الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دراسة تكشف عن تحليل جيني دقيق للشعب الإماراتي

المتغيرات الجينية النادرة مرتبطة بالعديد من الأمراض مثل مرض السكري من النوع الثاني (أرشيفية)
26 فبراير 2022 02:35

أبوظبي (الاتحاد)

حقق فريق بحثي إماراتي بقيادة الأستاذة الدكتورة مها بركات، مدير عام مكتب فخر الوطن، مديرة الأبحاث في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري في أبوظبي، وهي جزء من مبادلة للرعاية الصحية، وفريق من علماء الوراثة من جامعة أكسفورد البريطانية، إنجازاً علمياً غير مسبوق على مستوى العالم، والذي قد يكون ذا تأثير مهم على تطوّر قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات.
إذ نجح العلماء والباحثون في مجالات علوم الوراثة والآثار في إنجاز دراسة جينية خلُصت إلى تحليل الأصول الجينية والبنية الوراثية الدقيقة لما يقارب الـ1200 شخص من دولة الإمارات. وتوصلت الدراسة إلى الكشف عن خليط عرقي تعود أصوله إلى آلاف السنين.
ويرى فريق جامعة أكسفورد البحثي والذي يقوده الأستاذ الدكتور هومان أشرفيان من كلية الطب بجامعة أكسفورد، أن التاريخ العائلي الفريد لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة سيسهل عملية اكتشاف المتغيرات الجينية النادرة المرتبطة بالعديد من الأمراض مثل مرض السكري من النوع الثاني. وقد تفيد هذه النتائج علماء الوراثة في تحديد الجينات المتصلة بالأمراض الأيضية وفهم طريقة عملها، الأمر الذي كان سيشكل صعوبةً بالغةً لولا هذا النوع من الدراسات المثمرة.

  • مها بركات
    مها بركات

يعتقد فريق البحث من جامعة أكسفورد ومركز إمبريال كوليدج لندن للسكري في أبوظبي «ICLDC» أن هذه الآثار الوراثية توحي أيضاً بتفاصيل أخرى مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بحركة الناس في منطقة الشرق الأوسط بعد التحولات الثقافية الكبرى، كتطور الزراعة التي أدت إلى تعزيز التوسع السكاني، أو كالجفاف والتصحر الذي كان تحولاً مناخياً حصل في المنطقة خلال الـ 6000 سنة الماضية.
وأعربت الأستاذة الدكتورة مها بركات عن سعادتها بهذا الكشف البحثي المهم وقالت: «يسعدنا أن نرى ثمار جهودنا البحثية في مجال علم الوراثة بعد نحو تسع سنوات من العمل المتواصل والتنسيق والتعاون البحثي بين مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري وفريق جامعة أكسفورد البريطانية العريقة».
وأشارت إلى أن هذا البحث الفريد الذي يعدّ الأول من نوعه في المنطقة قد أسفر عن نتائج مثيرة حول أنماط الهجرة التي شهدتها الإمارات الشمالية وإمارة أبوظبي.
ومن جانبها، قالت الدكتورة فاطمة محمد الكعبي، المدير التنفيذي لمكتب الجينوم ‏الإماراتي - مكتب ‏أبوظبي التنفيذي: «يسعدنا أن نشهد تكلُل جهود فرق الأبحاث المحلية بالنجاح، بالتعاون مع مؤسسات عالمية رائدة مثل جامعة أكسفورد، والتي أسهمت في دعم مخرجات العمل البحثي الإماراتي في مجال علم الجينوم ضمن إطاره الأوسع، والذي يهدف إلى تمكين الرعاية الصحية الشخصية مع التركيز على الرعاية الوقائية وتعزيز جودة الحياة بشكل عام».

  • فاطمة الكعبي
    فاطمة الكعبي

وقال الدكتور هومان أشرفيان: «تعد هذه الدراسة العلمية أول تحليل جيني دقيق للشعب الإماراتي. وبالإضافة إلى عثورنا على آثار وراثية توحي بأحداث هجرة تمت منذ آلاف السنين، نعتقد أن هذه العينة ستفيدنا في اكتشاف المتغيرات الجينية المرتبطة بمرض السكري من النوع الثاني، الأمر الذي يصعب القيام به باستخدام غيرها من العينات». وأضاف: «تندُر الدراسات العملية في مجال الوراثيات السكانية في منطقة الشرق الأوسط على الرغم من كونها موطناً لأكثر من 460 مليون نسمة. ويجعل التاريخ السكاني الفريد لدولة الإمارات العربية المتحدة منها موقعاً جيدًا لفهم التركيبة الوراثية في هذه المنطقة، الأمر الذي يسهم في الحد من الفوارق الصحية وتعزيز الطب الدقيق القائم على علم الجينوم من خلال تحقيق فهم أعمق للاختلافات الجينية الخاصة بالسكان». وقد وجد علماء الآثار دلائل على أن الناس كانوا يهاجرون عبر منطقة الشرق الأوسط بسبب التغيرات المناخية مثل الجفاف، غير أن بعض الأحداث كتطور الزراعة أدت إلى تعزيز التوسع السكاني، كما أسهمت الأنشطة التجارية، مثل الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، إلى حركة تنقل جماهيرية في المنطقة. وتضمنت هذه الدراسة العلمية الهامة، التي نُشرت في مجلة «Molecular Biology and Evolution»، مقارنة ما بين جينات العينة المؤلفة من 1200 شخص من دولة الإمارات العربية المتحدة وتلك الخاصة بأشخاص من أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، والشرق الأوسط، وأوروبا، والقوقاز، وجنوب آسيا، ما قد بين أن المزيج الجيني للعينة الإماراتية يعود إلى موقعها المركزي بين إفريقيا وأوروبا وآسيا.

توافق
قام الفريق بتحليل التركيب الجيني لكروموسوم Y «الذي يتم تمريره فقط على طول الخط الذكري» ومكون خلوي يسمى الميتوكوندريا «والذي يتم تمريره فقط على طول الخط الأنثوي»، وأظهر هذا التحليل أيضاً أن الأمزجة الوراثية تتوافق مع حركات الهجرة المعروفة عبر التاريخ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©