أبوظبي (الاتحاد)
اختتم المؤتمر الدولي الأول للغة العربية الذي نظمته جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، خلال يومي الثالث والعشرين والرابع والعشرين من فبراير الجاري، أعماله وأصدر توصياته التي تعتبر في مجملها إضافة حقيقية للجهود المبذولة على مستوى دولة الإمارات للاحتفاء باللغة العربية، والاعتناء بها وتعزيز مكانتها باعتبارها الوعاء الناقل للحضارة العربية، وجاء المؤتمر الذي حمل عنوان «اللغة العربية والقيم الإنسانية»، ضمن مؤتمرات الجامعة العلمية لرفد الساحة الأكاديمية بالمعارف والعلوم الإنسانية بصورة عامة، وإثراء البحوث العلمية والدراسات النظرية في مختلف ضروب المعرفة، وترسيخ القيم الإنسانية وتعزيز روح التسامح والتعايش بين البشر.
وشارك في فعاليات المؤتمر نخبة من الباحثين والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، وقدمت خلاله العديد من الأوراق البحثية تناولت محاور مهمة منها: المفاهيم الأخلاقية والجمالية في اللغة العربية، الأبعاد الإنسانية في التراث الأدبي واللغوي، القيم الإنسانية في الخطاب الأدبي واللغوي الحديث، المعجم العربي وعلاقته بالقيم الإنسانية، القيم الإنسانية في منجز الترجمة إلى اللغة العربية، واللغة العربية والقيم ودورها في إرساء مفاهيم التسامح والتعايش.
تنفيذ التوصيات
من جانبه أعرب الدكتور خالد اليبهوني الظاهري، مدير الجامعة عن شكر وتقدير الجامعة للمشاركين في مداولات المؤتمر الدولي الأول للغة العربية، مشيراً إلى إسهاماتهم العلمية التي أثرت فعاليات المؤتمر، وقال: إن الجامعة ستعمل جاهدة على تنفيذ التوصيات وتطبيقها على أرض الواقع ونشرها على نطاق واسع لتحقيق أهداف المؤتمر في تكريس القيم الإنسانية عبر جماليات وبلاغة اللغة العربية.
وأكد أن اهتمام جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية باللغة العربية وتدريسها ونشر مكنوناتها وتبيان عناصر جمالياتها وإبراز وجهها المشرق، يأتي استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة في تعزيز مكانة اللغة العربية في المشهد الأدبي والثقافي والفكري العالمي، مشيراً إلى أن المؤتمر يشكل من خلال المحاور التي سيتناولها قيمة كبيرة ونقلة نوعية لترسيخ مكانة اللغة العربية باعتبارها رسالة للسلم والمحبة وأداة فعالة للتواصل الحضاري بين مختلف الأمم.
وقال الدكتور خليفة مبارك الظاهري، نائب مدير الجامعة لقطاع الشؤون الأكاديمية: إن المؤتمر يعتبر إضافة حقيقية للجهود المبذولة على المستوى الوطني للاحتفاء باللغة العربية، والاعتناء بها وتعزيز مكانتها باعتبارها الوعاء الناقل للحضارة العربية، والوسيلة لإبراز التراث العربي الأصيل والتعريف بقيمه الإنسانية، وأضاف «تميزت اللغة العربية عبر تاريخها الحافل بقدرتها الكبيرة على استيعاب الثقافات على مر العصور والأجيال، وحملت المضامين الفكرية والثقافية والأدبية والعلمية الثرية، وحافظت بذلك على مكانتها كحاضنة للفكر والإبداع».
تكريس القيم
وتضمنت توصيات المؤتمر تثمين جهود جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في تعزيز اللغة العربية والقيم الإنسانية التي تبث السكينة في نفوس الأفراد والمجتمعات، وتبني جسور الأخوة والتواصل بين الأفراد والأمم والشعوب، وهو اهتمام نابع من حرص الجامعة على المحافظة على مقومات الهوية، وتكريس القيم الإنسانية، وفي مقدمتها قيم الأخوة والتسامح والتعايش واحترام الآخر وغيرها من القيم النبيلة التي تعد من أبرز الأهداف التي تسعى إلى إرسائها والدفاع عنها.
