السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لطيفة بن زياتن مؤسس جمعية عماد للشباب والسلام لـ«الاتحاد»: الإمارات رائدة عالمياً في «الأخوّة الإنسانية»

لطيفة بن زياتن مؤسس جمعية عماد للشباب والسلام لـ«الاتحاد»: الإمارات رائدة عالمياً في «الأخوّة الإنسانية»
22 فبراير 2022 02:08

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

ثمّنت لطيفة بن زياتن الناشطة الفرنسية المعروفة في مجال مكافحة التطرف، جهود دولة الإمارات، في مكافحة التطرف والإرهاب، ودعم جهود السلم في العالم أجمع، والذي توّجته بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية.
 وأكدت لـ«الاتحاد» أن دولة الإمارات تشغل دوراً رائداً في مجال تحقيق أهداف الأخوّة الإنسانية، وفي تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمياً، والتصدي للتطرف الفكري وسلبياته، وتعزيز العلاقات الإنسانية، وإرساء قواعد جديدة بين أهل الأديان والعقائد المتعددة، تقوم على احترام الاختلاف. 

وأكدت بن زياتن، مؤسس جمعية عماد، والناشطة ضد التطرف، والحائزة جائزة زايد للأخوة الإنسانية، للدورة الأخيرة عام 2021، أن جائزة زايد للأخوّة الإنسانية، ساهمت في دعم مسيرتها المتمثلة في إسعاد أفراد المجتمع والعائلات وجيل الشباب، وقالت إنه منذ البداية كان هدفي إدخال السعادة لقرية كاملة أو لمجتمع معين بأكمله، وذلك من خلال تلبية متطلباتهم وحاجاتهم الأساسية وتقديم الدعم اللازم لهم للمضي قدماً وتفعيل دورهم في مسيرة التطور والازدهار والعدالة والمساواة. عندما أتمكن من تقديم الفرحة والبهجة لشخص ما، وأرى السعادة في عيونهم، أدرك في تلك اللحظة أنني تمكنت من تحقيق هدفي، وأشكر الله على نعمه وما قدمه لي لأكون منبعاً للحنان، وأكون قادرة على مساعدة الآخرين. تراودني دائماً صورة ولدي المتوفى، عندما أشاهد تلك الفرحة العارمة في عيون الآخرين، وأشعر بأنه سعيد وفخور بما تقدمه والدته من أعمال.
وأضافت: على المستوى الشخصي كان لفوزي بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية وقع خاص، لأنني أحسست بأنها نتيجة رائعة حققتها من خلال تقديم الأعمال الإنسانية، وثمرة مسيرتي الطويلة في هذا المجال. عند العودة إلى قريتي، توجهت حشود من الناس لاستقبالي، كنت أسمع دائماً كلمات الشكر والمديح، ولكنني قلت لهم «بل شكراً للشخص الذي أطلق جائزة زايد، فأنا مجرد رسول، ودوري يكمن في نشر رسالتها السامية، وأنا أشارككم ما يقدمونه لي». ولقد سُميت الجائزة باسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، تكريماً له، وتجسيداً لقيم التواضع والإنسانية التي عُرف بها الشيخ زايد عبر تاريخه، والتي تسعى الجائزة للاحتفاء بها. وحول أهمية التعايش والإخاء الإنساني كبديل للتطرف والعنف، أكدت زياتن أن التطرف والعنف تحد يومي يستهدف استقرار مجتمعاتنا وأمننا ويهدد كافة الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، نقضي عليه بالتسامح، التسامح هو أحد أهم العناصر لإنقاذ البشرية وتجاوز التحديات كافة. على كل فرد من أبناء المجتمع العمل على تجسيد مبدأ التسامح، والقيام بدوره على أكمل وجه، ليس من خلال الدعم المالي فقط، بل من خلال رسم ابتسامة على وجوه الآخرين. 
وتابعت: «سبق لي وأطلقت حركة خاصة بالسجناء تهدف إلى تبني التسامح نهجاً أساسياً في حياتهم اليومية داخل السجن وبعد الخروج»، لأن السجن عادة ما تكون الأماكن الأشد كراهية في العالم، حيث يعاني السجناء كثيراً من المشاكل التي تبدأ ولا تنتهي، وكان دوري هو تعزيز مفهوم السعادة والتعامل الحسن، لكي يتركوا وراءهم كافة المشاكل ومشاعر الكراهية، وينطلقوا بحياة جديدة خالية من المتاعب عنوانها المحبة والتآخي والتكاتف، ولينعموا بحياة طبيعية بعد السجن، ويتمتعوا بقضاء وقتهم مع من يحبون. 

