إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
بدأ مزارعو النخيل في منطقة الظفرة الاحتفال بموسم تلقيح النخيل، الذي يتميز بطقوس خاصة وعادات وتقاليد متوارثة ظلت تنتقل من جيل إلى آخر، حيث يتسابق أصحاب المزارع لاختيار أفضل الأنواع وأحسن الطرق والوسائل والأساليب التي تضمن إنتاجاً وفيراً متميزاً من الرطب ذات الطعم والمذاق العالي والشكل الجذاب.
وفي منطقة الظفرة حيث تنتشر مزارع النخيل التي يرتبط بها أهالي الظفرة ارتباطاً وثيقاً تفوح رائحة لقاح النخيل وتتعطر الأجواء خلال موسم «التنبيت»، وما يصاحبه من عادات وتقاليد واحتفالات خاصة، يتوارثها عشاق الأصالة ومحبو النخلة، فتنتشر الأكلات الخاصة بهذا الموسم، ويتبادل الأهالي الهدايا المرتبطة بالتمر مثل «جعب التمر»، وهي أكلة إماراتية يستخدم فيها غلاف طلع النخيل، حيث يوضع فيه التمر ليعطي مذاقاً خاصاً، كما تنتشر حبوب اللقاح لتستخدم مع التمر أيضاً، نظراً لما تتضمنه من فوائد غذائية عديدة يعلمها المهتمون بزراعة النخيل والتمر. ويؤكد راشد المرر (أحد المهتمين بزراعة النخيل والفائز بالمركز الأول في العديد من مسابقات مهرجان ليوا للرطب)، أن موسم التلقيح يعتبر من أهم المواسم الأساسية لضمان إنتاج متميز من الرطب، والتي يجب أن يتم بطريقة صحيحة حتى لا يخسر المزارع إنتاج مزرعته، حيث إن وجود أي خطأ في عملية التلقيح يصعب معه تداركه أو معالجته في المراحل التالية.
وأوضح المرر بأن هناك 6 خطوات رئيسة يجب الانتباه إليها عند عمليات التلقيح، أهمها اختيار نوع الفحل الممتاز من الأنواع الجيدة لضمان إنتاج متميز، والثانية أن يكون الفحل كبير الحجم، ويحتوي على كمية وفيرة من البودرة، والثالثة: الالتزام بالطرق الصحيحة في عملية التنبيت، وذلك من خلال وضع الكيس بشكل يضمن عدم خروج البودرة للخارج، والرابعة: أن يتم التلقيح بعد فتح طلح النخلة بثلاثة أيام، حتى نضمن أن يغطي جميع مساحة الأزهار، والخامسة: وضع كمية النبات بشكل مناسب لكل صنف، والسادسة: زيادة في كمية النبات فيما يقارب 15 علبة وأكثر.
وتتم عمليات التلقيح من خلال 5 طرق مختلفة تؤدي نفس الغرض، ولكن بجودة مختلفة أولها الطريقة التقليدية (نقل الشماريخ المذكرة الحاملة لحبوب اللقاح للشماريخ المؤنثة)، والطريقة الثانية نقل حبوب اللقاح آليا عبر الدفع الهوائي إلى الأزهار المؤنثة مع تكرار العمل عدة مرات حسب تفتح الأغاريض، وهذه الطريقة سريعة الإنجاز وموفرة للقاح والوقت والجهد، والطريقة الثالثة طريقة التلقيح المائي والتي تعتمد على عمل خليط من الماء وحبوب اللقاح، ويمكن أيضاً إضافة بعض المبيدات، وهي سريعة وموفرة للجهد واللقاح، وهناك طريقة رابعة حديثة وهي استخدام طائرات الدرون لعملية التلقيح بصورتيه السابقتين، لكنها مكلفة وتحتاج مزيداً من الخبرة في التعامل معها، والطريقة الخامسة هي نقل حبوب اللقاح عبر العفارات أو قطع إسفنجية إلى الأغاريض وهي صورة قريبة من التلقيح التقليدي.