عدد اليوم
سامي عبد الرؤوف (دبي)
نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة، في تأسيس تجربة عالمية وعربية فريدة في التنمية المستدامة والاهتمام بالإنسان في مختلف المجالات وبكل السبل التي تؤدي إلى رفعته وتحقيق غايته وتوفير متطلباته، باعتباره أسمى ما تملتك الأوطان. وفي هذا الإطار، استطاعت الدولة تحقيق إنجازات نوعية بفضل القدرات المتميزة للمنظومة الصحية بالدولة والدعم المتواصل من القيادة الرشيدة التي وفرت إمكانات استثنائية للجهات الصحية، لتعزيز مسيرة الدولة نحو التعافي من جائحة «كوفيد- 19»، للحفاظ على المكتسبات وحماية الموارد الوطنية.
وتمكن القطاع الصحي من تقديم مقومات الرعاية الصحية الملبية لاحتياجات المجتمع، من خلال عرض حزمة فريدة من الخدمات الصحية المبتكرة والمشاريع الوقائية والعلاجية المتوافقة مع أحدث التقنيات الطبية، ودمج التطبيقات الذكية في الخدمات الصحية والتطبيب عن بعد والذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية.
بالإضافة لبناء شراكات عالمية، لتنمية قطاع الأبحاث الصحية وفق أرقى الممارسات الأخلاقية، وتقديم حلول علاجية مستدامة للأمراض المزمنة والأوبئة، وذلك انسجاماً مع تطلعات عام الخمسين وتوجهات الدولة بالانتقال إلى مرحلة متقدمة على طريق حكومات المستقبل وتعزيز المكانة التنافسية نحو استشراف مستقبل الرعاية الصحية.
وتبنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية خلال العام الجاري، استراتيجية تقديم خدمات صحية شاملة ومبتكرة بمعايير عالمية، والوصول إلى منظومة صحية تسعد المجتمع وترعى صحته ليكون منتجاً للمعرفة.
ويعمل القطاع الصحي، على تمكين الخدمات الصحية المستقبلية، واستخدام نظم المعلومات الصحية وتطوير التكنولوجيا المناسبة لنظام إدارة صحة المجتمع ودمج الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية، ودورها في تحليل البيانات الضخمة والنماذج التنبؤية لإدارة المرافق الصحية.
مواجهة «كورونا»
ويمثل نجاح دولة الإمارات في التعامل مع جائحة «كورونا» أحد أبرز النتائج التي حققتها دولة الإمارات خلال عام 2021، على المستوى الوطني والعالمي، حيث أثبتت تقارير وشهادات المؤسسات الدولية نجاح دولة الإمارات في التعامل مع تداعيات انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وهو ما يجسد تميز دولتنا الحبيبة وقدراتها الفائقة وإمكانياتها الكبيرة.
وحققت دولة الإمارات مركزاً متقدماً عالمياً في مواجهة «كورونا»، وهذا اعتراف دولي بمستوى خدماتنا الصحية المتكاملة وعالية الجودة، وهو إنجاز يضعنا أمام مسؤولية مواصلة الالتزام بالمعايير العالمية في تطبيق البرامج الطبية المتخصصة وتوفير خدمات الرعاية الصحية بصفة عامة، وخاصة في أوقات الأوبئة».
