هالة الخياط (أبوظبي)
قدم معرض «عطايا» الخيري منذ انطلاقته في عام 2012 وحتى العام الحالي مبادرات إنسانية لدعم مئات الآلاف من المستفيدين حول العالم في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، وتمكين المجتمعات.
ويعنى معرض «عطايا» الخيري، الذي تنظمه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي سنوياً، تحت رعاية ورؤية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، مساعد رئيس «الهيئة» للشؤون النسائية، رئيس لجنة عطايا العليا، بالأطفال من خلال تخصيصه ريع خمس دورات من المعرض لدعم قضايا إنسانية جوهرية تتعلق بمستقبل الطفولة وحقها في العيش والحياة الكريمة. وخلال العام الماضي، تمّ تخصيص ريع معرض «عطايا» لرعاية برنامج منح دراسية للطلاب الطموحين إلى امتهان التمريض، حيث موّل 200 منحة جامعية وتدريبية في 5 دول بالشراكة مع 8 جامعات ابتداءً من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم اختيار الطلاب على أسس أكاديمية صحيحة بالتعاون مع جامعات ذات نهج عملي رائد، بما يضمن حصول الطلاب على أعلى مستوى للتعليم والتدريب الطبي.
مبادرات
وفي عام 2020، توجه اهتمام «عطايا» إلى فئات عدة، منها علاج الأطفال الذين يعانون تشوهات القلب الولادية، حيث تكفلت المبادرة بعلاج 220 طفلاً عراقياً، وإجراء عمليات جراحة القلب المفتوح لهم، وساهم «عطايا» بمبلغ 5 ملايين درهم، مسانداً القطاع الصحي في الإمارات لتخطي جائحة «كورونا».
كما تم تقديم الدعم الصحي والمساهمة في علاج ضحايا انفجار بيروت، وتقديم التدريب في التشخيص المبكر للأمراض الولادية لعدد 230 من الكوادر الطبية في أفغانستان، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف».
وفي 2019، تم بناء مستشفى تخصصي لذوي الدخل المحدود في الإمارات، ودعم الخدمات الصحية في إمارة الشارقة عبر بناء مستشفى متكامل لعلاج المرضى الذين لا تغطي بطاقاتهم الصحية تكلفة العلاج والدواء، خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة ليكون الأول من نوعه على مستوى الدولة يقدم الرعاية الصحية والخدمات الطبية المجانية للمرضى، بما يجسد حرص «عطايا» على شمولية دورها، وتوسيع نطاق المستفيدين من ريعها محلياً.
رعاية صحية
وفي 2018، تم تخصيص ريع المعرض لمساعدة قرية دالي كمبة في دولة موريتانيا، وهي قرية صغيرة يعاني أكثر من نصف سكانها مرض العمى الوراثي منذ عقود.
وقد نالت هذه المحنة الإنسانية نصيبها من اهتمام «عطايا»، من خلال التخفيف من معاناة أهل القرية ورفع مستوى معيشتهم وتحسين أوضاعهم في المجالات الممكنة كافة، بما فيها البنية التحتية وبناء المساكن الملائمة وإنشاء مسجد ومدرسة ومركز طبي.
وعاد ريع «عطايا» لعام 2017 لدعم مرضى الفشل الكلوي في كل من السودان، والصومال، وجزر القمر، وباكستان، وذلك من خلال بناء وتجهيز 11 مركزاً صحياً، وتوفير المعدات الطبية لمراكز غسيل الكلى للمساعدة في تخفيف آلام ومعاناة المرضى في هذه الدول. وبلغ عدد المستفيدين من المبادرة 46.500 مستفيد في أربع دول.
مدارس
بينما ذهب ريع «عطايا» لعام 2016 لبناء ست مدارس في كل من أفغانستان، ومصر، واليمن، والهند، وموريتانيا، والفلبين؛ وذلك بهدف المساعدة وتحسين حياة الأطفال وترغيبهم في التعلم ليصبحوا في المستقبل أفراداً منتجين لمجتمعاتهم وبلدانهم.
وفي 2015، تم تخصيص العائدات لبناء وتشغيل مستشفى تخصصي للنساء والأطفال في شمال العراق بالقرب من مدينة أربيل؛ وذلك بهدف المساعدة في التخفيف من معاناة اللاجئين والنازحين ومنحهم فرص الحصول على الرعاية الصحية المناسبة.
الغارمون
وفي 2014، تم تخصيص ريع عائدات «عطايا» للإفراج عن الموقوفين على ذمة قضايا مالية، بالتعاون مع صندوق الفرج الذي يساعد على إطلاق سراح السجناء المدينين في دولة الإمارات، وجمع شملهم مع أسرهم ومنحهم فرصة ثانية في الحياة.
