دبي ( الاتحاد)
أكد مسؤولون بالجهات الصحية الحكومية الاتحادية والمحلية، أن دولة الإمارات كانت مستعدة ومهيأة منذ سنوات عدة للتعامل مع جائحة «كوفيد - 19»، وغيرها من الجائحات والأوبئة، بسبب ما تمتلكه الدولة من مقومات كثيرة ومتنوعة تجعلها قادرة على التعامل وتجاوز مختلف التحديات الصحية.
وأشاروا، خلال إحدى الجلسات النقاشية أمس في منتدى دبي الصحي، إلى أن العديد من العناصر تكاتفت فيما بينها لتقديم هذا النموذج القيادي في التعامل مع الجائحة في الدولة، كان أبرزها دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، والوعي المجتمعي ومساندته المتواصلة، وسرعة وكفاءة القطاع الصحي وجاهزيته التامة.
وأعلنوا أن دولة الإمارات استطاعت تجاوز 4 تحديات عالمية كبيرة أفرزتها جائحة «كورونا»، لتكون الإمارات من بين عدد قليل من دول العالم التي نجحت في ذلك الأمر.
واستعرضت الجلسة النقاشية للمسؤولين بالجهات الصحية الحكومية الاتحادية والمحلية، النموذج الفريد الذي قدمته دولة الإمارات للعالم، للتصدي لجائحة «كوفيد - 19»، ومناقشة تجربة الدولة الناجحة في التعامل مع فيروس «كورونا»، واستيعاب تطوراته، وصولاً إلى مرحلة التعافي.
في البداية، قال الدكتور يوسف السركال، المدير العام لمؤسسة الإمارات الصحية: إن «دولة الإمارات الأولى عربياً في استشراف المستقبل ومرونة حوكمة القطاع الصحي، ومن بين أفضل دول العالم في مجال استشراف المستقبل، حيث نجحت في تحويل تحديات جائحة «كورونا» إلى فرص.
وأضاف: «عندنا اليوم في الإمارات خط إنتاج لنحو 10 ملايين كمامة سنوياً، وتم تشييد 7 مستشفيات تخصصية للتعامل مع حالات (كورونا)، وهي المستشفيات التي وجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة». وأكد السركال أن الإمارات اتسمت بالمرونة في التعامل مع الجائحة، وهو ما ساعد في التعامل بنجاح مع «الجائحة» بمختلف مراحلها وأسهم بشكل فعال فدي الوصول بسرعة إلى مرحلة التعافي، مشدداً في الوقت نفسه أن المرونة ليست تراجعاً، ولكن عملية تطويرية للخطط حسب المستجدات. وتحدث السركال، عن 4 تحديات استطاعت دولة الإمارات تجاوزها خلال الجائحة، تتعلق بتوفير الكوادر البشرية التخصصية والإصابات التي حدثت بين الكوادر الطبية والتمريضية والفنية العاملة بالمرافق الطبية على مستوى الدولة، لافتاً إلى توفير سلسلة الإمدادات للمستلزمات الطبية والصحية، بل ومساعدة العديد من دول العالم في توفير هذه المستلزمات، بالإضافة إلى تحدي الحوكمة الإكلينيكية والتمريضية. من جهته، قال الدكتور جمال محمد الكعبي، وكيل دائرة الصحة أبوظبي: «كانت أبوظبي حريصة وقبل أعوام من (الجائحة) على ضمان جاهزية القطاع للتعامل مع مختلف السيناريوهات المحتملة للأزمات والطوارئ، وكان من بينها الاستجابة للأوبئة والجوائح».