وسطرت دولة الإمارات، فصلاً جديداً من فصول التفوق والريادة في سباقها نحو التميز بصعودها إلى مراكز متقدمة على سلم التنافسية العالمية في جميع المؤشرات والتقارير الرئيسية الصادرة عن العديد من المؤسسات الدولية، وذلك وفقاً لرؤية الإمارات 2021 التي تؤسس لاقتصاد معرفي وتنافسي منيع تقوده كفاءات إماراتية ماهرة وتعززه أفضل الخبرات بما يكفل الازدهار بعيد المدى للإماراتيين. وتقف القيادة الرشيدة، وراء هذه النتائج المتميزة والنجاح في التعامل مع واحدة من أكبر الأزمات العالمية، حيث حرصت القيادة على تطوير نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية من ناحية تقديم الخدمات وكفاية الكادر الطبي وتطوير جاهزية النظام الصحي، لتكون الإمارات من أفضل الدول في جودة الرعاية الصحية وتحقيق الاستدامة في الخدمات الصحية وتحقيق الأمن الصحي. ولم تأت مصادفة المستويات المتقدمة عالمياً في التعامل صحياً مع تداعيات فيروس «كورونا» المستجد، بل يقف وراءها جهد سنوات وامتلاك بنية صحية متطورة جعلت القطاع الصحي بمختلف أنواعه على مستوى الدولة، قادر ومستعد لمواجهة مثل هذه الظروف الاستثنائية. وأثبت خروج دولة الإمارات من أزمة «كورونا» للعالم أجمع أنه لا يوجد مستحيل في دولة الإمارات ولا يمكن للتحديات أن تقف أمام طموحها اللامحدود في ظل قيادة رشيدة حرصت منذ اليوم الأول على صحة وسلامة الجميع ولم تتوان في بذل كل الجهود في سبيل ذلك. وقدمت دولة الإمارات للعالم أجمع نموذجاً متميزاً للتعامل مع الجائحة وهو ما قوبل بإشادة وتقدير عالمي واسع، الأمر الذي يجعلنا أكثر عزيمة على مواصلة العمل جنباً إلى جنب لإبقاء اسم الإمارات حاضراً على مختلف الأصعدة والمحافل الدولية.
مؤسسة جديدة
ويعد الفصل الفعلي بين وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أحد أهم نتائج وإنجازات القطاع الصحي الاتحادي في العام الجاري، حيث سيؤدي إلى تعزيز دور وزارة الصحة ووقاية المجتمع كجهة تنظيمية وإشرافية أساسية لقطاع الرعاية الصحية، وتوفير أعلى مستوى من الرعاية الصحية المتميزة لأفراد مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال «مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية».
كما يؤدي إلى ضمان توفر بيئة إيجابية ومرنة للموظفين والعمل على تطوير قدراتهم، وتوفير أكبر قدر من الاستقلالية لمقدمي الخدمات من أجل الابتكار والتطوير.
ويأتي هذا النهج الاتحادي في إطار جهود إحداث تحول في مجال الرعاية الصحية، وتحسين تجربة المرضى في المنشآت الصحية، وتعزيز جودة وسلامة الخدمات الصحية المتعددة التخصصات، وتوفير أحدث الطرق العلاجية، وتقديم خدمات صحية تخصصية شاملة ومبتكرة بمعايير عالمية، من خلال المواظبة على استدعاء كل ما هو مبتكر في التكنولوجيا الطبية، وتجسيداً لكون الجودة وسلامة المرضى ركائز أساسية في التطوير الدائم للقطاع الصحي.
واستطاعت الجهة الاتحادية الوليدة «مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية» وضع وتنفيذ خطط العمل المتكاملة، وذلك بهدف ضمان تقديم أفضل الخدمات الصحية، من خلال توفير بيئة تنظيمية أكثر فعالية وكفاءة وتتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للمجتمع، وإتاحة خدمات رعاية صحية مستدامة وعالية الجودة، بما يتماشى مع رؤية الإمارات والمعايير العالمية، وبما يواكب التحديات الصحية الراهنة التي يعيشها العالم لاحتواء تداعيات «كوفيد- 19».
جوائز دولية
فازت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بجائزتين مرموقتين من المنظمة الدولية لنظم المعلومات وإدارة الرعاية الصحية «HIMSS-Elsevier Digital Healthcare Award Middle East2020» عن فئتي الابتكار والإنجازات في الرعاية الصحية بمجال تكنولوجيا المعلومات والصحة الرقمية. يأتي الفوز في إطار مسيرة حصد الإنجازات وترسيخ مكانة الدولة بين أفضل دول العالم في مجال الرعاية الصحية الإلكترونية والذكية.