التوحد
في 2013، وجّهت جميع عائدات التبرعات والجهات الراعية ومبيعات تذاكر المعرض لدعم 11 مركزاً للتوحد في الدولة، وكذلك شملت التبرعات مراكز للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي عام 2012، ذهبت جميع العائدات لصالح دعم مركز سرطان الأطفال في لبنان الذي يعالج الأطفال مجاناً. وانطلقت آنذاك مبادرة «عطايا» برسالة تحمل مبادئها وأهدافها الجوهرية، توعية المجتمع لدعم بعض المبادرات المحلية والخارجية التي تعنى بحياة الإنسان وصحته وتعليمه، فخصصت إيرادات عامها الأول لدعم مركز سرطان الأطفال في لبنان الذي سعى منذ تأسيسه عام 2002 إلى تقديم أفضل الخدمات الطبية والعلاج المجاني للأطفال.
حضور جماهيري لافت.. و100 عارض من 13 دولة
شهد معرض «عطايا» الخيري، أمس حضوراً لافتاً من قبل المهتمين بالمعروضات المميزة التي اعتاد المعرض تقديمها سنوياً لمصممين وفنانين مبدعين على المستويين المحلي والعالمي، وبرغبة واسعة من الحضور للتبرع لإعانة اللاجئين والنازحين.
ويضم معرض عطايا الخيري الذي تنظمه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي سنوياً، تحت رعاية ورؤية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، مساعد رئيس «الهيئة» للشؤون النسائية، رئيس لجنة عطايا العليا، مجموعة واسعة ومتنوعة من الأزياء المميزة، والمجوهرات الراقية، الإكسسوارات والأثاث المنزلي، التي تم انتقاؤها بعناية من قبل اللجنة العليا للمعرض.
ويشارك في «عطايا» بدورته الحادية عشرة 100 عارض من 13 دولة، هي الإمارات، والسعودية، والبحرين، وسلطنة عمان، والكويت، والبرازيل، وقطر، والهند، وألمانيا، وتركيا، والأردن، ولبنان وإندونيسيا.
وينطلق «عطايا» العام الحالي تحت شعار «معاً نجعل الحلم ممكناً»، ويذهب ريعه لدعم اللاجئين والنازحين في الأردن والعراق الذين يعانون صعوبات اقتصادية ومعيشية تعوق انخراطهم في المجتمعات بصورة إيجابية.
هند المحيربي
وقالت هند المحيربي مديرة مشروع «عطايا»: إن المعرض يهدف في دورته الحادية عشرة إلى تمكين اللاجئين والنازحين وإدراجهم في سوق العمل ودمجهم مع المجتمع المحلي والمساهمة في بناء مستقبل بلدانهم عند عودتهم إليها.
وأوضحت المحيربي، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن إيرادات المعرض منذ انطلاقه في 2012 بلغت 108 ملايين درهم إماراتي، توزعت على مشاريع دعم التعليم والصحة والبنية التحتية.
وأشارت إلى أن ريع المعرض هذا العام من إيجارات المساحات وتبرعات الحضور ودعم المؤسسات الحكومية سيتم توجيهه لدعم اللاجئين والنازحين، حيث سيتم تدريب 360 لاجئ خارج المخيمات بمهارات مهنية عبر تعزيز المهارات الرقمية لدى الشباب لتمكنهم من الحصول على الوظائف التي تعمل عبر المنصات الإلكترونية المعتمدة، وبالتعاون مع منظمات إنسانية في الدولة المستضيفة للاجئين.
وبينت أن ذلك سيتم عن طريق دراسة للسوق المحلي لتقدير المهارات المطلوبة، ثم تأهيلهم عن طريق دورات تدريبية مكثفة ومتخصصة في المهارات الرقمية والتسويقية.
حرف وصناعات يدوية
سيتم تمكين الأفراد عن طريق التدريب المهني على حرف وصناعات يدوية، منها النجارة والخياطة لتعينهم على متطلبات الحياة مما يساهم في تمكين أسرهم ودمجهم وإدراجهم في سوق العمل وتذليل العقبات لهم.
وأشارت إلى أن ريع «عطايا» سيكون لدعم وتمكين 2000 أسرة من اللاجئين والنازحين بطرق مختلفة عن طريق تمويلهم بمشاريع صغيرة مثل بناء بيوت بلاستيكية لزراعة الخضراوات أو منح عدد من المواشي لتربيتها في المناطق الريفية، وتقديم المساعدات للأسر اللاجئة خارج المخيمات النظامية من خلال تزويدهم بكرفانات ووقود ومواد غذائية ورعاية صحية.