشحت لنيل تنظيم المعرض الدولي، وهي إيكاترينبيرج الروسية، وأزمير التركية، وساو باولو البرازيلية، وذلك بعد 3 جولات من التصويت، شارك فيها 168 دولة، وتفوقت فيها دبي على كل من ايكاترينبيرغ الروسية، وأزمير التركية، وساوباولو البرازيلية، وحصلت دبي في الجولة الثالثة والأخيرة على 116 صوتاً. وكانت دبي حصلت على المركز الأول في الجولة الأولى برصيد 77 صوتاً، كما حصلت على المركز الأول في الجولة الثانية من التصويت برصيد 87 صوتاً.
ساحة الوصل
في 19 من شهر سبتمبر 2019، تم الإعلان عن إتمام تتويج قبة الوصل بتاجها في لحظة تُكلل جهود بناء أهم معالم إكسبو 2020 دبي، تلاه في 24 من الشهر ذاته اجتماع لجنة جاهزية المدينة لإكسبو، لمتابعة أعمال التحضير للحدث الأروع في العالم، وإزاحة الستار عن شخصيات إكسبو. وفي شهر نوفمبر 2019، أطلق إكسبو 2020 دبي، برنامجاً ضخماً لدعم التصميم الإماراتي، كما تمت استضافة أكثر من 1000 موفد من أنحاء العالم في دبي لمناقشة الاستعدادات الأخيرة للحدث.
