أبوظبي (الاتحاد) شاركت 32 دولة حول العالم في إضاءة مجموعة من أبرز معالمها البالغ عددها 100 وجهة تاريخية، احتفاءً باليوم العالمي السنوي الثالث للأمراض المدارية المهملة، الذي يوافق 30 يناير 2022، ومنها برج الجرس في أستراليا، وبرج طوكيو، وسور الصين العظيم، وبرج كوالالمبور، وجسر الشيخ زايد في أبوظبي، وإكسبو 2020 في دبي، ومبنى الكولوسيوم في روما، ونافورة جنيف، وشلالات نياجرا، وبرج سي إن في كندا، ومكتبة كارتر الرئاسية، وتمثال المسيح الفادي في البرازيل.
وشهدت مراسم الاحتفال التركيز على إضاءة معالم بارزة وشهيرة في دول تنتشر فيها الأمراض المدارية مثل بنغلاديش، والبرازيل، وبوروندي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا، وغانا، والهند، وكينيا، وليبيريا، والنيجر، ونيجيريا، والفلبين، ورواندا، وجنوب السودان، والسودان، وتوغو. كما ستضاء العديد من المعالم الأثرية والجامعات والمباني الشهيرة في أبوظبي، حيث أعلن عن تحديد اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة في عام 2019.
وتهدف مبادرة إضاءة 100 معلم شهير بشكل متزامن إلى تعزيز الوعي بالأمراض المدارية المهملة والسعي للقضاء عليها. ويتوافق الهدف من إطلاق اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة مع أهداف منظمة الصحة العالمية المتمثلة باستئصال أحد الأمراض المدارية المهملة نهائياً في 100 دولة بحلول عام 2030.
ويؤكد اليوم العالمي للأمراض المدارية على أهمية تحفيز مجتمع الصحة العالمي من أجل التعاون وبذل المزيد من الجهود للقضاء على الأمراض المدارية المهملة، فضلاً عن إشراك أفراد المجتمع في تلك الجهود. وأطلقت مجموعة Uniting to Combat حملة «نلتزم بنسبة 100%» بالتزامن مع اليوم العالمي للأمراض المدارية لهذا العام. وتهدف الحملة إلى توحيد الجهود والتعاون وتأمين العوامل الأساسية والمالية دعماً لـ «إعلان كيغالي» بشأن الأمراض المدارية المهملة، حيث يعد إعلاناً سياسياً رفيع المستوى، يهدف إلى استئصال الأمراض المدارية، والقضاء عليها من تسخير الجهود المجتمعية، والموارد، واتباع مجموعة من الإجراءات الهامة، لإنهاء المعاناة من هذه الأمراض وما تسببه من خسائر على الدول.
وبهذه المناسبة صرحت ثوكو بولي، المدير التنفيذي لمجموعة Uniting to Combat: «حقق إعلان لندن بخصوص الأمراض المدارية المهملة نجاحاً منقطع النظير، واعترافاً بالمشهد العالمي المتغير، فإننا نوظف اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة 2022 ليكون محفزاً للوعي المجتمعي وتجسيده بأفعال ملموسة على أرض الواقع. نطلق اليوم حملة «نلتزم بنسبة 100%» التي تشكل حركة عالمية لحشد الجهود والموارد وتوفير العوامل الأساسية اللازمة لتحقيق أهدفنا المتمثلة بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة وبشكل حاسم، ومساعدة البلدان المتضررة على النهوض وتجاوز تلك الأمراض. ولتحقيق تلك الأهداف المنشودة نسعى دائماً إلى ترسيخ تعاوننا مع «إعلان كيغالي» الجديد بشأن الأمراض المدارية المهملة».
يعد اعتراف منظمة الصحة العالمية الرسمي باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة في مايو 2021، تتويجاً لجهود دولة الإمارات، للحصول على هذا الاعتراف الرسمي بهذا اليوم، كما كان للعديد من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية دور فعال في ترسيخ العلاقات وتوحيد الآراء والأهداف دعماً لتخصيص يوم عالمي للأمراض المدارية سنوياً. ونال قرار دولة الإمارات إلى جانب عمان والبرازيل بإطلاق هذا اليوم اعتماد جميع الدول الأعضاء وبالإجماع. ويتولى ديوان ولي عهد أبوظبي دوراً ريادياً في تحفيز الشركاء ودعم اليوم العالمي سنوياً للأمراض المدارية المُهملة من خلال مبادرة «بلوغ الميل الأخير» التي تضم مجموعة من البرامج الصحية العالمية الهادفة إلى القضاء على الأمراض، وذلك في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي تصريح له، قال نصار المبارك، المدير أول بديوان ولي عهد أبوظبي: «يمثل اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة حافزاً مهماً لترجمة الوعي إلى أفعال حقيقية، فالأمر لا يقتصر على نشر الوعي في المجتمع فحسب، وإنما يجتاز تلك المرحلة بخطوات كثيرة، نحو التطبيق الفعلي واتخاذ الخطوات الثابتة من خلال إطلاق تعاون مشترك يجمع بين الشركات المانحة والدول المتضررة والمعنيين من أجل الحد من انتشار الأمراض المدارية. شهدنا إحراز تقدم ملحوظ على مدى العقود القليلة الماضي، لإنهاء الأمراض المدارية المهملة، ومع ذلك، لا يزال واحد من بين كل خمسة أشخاص في المجتمعات المهمشة في جميع أنحاء العالم متأثراً بهذه الأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها».