وأشارت التوصيات إلى ضرورة إثراء برامج الجامعة بمساق ضمن المتطلبات الجامعية يدرسه جميع الطلاب المنتسبين للجامعة، يتناول القيم الإنسانية وتحديداً قيمة التسامح والتعايش، ويكون علامة مسجلة باسم الجامعة، وخطوة لنشر فكر التسامح والتعايش الذي تتبناه دولة الإمارات في مختلف جامعات العالم، إلى جانب توثيق أعمال المؤتمر ضمن منشورات جامعة محمد بن زايد لعلوم الإنسانية، في كتاب يحمل عنوان المؤتمر «اللغة العربية والقيم الإنسانية»، ويكون الحلقة الأولى من سلسلة مؤتمرات قادمة.
4 جلسات علمية
اشتمل المؤتمر على مدى يومين على أربع جلسات علمية، حيث تضمنت الجلسة الأولى ورقة عمل بعنوان «القيم الإنسانية في الخطاب الروائي» قدمها الدكتور واسيني الأعرج، وورقة بعنوان «التلطف في اللغة العربية بين اللفظ والمعنى: دوافعه ووسائله» قدمها الدكتور أحمد عفيف، وورقة أخرى بعنوان «المعجم القيمي في الشعر الإماراتي» قدمها الدكتور محمد الظريف، إلى جانب ورقة قدمها الدكتور أحمد يوسف بعنوان «القيم الإنسانية في رواية سيدات القمر لجوخة الحارثي»، وورقة «القيم الإنسانية والاجتماعية من خلال تحقيق وتقديم مخطوطة سيف التجان» قدمها الدكتور الشريف مرييعي، واختتمت الجلسة بورقة بعنوان «البعد الإنساني لقيمة الحب من خلال المعجم العربي: لسان العرب نموذجا» قدمتها الدكتورة ليلى العبيدي.
واشتملت الجلسة العلمية الثانية على عدد من الأوراق جاءت في مقدمتها ورقة «الاحتياجات التعليمية المرتبطة بالمواطنة وبالتنمية المستدامة في مناهج اللغة العربية» قدمها الدكتور عيسى الحمادي، وورقة أخرى بعنوان «اللغة العربية، القيم الإنسانية الكونية والجينوم المعرفي: مقاربة نفسية لسانية معرفية» قدمها الدكتور محمد لهلال، وورقة بعنوان «مفردات القيم الإنسانية في القواميس العربية» قدمها الدكتور هيثم زينهم، واختتمت بورقة «القيم الإنسانية في المصنفات النحوية ألفية بن مالك نموذجاً» قدمها الدكتور لعبيدي بوعبد الله.
واشتملت الجلسة العلمية الثالثة للمؤتمر على ورقة «القيم الإنسانية في المنجز الترجمي إلى اللغة العربية: مقاربات في نصوص أدبية وفلسفية مختارة» قدمها الدكتور صديق جوهر، وورقة «القيم الإنسانية وجماليات اللغة في المنجز الأدبي العربي الحديث» قدمتها الدكتورة شادية شقروش، وورقة أخرى بعنوان «القيم الإنسانية في الأدب العربي في بلاد الأندلس وأثرها على الأدب العربي» قدمها الدكتور حيد حسين، إلى جانب ورقة بعنوان «جدلية القيم الإنسانية والتصعلك في لامية العرب، مقاربة نصية» قدمتها الدكتورة موزة الكعبي، فيما قدم الدكتور بلقاسم الجطاري ورقة بعنوان «تدريس اللغة العربية وسيلة لترسيخ قيمتي التسامح والتعايش: الطرائق البيداغوجية والمضامين» واختتمت الجلسة بورقة بعنوان «اللغة العربية والتربية على القيم الإنسانية: آليات التبليغ والإقناع» قدمها الدكتور عبدالرزاق جعنيد.
وتضمنت الجلسة العلمية الرابعة عدداً من الأوراق، جاءت في مقدمتها ورقة بعنوان «الخطاب المسرحي والقيم الإنسانية» قدمها الدكتور حميد علاوي، وورقة «الأخلاق بين كونية القيمة وتدافع المرجعيات، موازنة الآمدي أنموذجاً» قدمتها الدكتورة دعد الناصر، إلى جانب ورقة أخرى بعنوان «التحولات القيمية في الرواية الخليجية: رواية «الحي الحي» نموذجاً» قدمها الدكتور نزار قبيلات، إضافة إلى ورقة قدمتها الدكتورة بسمة عروس بعنوان «آداب التأنيس والمؤانسة في الثقافة العربية والإسلامية»، واختتمت الجلسة الرابعة بورقة بعنوان «القيم الإنسانية في الثقافة العربية الرواية أنموذجاً» قدمها الدكتور محمد العميريني.