وحصلت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، كأول جهة حكومية في العالم، على شهادة الاعتماد العالمي في إدارة الابتكار. محققة الفئة البلاتينية، وهي أعلى درجة في فئات التقييم الخاصة بالشهادة GC Mark، حيث يؤكد هذا الإنجاز تطبيق الوزارة والتزامها بالمواصفات العالمية الخاصة بإدارة الابتكار والاستثمار في التقنيات والممارسات العالمية لتطوير منظومة الابتكار والتأهيل المستمر للكوادر والكفاءات. كما حصلت الوزارة على شهادة الاعتماد العالمي في إدارة الأزمات الصحية «GC-Mark Crisis Management» محققة درجة الفئة البلاتينية، وهي أعلى درجة في فئات التقييم الخاصة بالشهادة.
ويؤكد هذا الإنجاز تطبيق الوزارة والتزامها بالمعايير العالمية وتتويجاً لجهودها المبذولة في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والمخاطر من خلال الجاهزية والخطط الاستباقية وتوفير برامج العمل المناسبة لضمان استمرارية الأعمال. ويعزز حصول الوزارة على الاعتماد الدولي في إدارة الأزمات من مكانتها في مصاف المؤسسات العريقة المطبقة لأفضل الممارسات والمعايير الدولية
ونالت الوزارة شهادة مواصفة الحوكمة BS13500، من المعهد البريطاني للمعايير BSI، في إنجاز جديد، يعزز ريادتها في تطبيق أفضل المقاييس العالمية في مجال نظم إدارة الحوكمة الفعّالة، بعد نجاحها بتطبيق نموذج الحوكمة المستند إلى الثقة والمساءلة والشفافية والممارسات العادلة، ويأتي الإنجاز بعد عمليات تدقيق شاملة.
التعليم والطفولة
وأنجزت الوزارة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ومركز أبوظبي للصحة العامة، دراسة لمعرفة أثر التعليم عن بُعد، والتباعد الاجتماعي، في السلوكيات الصحية لطلبة المدارس بدولة الإمارات، من خلال استبيان تم إرساله لأولياء أمور الطلبة، لتحديث قاعدة البيانات الصحية لطلبة المدارس، بهدف دعم استراتيجيات التخطيط والسياسات الصحية على مستوى الدولة، وتطوير السياسات والاستراتيجيات، لتحسين جودة خدمات الرعاية الصحية، بعد انتهاء مرحلة «كوفيد- 19» وأجرت الوزارة ثلاث عمليات لزراعة القوقعة الإلكترونية مجاناً في مستشفى القاسمي لطفلين من جنسية عربية بعمر سنتين وأربع سنوات، وشاب من جنسية عربية بعمر 35 سنة، كانوا جميعهم يعانون من الصمم الوراثي منذ الولادة والتهابات أذنية، وذلك في إطار مبادرة «ساعدني اسمع» ليبلغ بذلك عدد المستفيدين من زراعة القوقعة وإعادة السمع 50 أصم من المقيمين في الدولة من جميع الجنسيات.
علاج «كوفيد- 19»
وأعلنت الوزارة عن منح الاستخدام الطارئ لدواء جديد فعال لـ «كوفيد- 19» أنتجته شركة GSK العالمية، لتغدو بذلك دولة الإمارات الأولى عالمياً بعد تصديق وموافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA على الاستخدام الطارئ له، مما يمكّن من الاستخدام الفوري لهذا العلاج بالدولة، حيث سيسهم في الحد من عدد الحالات التي تستدعي الدخول إلى المستشفى لأكثر من 24 ساعة وخفض عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس «كوفيد19» بنسبة تصل إلى 85% عند إعطائه للمرضى كعلاج مبكر.
