هالة الخياط (أبوظبي)
يركز مهرجان السدر للأفلام البيئية الذي انطلقت أعماله أمس بمشاركة 20 فيلماً بيئياً محلياً وعالمياً على تعزيز الوعي المجتمعي، وتعريفه بالقضايا البيئية والاجتماعية الملحة، متضمناً عروضاً افتراضية لمجموعة من الأفلام ستعرض في مختلف مدارس أبوظبي حول تغير المناخ وحفظ البيئة.
وانطلقت الدورة الثانية من مهرجان السدر للأفلام البيئية 2022 مساء أول من أمس في منارة السعديات، بتنظيم من قبل جامعة زايد وهيئة البيئة - أبوظبي وبدعم من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) والمجلس الثقافي البريطاني، ويستمر حتى يوم غد الأحد.
ويركز المهرجان هذه الدورة على قضية «المفارقة في الواحة» لتسليط الضوء على القضايا البيئية في الواحات، التي تعد جزءاً حيوياً من تاريخ وجغرافية دولة الإمارات، وكيف أدت التدخلات البشرية وأعمال التعمير لتدهور البيئة، وتأثر صحة الإنسان.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: «يدعم مهرجان السدر للأفلام البيئية المساعي المتواصلة التي تبذلها إمارة أبوظبي لرعاية البيئة ودمج المجتمع المحلي في قضاياها وإشراكه في جهودها، وبالتالي يعزز المهرجان الثقافة البيئية ويعرض لتجاربنا وتجارب العالم في كيفية التغلب على التحديات العالمية التي صرنا نواجهها».
وأضافت: «يأتي التركيز على موضوع (المفارقة في الواحة) في الدورة الجديدة من المهرجان في قلب اهتمامنا، حيث ننشغل بانعكاسات الطفرة التنموية الكبيرة في أبوظبي على البيئة، وما ارتبط بها أحيانا من تدمير الموائل، واستخدام الموارد بشكل مفرط. وقد أسعدنا الإقبال الكبير على مشاهدة الأفلام الذي حظت به الدورة الأولى للمهرجان، فاستثمار الفن للتوعية بالمخاطر التي تتهدد البيئة أمر أثبت نجاحه، ومع وجود محتوى جذاب، نتوقع أن تشهد الدورة الثانية إقبالاً أيضاً، وأن تصل رسالة المهرجان لشريحة واسعة من المجتمع المحلي».
وقال الدكتور فارس هواري، عميد كلية العلوم الصحية والطبيعية في جامعة زايد: «تنطلق الدورة الثانية من المهرجان بعد أيام ونتوقع حضور مختلف شرائح المجتمع لمشاهدة عروض الأفلام والمشاركة في الحوارات التي ستقام خلال المهرجان والتي ستتناول التحديات التي يواجهها الغلاف الجوي، والحقيقة لدينا في كلية علوم الصحة الطبيعية في جامعة زايد قناعة بالدور المهم والملهم الذي تلعبه السينما في تشكيل وعي وخبرات الأجيال الشابة، وصقل تجاربها، بحيث تسهم الأفلام المعروضة في المهرجان، والتي تم اختيارها بعناية، في الوعي بقضايا البيئة عبر تجربة غنية ومؤثرة».
أفلام محلية
يقدم المهرجان في دورته الجديدة 20 فيلماً تعرض مجانًا للجمهور، وللافتتاح اُختير عرض الفيلم الإماراتي «عسل ومطر وغبار» من إخراج نجوم الغانم (2017)، وتدور أحداثه حول تجول مكتشفي العسل، عائشة وغريب، في الجبال الواقعة شمال دولة الإمارات العربية المتحدة بحثًا عن النحل البري، وكيف يواجهون صعوبات يومية في مهمتهم. كما يُعرض فيلم «خطى في مهب الريح» الذي يتناول معاناة اللاجئين من خلال الأطفال الذين يتمسكون بأحلامهم.
وتحفل قائمة الأفلام التي يعرضها المهرجان في منارة السعديات بالعديد من الموضوعات والقضايا البيئية المهمة، مثل فيلم واحة المحاميد من المغرب، والذي يدور الفيلم حول توثيق أعمال الترميم والتسجيل التي قام بها فريق دولي من الباحثين والمتطوعين في الواحات النائية في وادي درعة، على حافة الصحراء الكبرى في المغرب، ومثل فيلم «أنا غريتا» الوثائقي تم إنتاجه دوليًا بالاشتراك مع فريدريك هاينينج وسيسيليا نيسين (2020)، ويتناول الصعود اللافت للناشطة في مجال تغير المناخ جريتا ثونبرج.