الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وزير التعليم المصري في حوار لـ «الاتحاد»: تعاون كبير بين الإمارات ومصر في التعليم الرقمي

وزير التعليم المصري طارق شوقي
11 فبراير 2022 01:28

أكرم ألفي وأحمد عاطف (القاهرة) 

أكد معالي الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر، أن هناك تعاوناً كبيراً في مجال التعليم بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، وخاصة في التعليم الرقمي، لافتاً إلى أن الاهتمام المشترك بين البلدين في التطوير خلق تناغماً كبيراً على الرغم من أن مصر بها 25 مليون طالب.
أضاف معاليه، خلال حواره مع «الاتحاد»، أن الشراكة المصرية الإماراتية في مجال التعليم بدأت قبل ظهور فيروس «كوفيد- 19» من خلال «بنك المعرفة» في عام 2016، وهو مصدر معرفي هائل سرعان ما تحول إلى مشروع واعد من الفكرة التي بدأ بها، وأنه البديل التكنولوجي لعصر الترجمة؛ لأنه بوتقة تحوي أحدث العلوم في كل الجوانب المعرفية.
وأشار إلى أن مصر بدأت توزيع أجهزة «تابلت» على الطلاب وتدشين الامتحانات الإلكترونية، وهو كان اهتماماً إماراتياً في هذا الشأن بتطوير منظومات التعلم، وأسفرت الجهود المشتركة بين البلدين واللقاءات العديدة عن الخروج بفكرة «المدرسة الرقمية»، خاصة أن المناهج الخاصة بالعلوم والرياضيات واللغة العربية واللغات مشتركة بين البلدين، وهناك فقط اختلاف في التاريخ والجغرافيا الخاصين بهوية كل دولة.
وكشف شوقي أن فكرة تطوير التعليم في مصر شاملة، وتهدف لإعادتها إلى عهدها الذهبي الذي كان في العقود الماضية، وكان يضيئوه علماء كبار قادوا العالم في الفلك والطب والعلوم المختلفة، ولكن حدث خلل معرفي؛ لذلك نحاول تغيير فكر تقديم الوجاهة الاجتماعية من امتلاك منزل وسيارة وأموال، إلى النظر لما بداخل البشر، باستعادة التنوير.
وأوضح، أن الوزارة تحاول بناء أجيال جديدة بفكر جديد، واصفاً الأمر بأنه «ليس سهلاً على الإطلاق»، فالتغيير الذي نستهدفه أكثر عمقاً من تغيير المناهج، ويحتاج إلى أجيال، فالثقافات قد تغيرت، لا سيما كان الطلاب في الماضي يدرسون مواد عن علماء وشعراء ومفكرين لهم أسماؤهم، أما الآن فتغيرت اهتماماتهم نحو الحفلات والمهرجانات، ونحاول إعادة الناس لقيمة العلم نفسها وليس فقط الأموال والشهادات.
ولفت إلى أن الوزارة تعكف على عملية الإسراع في الانتهاء من تطوير المناهج خلال فترة وجيزة، وقال: نبني الآن 3 مراحل دراسية في العام الواحد بدلاً من مرحلة واحدة، بحيث يتم إنجاز تطوير المناهج كاملة بنهاية عام 2025 بدلاً من عام 2030 وسيتم اختصار 5 سنوات في تلك العملية.
وأضاف: نأمل من أولياء الأمور التفاعل مع تطوير المناهج، وعدم اعتبار الامتحان للنجاح فقط، لأن التعليم هدفه الفهم والتعلم، واكتشفنا عمق المشكلة في التعامل مع النظام التعليمي الجديد؛ لأن الجميع لا يزال يرى أن المناهج عبء عليه ويحتاج للامتحان لكي ينجح.

  • وزير التعليم في حديث مع «الاتحاد» (تصوير سعيد عبد الحميد)
    وزير التعليم في حديث مع «الاتحاد» (تصوير سعيد عبد الحميد)