وأضاف: «يسعدنا الاحتفاء باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة، الذي يمثل منصة رائدة لرفع مستوى الوعي في الوقت الحالي، كما يشكل مناسبة هامة لإطلاق الحملة الجديدة «نلتزم بنسبة 100%» تحت إشراف Uniting to Combat، التي ساهمت في تنظيم إضاءة أهم المعالم حول العالم. نأمل أن تستمر هذه الحركة في اكتساب الزخم والاهتمام، والعمل على إطلاق شراكات جديدة للتغلب على الأمراض المدارية المهملة بشكل جذري».
تلقي الأمراض المدارية المُهملة بأثرها على أكثر من 1.7 مليار شخص، تتضمن معاناة أكثر مليار طفل. وتعاني بعض الدول من وجود 20 مرضاً تُعرف باسم «الأمراض المدارية المُهملة»، منها العمى النهري (داء كلابية الذنب)، والجذام، وداء الفيل (داء الفيلاريات اللمفي) ومرض دودة غينيا، وداء الكلب، والديدان المعوية (الديدان المنقولة بالتربة). وتسبب الأمراض المدارية المهملة معاناة لا حصر لها في البلدان والمجتمعات، التي يكون التأثير في معظمها على الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع، وضمن مجتمعات نائية، دون إمكانية الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه النظيفة. وتكبد هذه الأمراض الاقتصادات النامية مليارات الدولارات سنوياً.
تظهر الأبحاث أن النساء والفتيات يتأثرن بشكل كبير بالأمراض المدارية المهملة في المجتمعات النائية والفقيرة، حيث يواجهن صعوبة أكبر في الوصول إلى الرعاية الصحية بالمقارنة مع الرجال. ويعود السبب في ذلك إلى روتين حياتهن اليومي، وممارستهن لأنشطة عالية الخطورة مثل غسل الملابس في الأنهار الملوثة. بالإضافة إلى ذلك، عندما يصاب شخص ما بالمرض ضمن الأسرة، يقع عبء تقديم الرعاية الصحية عادةً على عاتق النساء والفتيات، اللاتي يضطررن غالباً إلى التضحية بعملهن أو تعليمهن لتوفير الرعاية.
يصادف اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة هذا العام مرور 10 سنوات على «إعلان لندن» لعام 2012 بشأن الأمراض المدارية المهملة الذي يجمع بين شركات الأدوية والجهات الخيرية والبلدان الموبوءة والمنظمات غير الحكومية، من أجل زيادة الاستثمار والعمل على القضاء على الأمراض المدارية المهملة. منذ ذلك الحين، تشمل النجاحات الرئيسية ما يلي:
تبرعات شركات الأدوية بأكثر من 13 مليار علاج فعال.
وصول العلاج إلى مليار شخص كل عام (من 2015 إلى 2019، قبل انتشار جائحة كوفيد-19)
تمكن 35 دولة من القضاء نهائياً على واحد من الأمراض المدارية المهملة على الأقل، وبذلك أصبح المجموع الدول المتأثرة حتى الآن 43 دولة.
تعافي أكثر من 600 مليون شخص من أعراض الأمراض المدارية، ولم يعودوا بحاجة إلى الأدوية والرعاية الطبية.
تسبب تفشي جائحة كوفيد–19 في زيادة تأثير الأمراض المدارية المُهملة على المجتمعات، ووضع ضغوطات كبيرة على عاتق قطاعات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، ما سبب إعاقة تقدم برنامج الأمراض المدارية المهملة بشكل خاص. وتشير دراسة استقصائية أجرتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً إلى أن برامج الأمراض المدارية المهملة كان من بين الخدمات الصحية الأكثر تضرراً أثناء الجائحة. ومنذ مستهل عام 2021، تأثرت 44% من الدول إجمالاً، و19% من الدول التي تنتشر فيها الأمراض. وكان برامج الأمراض المدارية المهملة الأشد تضرراً في الخدمات الصحية.
يعد الاستثمار في الصحة العالمية وسيلة فعالة لتحقيق المزيد من الازدهار وحماية المجتمعات حول العالم من الأمراض المعدية، وإنهاء التهديدات الصحية التي تواجه المجتمعات كافة، والاستعداد بمستوى أعلى من المرونة لمواجهة الأوبئة في المستقبل.