آمنة الكتبي(دبي)
أكد خلفان بالهول المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، لـ«الاتحاد» أن عدد فريق متحف المستقبل بلغ 60 شخصاً، موضحاً أن العمل استغرق 6 سنوات ويصنف في خانة «الإعجاز الهندسي»، كما يشكل المتحف نموذجاً للاستدامة من خلال تصميمه الإبداعي المستقبلي، وهو أحد أكثر الأيقونات المعمارية ابتكاراً وتفرداً في العالم، بتصميمه الملهم، ذي الدلالات الفنية والفلسفية والتاريخية، والذي يجمع بين جمال الشكل وانسيابيته وشعريّته، ليكون قطعة من الخيال.
وأضاف أن المتحف سيتيح تجربة قطاعات مستقبلية مختلفة تجعل الإنسان يتخيل «كيف سيعيش في المستقبل وكيف سنتعامل مع بعضنا البعض في المستقبل»، لكن الأهم هو أن المتحف يعتبر ملتقى عالمياً للمستشرفين والمفكرين والنوابغ العرب، لإيجاد حلول للتحديات العالمية.
وحول أبرز التحديات التي واجهت إنجاز البناء قال بالهول: «تصميم الواجهة الخارجية من الفولاذ وجرى إنتاجها باستخدام أذرع آلية مؤتمتة تعتمد خوارزميات دقيقة لتصميم قوي وانسيابي، وواجهة مصقولة تعكس حرارة أشعة الشمس من جهة، وتسمح بدخول الضوء في النهار لتعزيز إنارة المكان عبر تصميم إبداعي مستدام».
وأضاف بالهول: يعتبر متحف المستقبل بمثابة مختبر ضخم للأبحاث، حيث تم استخدام التكنولوجيا المتقدمة في بنائه وتطوير أدوات تصميم بارامترية تتضمن خوارزميات في سبيل تحسين كفاءة المخطط الهيكلي الأساسي والواجهة وكسوة الزجاج، وكل ذلك بطريقة رقمية.
كما تمت الاستعانة ببرامج تكنولوجية هندسية معقدة في كل المراحل، بدءاً من تصميم المفهوم إلى البناء، وقد تم استخدامها لإنتاج الرسومات، بالإضافة إلى برامج الواقع الافتراضي والعرض الفوري لرصد عناصر اللقاء والتنافر بين جميع تخصصات التصميم والهندسة.
وقال بالهول: سيتم تعزيز وتغذية محتوى المتحف ومعروضاته بشكل مستدام، بأحدث الإنجازات التقنية وآخر الاكتشافات العلمية، بما يحافظ على ديناميكية المتحف وحيويته، ويسمح لإمارة دبي ودولة الإمارات بمواكبة الإنجازات والمتغيرات المستقبلية، كما سيشكل المتحف مختبراً شاملاً لتقنيات المستقبل وأفكار المستقبل ومدن المستقبل، من خلال الاستثمار في العقل المبدع ودعم الأفكار والمشاريع والمبادرات والأبحاث والدراسات التي تضيف قيمة نوعية وتسهم في تحقيق تأثير إيجابي حقيقي.
وأكد بالهول أن أولى فعاليات متحف المستقبل ستنطلق غداً من خلال استضافة تشانبينج زاهو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة باينانس، أكبر بورصة عملات رقمية في العالم، وسيقدم رؤيته لمستقبل العملات المشفرة ودور دبي في صنع مستقبل القطاع إقليمياً وعالمياً، موضحاً أن متحف المستقبل أكثر بكثير عن كونه مجرد تجربة، بل هو المكان الذي تجتمع فيه ألمع العقول لتصميم وتشكيل المستقبل، وسنستضيف سلسلة من المحاضرات مع المبتكرين والعلماء والشخصيات البارزة من الصناعات الرائدة، حيث سيشاركون رؤيتهم عن المستقبل.
وقال: إن المتحف يضم قاعة تجمع نوابغ الفكر من حول العالم في مختلف المجالات، موضحاً أن أكبر تحد يواجه المتحف هو تحديث المعروضات الموجودة فيه باستمرار كونها تحاكي المستقبل، وهذا مختلف عن المتاحف التقليدية التي تحافظ على أصول تاريخية قديمة لا تتغير في جوهرها ولكن تتغير قيمتها.
كادر// الإنسان والروبوت
يستضيف متحف المستقبل البروفيسور أسامة الخطيب، أستاذ علوم الحاسوب ومدير مختبر الروبوتات في جامعة ستانفورد ويركز بحثه على المنهجيات والتقنيات في الروبوتات التي تركز على الإنسان، والتفاعلات اللمسية، والذكاء الاصطناعي، وتوليف الحركة البشرية والرسوم المتحركة.وسيناقش البروفيسور الخطيب كيف يمكن للتعاون بين الإنسان والروبوت أن يوسع قدراتنا للوصول إلى موارد جديدة، وبناء وصيانة البنية التحتية، وتنفيذ عمليات الوقاية من الكوارث والإنعاش – سواء كان ذلك في أعماق المحيطات والمناجم، أو في قمم الجبال، أو في الفضاء.