وأضاف: «بدأت جهود التعامل مع الجائحة قبل الإعلان عن أول حالة إصابة في الدولة، وبدأت فرق العمل بالتنسيق وضمان الجاهزية بالتعاون مع الشركاء في القطاع منذ الإعلان عن الوباء عالمياً.. ساهم ذلك في تفادي عنصر المفاجأة والاستعداد بشكل أقرب ما يكون إلى المثالي لمواجهة الجائحة وضمان صحة وسلامة الناس». وأشار إلى أن الاستجابة للجائحة في أبوظبي تركزت في مراحلها الأولى على مدى الجاهزية والاستعدادات للتعامل مع حالات الطوارئ واستندنا في تعاملنا مع الجائحة على جملة من العناصر المهمة بما في ذلك التنسيق المشترك مع الجهات المعنية محلياً واتحادياً وعالمياً، بما يحقق التناغم وانسجام الجهود لنتمكن من المضي في التنفيذ وفق خطط إدارة الأزمات الاستباقية، وضمان تنسيق الأدوار والمسؤوليات، وفق توجيهات القيادة الرشيدة ودعمها المتواصل.
«استجابة»
قال وكيل دائرة الصحة أبوظبي: مكننا نظام «استجابة» الذي تم إطلاقه قبل «الجائحة» من جمع المعلومات الضرورية عن الموارد الصحية بشكل دوري وبناء قاعدة بيانات للمعلومات من أجل الاستفادة منها في صناعة القرار وفق بيانات آنية للمنظومة الصحية وطاقاتها الاستيعابية. ويعمل النظام على توفير تقارير لحظية عن الموارد الصحية في الإمارة، بما في ذلك نسب إشغال الأسرّة في المنشآت الصحية وتوفر التخصصات الطبية، والطاقة الاستيعابية لمخزون بنك الدم، الأمر الذي يسهم في ضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع مختلف حالات الطوارئ. ولفت الكعبي، إلى دور البنية التحتية المتطورة والمهيئة في أبوظبي التي أسهمت في المضي بتنفيذ الخطط وتلبية الاحتياجات والمتطلبات التي فرضتها الجائحة، الأمر الذي يؤكد كل ذلك على أهمية مرونة وتكيف المنظومة الصحية في أبوظبي مع أي مستجدات وقدرتها التامة على مواكبة المتغيرات وتلبية احتياجات وفق أفضل الممارسات العالمية.
إمكانات عالمية
أعلن وكيل دائرة الصحة في أبوظبي، قدرة أبوظبي على إجراء 500 ألف فحص مسحة أنف يومياً للكشف عن فيروس «كورونا»، لافتاً إلى أنه جارٍ الاستعداد لعمل مليون فحص مسحة أنف يومياً لما تمتلكه الدائرة بالتعاون مع الجهات الأخرى من إمكانات وقدرات هائلة.
وكشف الكعبي، عن أن سعر الفحص لمسحة الأنف للكشف عن فيروس «كورونا» في الإمارات هي الأفضل عالمياً، كما أعلن أن تحالف الأمل في أبوظبي صدّر 500 مليون جرعة تطعيم للوقاية من مرض «كوفيد 19» للكثير من دول العالم، كما أن التحالف يمتلك الإمكانات لتخزين ملياري جرعة تطعيم في أبوظبي.
دراسات سريرية
من جانبه، تحدث الدكتور علوي الشيخ، نائب مدير عام هيئة الصحة في دبي، عن دور الأبحاث العلمية والدراسات السريرية التي قامت بها دولة الإمارات في تجاوز نتائج «كورونا» والحد من تداعياتها، مشيراً إلى أن العالم تبنى منهجية عملية في التعامل مع المرض. وقال: «اتسمت هذه الدراسات بسرعة وتيرة العمل العلمي والأبحاث، حتى رأينا التطعيمات تتوافر بعد أشهر عدة فقط من ظهور المرض، بينما يحتاج هذا الأمر لسنوات عدة»، مشيراً إلى أن العالم كله كان يراقب وبتابع هذه الدراسات، وقد لعب الإعلام دوراً كبيراً في نشر الوعي، ولكن أحياناً كان يتم نشر دراسات غير دقيقة علمياً، وقد حدث ذلك في العديد من دول العالم، وفي مرحلة التعافي من تداعيات المرض.