واستطرد معالي الدكتور طارق شوقي: أن هناك حالة هيسترية بلا سبب حول السنة الرابعة من التعليم الابتدائي وامتحاناتها، وبين عشية وضحاها ساد صمت كبير، وبدلاً من الهجوم علينا قدموا لنا الشكر، وتبين أن الأزمة تعود لنظرة الأهالي ومخاوفهم لأنهم يحصرون المنظومة التعليمية كلها في الامتحانات فقط.
وشدد على أن الأزمة التي تواجه مصر في تطور التعليم هي عدم معرفة مضمون وأهداف المناهج، ويشكون منها لأنها غيرت الخطط، ولذلك الامتحانات الإلكترونية توفر الكثير وكذلك لمأمونية التصحيح وعدم ضياع الحقوق ومنعاً للغش، ومع ذلك نسير جنباً إلى جنب ونطبق الامتحان الورقي والإلكتروني معاً، وخلال انتشار جائحة «كوفيد-19» بدأت الوزارة تطبيق نظام الامتحانات الإلكترونية بـ«الثانوية العامة»، لتفادي التظلمات والغش وتبديل الأوراق. 
وأعرب عن أمنيته في أن يصحح الأهالي مفاهيمهم عن التعليم، حيث إن النظام القديم كان يُخرّج مُتعلمين جاهلين، وكانت خدعة تحقق الأهداف، لكننا نحاول تغييرها، وقد حققنا إنجازات على أرض الواقع وبدأنا نجني الثمار، فمثلاً، يدخل يومياً على المنصات التي دشناها 10 ملايين يتعلمون من خلالها، وهو مشروع قومي، ما كان موجوداً لولا إيمان القيادة السياسية بالهدف والحلم وإعادة بناء الشخصية المصرية ونشر الوعي وتأكيد الهوية. 
وأضاف: لدي ثقة كبيرة فيما أفعله وأنه الصحيح، فقد عملت في أميركا 20 سنة وفى «اليونسكو» 15 سنة، وكنت أتساءل لماذا لا يحظى تلاميذ مصر بنفس الفرص التعليمية الجيدة، والآن يجب أن يدرك المصريون أن المناهج الجديدة لم نكن نحلم بها في الماضي وكانت فقط بالمدارس الدولية وللأغنياء فقط، وتطوير التعليم مشروع الدولة، وهي مستمرة فيه وليس مرتبطاً بشخص الوزير، فنحن نعد جيلاً ليتحمل مسؤوليات المستقبل.

المستقبل
وحول مستقبل التعليم، كشف شوقي عن أنه في الصف الأول الإعدادي سيتم استحداث كتاب بعنوان «وظائف المستقبل» يعنى بكل ما ستتم دراسته وإمكانية العمل من خلال فرص العمل المتاحة، واتجهنا لإلغاء التشعيب في القسم العلمي بالثانوية العامة، تماشياً مع أنظمة التعليم الدولية.
وأعلن شوقي أن الوزارة أنشأت أكاديمية لتأهيل المعلمين ليكونوا أكفاء في التخصصات الجديدة وهو ليس أمراً سهلاً، ودشنا لأول مرة هيئة للجودة بعنوان «إتقان»، للاعتماد الدولي، حيث تقوم الدول المتقدمة باعتماد مدارسنا، ونطورها بما يتناسب مع ما تحتاج إليه من مناهج أو معلمين، لتكون أمام خريجينا فرص عمل فعلية.

التعليم الفني
حول تطوير التعليم الفني، أكد أنه له نفس أهمية التعليم العام، ولدينا به نحو مليوني طالب، ونسبة التلاميذ الحاصلين على الإعدادية الذين يتقدمون له أكبر وتصل إلى 55% ونحاول بقدر الإمكان زيادتها، وكان يحتاج لثورة كبيرة لأننا غيرنا أيضاً 80% من المناهج التي تحتوي على أكثر من 200 تخصص. 
وأكد الدكتور شوقي أن التعليم الفني اختلف بشكل كبير عن الماضي، ونفذنا ما يسمى بنظام الجدارات والتعليم المزدوج، أي أن الدراسة 4 أيام عملياً ويومان نظرياً، وبدأنا مشروعاً واعداً، وهو التكنولوجيا التطبيقية، التي ستكون «براند» مصرياً.
وقال إن الحكومة تتعاون مع كبريات الشركات الصناعية والفنية في مصر، وأنشأت بها مدارس متخصصة توفر الدراسة والتدريب العملي داخل المصانع، وبعد تخرجهم يعملون في نفس الشركة أو المصنع، وقد تم تطوير مدارس في الذكاء الاصطناعي والتصاميم والمجوهرات والروبوتات، وتم الوصول لـ 34 مدرسة خلال 3 سنوات في كل التخصصات غير التقليدية، وتم ربطها بسوق العمل بشكل مباشر فلا يكون هناك عاطلون من الخريجين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©