 روح التسامح 
وفيما يتعلق بمدى قدرة الجائزة في تحقيق أهدافها داخل المجتمع الفرنسي، أكدت أن الجائزة بلا شك ساعدت  في الارتقاء بمخططي قدماً، وتمكنت أخيراً من افتتاح مركز لمحاربة حركات التطرف في فرنسا، وبث روح التسامح في المجتمع، وترسيخ ثقافة الانفتاح والحوار الحضاري، ونبذ التعصب والتطرف والانغلاق الفكري، وكل مظاهر التمييز بين الناس بسبب الدين أو الجنس، أو العرق أو اللون أو اللغة. أصبح الحلم حقيقة.. لم أستطع تحقيقه دون الفوز بالجائزة، لأنني لا أتلقى أي مساعدة من الحكومة الفرنسية.. كان للجائزة دور كبير في تحفيزي على متابعة مسيرتي والاستمرار بتبني نهج العطاء، وإسعاد الآخرين.
 وأشارت إلى شعورها بالسعادة الغامرة عند الفوز بالجائزة، وبفضل الجائزة اليوم لدينا مركز في فرنسا وخطتنا القادمة هي افتتاح مركز جديد في المغرب أيضاً، لأساعد المهاجرين الشباب الراغبين بالسفر إلى أوروبا، وأدعم مسيرتهم في تلقي التعليم، وأجد لهم عملاً مناسباً كريماً في بلدهم، بدلاً من إضاعة حياتهم في الحلم بالسفر والهجرة إلى أوروبا. كما أنها بفضل الجائزة استطاعت تقديم المساعدة لبعض المهاجرين، وتمكنت من التبرع بمبلغ معيّن لهم ولأسرهم.. وتطمح لطيفة من خلال المركز الجديد في المغرب بالوصول إلى المزيد من الأشخاص المحتاجين للمساعدة. شغلت جائزة زايد للأخوة الإنسانية أهمية كبيرة بالنسبة لي، فقد ساعدني الفوز بالجائزة المالية على العمل أكثر مع الشباب وكبار السن على حد سواء.

دوافع التطرف
وفيما يتعلق بعملها كمناهضة للتطرف، تناولت أبرز دوافع التطرف وكيف يمكن مواجهته، وقالت: يعد الوضع في فرنسا صعباً للغاية بالوقت الحاضر، هناك سوء فهم حول الدين الإسلامي على وجه الخصوص، وهناك جزء كبير من الكراهية في المجتمع الفرنسي، الأمر الذي يجعل إيجاد فرص عمل للشباب أمراً بغاية الصعوبة، لكنني على أهبة الاستعداد لمنح وقتي، وكل ما أملك لمساعدة الناس في فرنسا، لأنني على معرفة كاملة بصعوبة الحياة هناك، وكثير من الشباب غير مدركين أو غير مهتمين بهذه المشكلة التي تهدد مستقبلهم. لكني آمل بأن يساهم الجميع في هذا العالم في تجاوز هذا التحدي في سبيل إنقاذ البشرية.  
وأشارت إلى أن فرنسا تتميز ببيئة مشحونة بالنزاعات، وهناك العديد من الآراء والأفكار والمعتقدات الخاطئة، ووسائل الإعلام والسياسيون لا يؤدون دورهم بشكل صحيح، ما يولّد شحنة من عدم الثقة بقدراتهم لدى الأجيال القادمة، كما قد يستمر حديثنا عن البيئة الاجتماعية في فرنسا طويلاً، وقد ينساق الحديث عن  الكراهية والعنصرية بسبب اختلاف وجهات النظر والمفاهيم الخاطئة عن الإسلام. ولذا يكمن دورنا بالعمل بشكل جدي، لتعزيز الوعي وترسيخ المبادئ والقيم السامية لكافة الأديان، فلا بد لنا من تجاوز الصعوبات والعمل لمستقبل أفضل لنا ولأجيالنا.
وأوضحت الناشطة لطيفة بن زياتن أنها عند المشاركة عادة في مؤتمر صحفي حول الأخوة الإنسانية، أتكلم مع نفسي «إذا كان كل فرد منا قدم 5% من الجهد والعطاء لهذه القضايا السامية والمهمة، فسيكون العالم مكاناً مثالياً للعيش بالنسبة للجميع». علينا جميعاً الالتزام بتقديم المساعدة والوقوف بجانب بعضنا بعضاً، لأننا بالفعل قادرون على رسم ملامح مستقبل مشرق، إنها مسؤوليتنا جميعاً ويجب على الجميع المشاركة بقدر المستطاع إن لم يكن بالمال فليكن بالكلمة الطيبة.

فرنسية من أصول مغربية راح ابنها ضحية الإرهاب
لطيفة بن زياتن، مؤسس جمعية عماد، وناشطة ضد التطرف، تعد لطيفة أحد المكرمين عام 2021. بالجائزة العام الماضي، ولطيفة هي ناشطة فرنسية من أصول مغربية، كما أنها أُم كرست نفسها لتعزيز الوعي المجتمعي في مجال مواجهة التطرف والعنف، وكان ذلك نتيجة الصدمة القوية التي تعرضت لها عند فقدانها ابنها بطريقة مأساوية، إذ إنه قتل في هجوم نفذه إرهابيون عام 2012، مما ولّد داخلها قوة هائلة للتغلب على حزنها والخروج من محنتها، واتخاذ قرارها الحاسم لمكافحة قضية تطرف الشباب في فرنسا ودول العالم.
تحوّلت لناشطة ومناضلة معروفة على مستوى المجتمع المدني في فرنسا ودول أوروبا، تساهم بشكل مباشر بالتعاون مع أفراد المجتمع لمحاربة قضية تطرف الشباب ونشر رسالة المحبة والأخوّة الإنسانية باتباع نهج الحوار ونشر قيم الاحترام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©