أحمد شعبان (القاهرة)
أكد الدكتور أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، أن تحديد جائزة للتحفيز والدفع بمشاعر البشرية نحو التآخي والحب مثل «جائزة الشيخ زايد للأخوة الإنسانية»، لا شك فهو عمل جليل، ويفوق الجوائز العالمية الكبرى التي تُرصد للتفوق في العلوم، مؤكداً أن الجائزة مهمة لأن هدفها سامي يستهدف الإنسانية حتى تعيش في سلام وأمان وتنبذ العنف والتطرف والإرهاب والعنصرية والكراهية.
وأضاف عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر خلال حواره لـ«الاتحاد»: أن أهمية جائزة زايد للأخوة الإنسانية تنبع من أهمية اسمها الذي يرتبط باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي أسس الدولة على السلام والعيش المشترك وقبول الآخر.
وأشار «حسين» إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة في المبادرات الإنسانية التي تحث على نشر قيم التسامح والسلام والأخوة الإنسانية، وتابع قائلاً: «أيادي الإمارات الخيرية والإنسانية ممتدة في كل ربوع عالمنا العربي والإسلامي، ومما يؤكد ذلك رعايتها لوثيقة الأخوة الإنسانية التي خرجت من أرض السلام والتي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبابا الفاتيكان في أبوظبي 2019، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة».
وقال عميد كلية الدعوة: «إن احتضان الإمارات لوثيقة الأخوة الإنسانية، دعوة تُكرس للم شمل العالم كله وليس العرب والمسلمين فقط، وهو دور مشكور جداً وفي غاية الروعة، وليس غريباً على حكام الإمارات الذين يبذلون كل ما يملكون من الجهد والوقت والمال في سبيل الدعوة إلى الأخوة الإنسانية، مؤكداً أن هذا الجهد هو محل تقدير من شعوب العالم.
وأكد أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، رجل السلام ورمز للخير والعطاء في عالمنا العربي والإسلامي، لافتاً إلى أنه ليس غريباً على دولة الإمارات العربية المتحدة ولا على حكامها أن تُرصد جائزة لهذا المعنى السامي، مؤكداً أن الجائزة في غاية الأهمية، وموضوعها نبيل وسامي.
وثمن «حسين» ارتباط اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، بهذه الجائزة العالمية، مؤكداً أن هذا أقل شيء ممكن أن يُقدم إلى هذا الاسم النبيل، في عالم الأخوة الإنسانية وفي عالم فعل الخير والتعاون والتعاضد والكرم والسمو والسلام والمحبة، مؤكداً أن الشيخ زايد يده بيضاء ممتدة في أطراف عالمنا العربي والإسلامي، مشيراً إلى أعمال الخير التي ملأت ربوع مصر من مدن ومستشفيات ومساجد ومدارس وأعمال إنسانية وخيرية ما زالت تعمل وتُعطي الخير للبشرية حتى يومنا هذا على نفقته الخاصة.
حب وسلام
شدد «حسين» على ضرورة وأهمية أن يتسع نطاق الجائزة لتشمل كل من يُقدم للبشرية مشروع حب وأمن وطمأنينة وسلام، ومشروع أخوة يجمع أطراف البشرية عامة بغض النظر عن دياناتها وأعراقها ولغاتها، ولا تقتصر فقط على أن يكون حائز هذه الجائزة من الديانات الكبرى، مضيفاً: «نرحب بأي إنسان قدم للبشرية ما يحقق أمنها ورخاءها وسلامها، ومن يكون داعية حب وسلام في العالم ويُشيع هذا المعنى السامي الذي لم تخلق البشرية إلا من أجله».
ولفت إلى قول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»، سورة الحجرات الآية 13، مؤكداً أن التعارف والتقارب والتحاب والتعاون والتعاضد والوحدة هدف سامي كبير للبشرية، وأن هذا هو الأصل في الإنسان، بأن تسمو مشاعر النبل والأخوة على أي مشاعر أخرى.