إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)
تضم محمية بينونة الكبرى مجموعة كبيرة من النباتات المحلية التي تنتشر بين سهولها وتضاريسها المختلفة مثل نبات القصبا، والذانون والحاذ والطرثوث والثندة، وهناك العلقا والغريرة والرمث، إلى جانب الرمرام والحلم والقرنوه، والسعدان، والرقيقة، والغضراف، والنصي، والسبط، والهرم، ويعتبر الغطاء النباتي في هذه المنطقة جيداً نسبياً، وذلك في إطار المحافظة على البيئة والاهتمام بالحياة البرية، ونثر البذور البرية فيها، بهدف الحفاظ على النباتات المحلية والتشجيع على زراعتها وزيادة مساحتها.
تسهم النباتات المحلية في المحافظة على التوازن البيئي، وتساعد على تنقية الهواء وإمداد المنطقة بالأكسجين، بالإضافة إلى ترشيد استهلاك مياه الري، حيث إن حاجتها للمياه قليلة للغاية، كما أنها لا تتطلب الكثير من عمليات الصيانة، وتتميز النباتات البرية، المدرجة في جميع عقود التشغيل والصيانة، بالعديد من الفوائد كانخفاض استهلاك مياه الري، وبنسبة توفير تصل إلى نحو 80%، من معدل استهلاك النباتات الأخرى، وانخفاض تكلفة التشغيل والصيانة، وبنسبة توفير تصل إلى نحو 60% من تكلفة النباتات الأخرى، علاوةً على تقليل نسبة التلوث، وذلك نتيجة لقلة عمليات التسميد، واستخدام المبيدات الحشرية.
وتعتبر محمية بينونة الكبرى من المحميات الأولى التي أطلقت فيها طيور الحبارى، وهي طائر بري يعيش في منطقة الخليج، حيث تحتوي المحمية على مساحات واسعة مزروعة وسهول ساحلية رملية وتضاريس يغطيها الحصى الرملي، وتضم مجموعة نادرة من الطيور، بجانب النباتات البرية المحلية التي تنتشر بين سهولها، وتزدهر مع هطول الأمطار في منظر بديع يخطف الأنظار.
وتقع محمية بينونة أو ما يطلق عليها «محمية الحبارى» في الجزء الغربي من إمارة أبوظبي في منطقة الظفرة، وتبلغ مساحتها نحو 769 كيلومتراً مربعاً، وتشتمل على البيئات الرئيسة في المحمية من المسطحات الرملية والسهول الحصوية والسبخة، والكثبان الرملية الصغيرة، وتتكون من الرمال الضارب لونها إلى البياض في معظم المناطق، كما توجد أيضاً الغابات المزروعة ضمن حدود المحمية، وتكمن أهميتها بأنها من أول المواقع التي تم تسجيل تعشيش لطائر الحبارى فيها.
وتأسست المحمية عام 2008، لهدف رئيس وهو حماية المواطن الطبيعية الملائمة لتربية الحبارى، وتحتضن العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية المهمة محلياً وعالمياً، مثل الغزال الرملي والأرنب البري والورل الصحراوي، والسحلية شوكية الذيل والقنفذ الصحراوي، بالإضافة إلى العديد من أنواع الزواحف والثدييات الصغيرة.
3500 طائر
تولي الإمارات أهمية كبيرة للحفاظ على الحبارى من الانقراض، حيث تطلق سنوياً أكثر من 3500 طائر من الحبارى، والتي بدأت تتكاثر وتستوطن مناطق في الظفرة، كما تنتج الإمارات أكثر من 50 ألف طائر سنوياً، فيما بلغ إجمالي عدد طيور الحبارى التي أنتجتها الدولة منذ بداية مشروع تكاثر الطائر نحو 425 ألف طائر.