وتعد وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أول جهة اتحادية في المنطقة وأول جهة صحية عالمية تجمع 3 شهادات آيزو دفعة واحدة في إدارة وجودة البيانات، المعلوماتية الصحية، وإدارة الدراسات وتحليل البيانات وفق معايير الجودة العالمية. ويشكل هذا الإنجاز تأكيداً على التزام الوزارة بمعايير الجودة كمنهج عمل في إطار سعيها لتغدو مؤسسة رائدة مستدامة ومبتكرة وفق أفضل الممارسات العالمية
وأعلنت الوزارة أن دولة الإمارات ثاني دولة في العالم توافق على تسجيل واستخدام منتج «Lumakras» في الدولة لعلاج سرطان الرئة، حيث تأتي أهمية تسجيل الدواء في منح الأسبقية لمرضى سرطان الرئة بالدولة في الحصول على هذا الدواء المبتكر لتسريع الخطة العلاجية وتحسين جودة حياتهم، في إطار ريادة الإمارات عالمياً في استقطاب وتوفير الأدوية المبتكرة التي ثبتت فاعليتها وكفاءتها وإجازتها ضمن بروتوكولات العلاج، بما يسهم في تطوير المنظومة الدوائية وفق أفضل الممارسات العالمية.
منصة وطنية
أعلنت الوزارة عن إطلاق «نظام إدارة الصحة العامة» كمنصة وطنية وقاعدة بيانات مستقبلية مصممة خصيصاً لخلق بيئة رقمية داعمة للصحة، تسهم بتعزيز الوقاية وإدارة مشاريع الصحة العامة ومشاركة المجتمعات ومؤسسات المجتمع المدني في برامج تعزيز الصحة، بالتعاون مع الشركاء من القطاع الحكومي والخاص. وذلك في إطار نظام رعاية صحية يتسم بالاستجابة والاستدامة وتطبيق المعايير الدولية على إدارة البنية التحتية للمرافق الصحية في الدولة، ويستهدف تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض.
وحصلت الوزارة على شهادة الاعتماد العالمي في إدارة الإعلام الرقمي في الحالات الطارئة GC Mark محققة الفئة البلاتينية، وهي أعلى درجة في فئات التقييم الخاصة بالشهادة. ويمثل هذا الإنجاز تأكيداً على التزام الوزارة بمعايير الجودة كمنهج عمل وترسيخ السمعة المتميزة للدولة في ميادين التنافسية العالمية،
كما حصلت الوزارة على شهادة «الآيزو» في المطابقة العالمية للمواصفة الإرشادية في مجال استخدام وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ «ISO/ DIS 22329» من الهيئة العالمية لحلول الأعمال في الولايات المتحدة الأميركية.
ونالت الوزارة، جائزتين في درع الحكومة الذكية العربية بدورتها الـ 16 من أكاديمية جوائز التميز في المنطقة العربية عن فئتي حسابات التواصل الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية.
دواء الزهايمر
أعلنت الوزارة أن الإمارات ثاني دولة في العالم توافق على تسجيل واستخدام عقار أدوهيلم «أدوكانوماب» الأول والوحيد لعلاج المراحل المبكرة لمرض الزهايمر من إنتاج شركة «بيوجن»، بعد تصديقه واعتماده من هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA. دولة الإمارات من أسرع الدول على مستوى العالم في الاعتمادات الدوائية، بما يمنح حلولاً للمرضى في الدولة والمنطقة، ما يدفع لترسيخ مكانة الإمارات التنافسية في السوق الدوائي العالمي، لتغدو وجهة جذب رائدة للشركات الدوائية العالمية.
وحصلت الوزارة على المواصفة العالمية «آيزو» في إدارة الامتثال ISO 37301:2021 وإدارة مكافحة الرشوة ISO 37001:2016 من منظمة W3 Solution الأميركية.
