شروق عوض (دبي)
أكد محمد الظنحاني، مدير إدارة التنمية والصحة الزراعية في وزارة التغير المناخي والبيئة، أنّ الوزارة تطور خلال العام الجاري، بالتعاون مع الجهات والهيئات المحلية المختصة بتنمية القطاع الزراعي، سلالات نحل متأقلمة مع الظروف البيئية المحلية وقادرة على الاستمرار طوال العام وذات إنتاجية عالية الجودة، لتحقيق عدة أهداف أهمها تقليل الاعتماد على استيراد النحل من الخارج، وضمان استدامة تربية النحل في الدولة.
وأوضح الظنحاني في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن تلك الخطوة تعد واحدة ضمن الحلول التي اتخذتها الوزارة بشأن لجم التحديات التي يواجهها منتجو العسل في الدولة، مؤكداً أنّ العسل المحلي يتصف بجودة عالية كونه ينتج عن نباتات طبيعية تنمو في بيئة جافة ومناطق جبلية، ما يعني أنّ العسل المنتج يتصف بنسبة رطوبة منخفضة وأفضل صحياً، كون الرحيق الذي يجمعه النحل لصنع العسل طبيعياً وينتج أفخر الأنواع مثل عسل «السدر» و«السمر» واللذين يعدان من أفضل الأنواع لدى المستهلكين.
ولفت إلى إيلاء وزارة التغير المناخي والبيئة أهمية خاصة لقطاع نحل العسل، حيث تعمل بشكل مستمر على تنميته وتطويره، وذلك انطلاقاً من هدفين استراتيجيين هما تعزيز التنوع الغذائي وضمان استدامته، واستدامة النظم الطبيعية، وإدراكاً منها للدور الذي يلعبه نحل العسل في تحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية، مشيراً إلى أنّ الوزارة وضعت عدة محاور لتنمية قطاع النحل خلال السنوات الماضية، منها التشريعات الخاصة باستيراد وتداول نحل العسل ومنتجاته، والتي تحدد سلالاته المسموح باستيرادها والمحظورة ومواصفات النحل المستورد وتنويع مصادر استيراد ملكات النحل، لضمان الحصول على أفضل السلالات، وتنفيذ برامج الإرشاد المتخصصة، وتدريب النحّالين، وإصدار النشرات الفنية، والترويج والتعريف بالنحالين الإماراتيين ضمن الفعاليات والمهرجانات الخاصة بالنحل، بالإضافة إلى تعزيز برامج الرقابة على المنتجات، بالتعاون مع السلطات المختصة، وغيرها الكثير.
ربط المنتجين بمنافذ البيع
وأشار إلى أن الوزارة قامت مؤخراً بتنفيذ خطتين خاصتين بتطوير قطاع النحل المحلي، الأولى تأسيس منصة إلكترونية ببيانات النحّالين الإماراتيين، لإظهار توزيعهم في الدولة ومعلومات خاصة بأسمائهم وأعداد خلايا النحل في مزارعهم والغرض من الإنتاج ومواقع ومواسم الإنتاج وعدد سنوات الخبرة وغيرها، وبهدف تطوير الإنتاج وتحقيق أكبر فائدة للنحّالين من خدمات الوزارة المقدمة لهم وتسريع الإجراءات، والثانية ربط منتجي العسل مع منافذ البيع مباشرة، بهدف تحقيق أفضل عائد للمنتجين ومد تلك المنافذ بأجود الأنواع المحلية.
آلاف الأطنان سنوياً
وذكر محمد الظنحاني أن تربية نحل العسل تلقى اهتماماً خاصاً في دولة الإمارات، فبحسب الجمعية العربية لتربية النحل يوجد ما يزيد على (1.200.000) خلية نحل في إمارات الدولة، ويتم إنتاج آلاف الأطنان من عسل النحل سنوياً للاستهلاك المحلي والتصدير، وتقام سنوياً العديد من المعارض والمهرجان الخاص بهذا المجال، والتي تعمل على تطويره وتنميته وضمان استدامته.
وأكد أنّ العسل المحلي يتصف بجودة عالية كونه ينتج عن نباتات طبيعية تنمو في بيئة جافة ومناطق جبلية.
عوامل الإنتاج
بيّن أن إنتاج العسل المحلي يعتمد على عدة عوامل، منها المواسم ووجود المراعي والمحميات المناسبة، حيث كلما زادت كمية وتنوع النباتات الزهرية المناسبة في المراعي والمحميات ووفرتها على مدار العام، كان ذلك عاملاً مهماً في استدامة النحل وزيادة إنتاجه، الأمر الذي يمنح النحل فرصة مناسبة لجمع الرحيق وحبوب اللقاح بكميات كافية على مدار العام لاستمرار دورة حياته وإنتاج كميات وافرة من الشمع والعسل، كما أنه كلما كان الموسم المطري جيداً، سينعكس ذلك على إنتاجية العسل، كون الأمطار تساهم في زيادة النباتات الزهرية الخاصة بنحل العسل وتنوعها مما يزيد من إنتاجيته، بالإضافة إلى عامل آخر يتمثل في اختيار السلالة المناسبة لظروف الدولة، على أن تكون متحملة للظروف المناخية، مع التركيز على اختيار ملكة ذات مواصفات جيدة وخالية من الأمراض ومن مصدر موثوق، ولا يتجاوز عمرها سنتين لضمان إنتاج نحل نشط وصحي، في حين يعد الاهتمام برعاية النحل وحمايته من الآفات والأمراض عاملاً مهماً لزيادة إنتاج العسل المحلي.
الكوادر الوطنية
أشار مدير إدارة التنمية والصحة الزراعية في وزارة التغير المناخي والبيئة إلى استمرارية الوزارة بإجراء الدراسات والأبحاث اللازمة لتطوير الأساليب والممارسات المتبعة في تربية النحل واختبارها، بهدف تعميمها على النحالين ودعم مربي النحل وإنتاج العسل، وتحفيز المزيد من المربين لتعزيز كفاءة واستدامة هذا القطاع الحيوي، وتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية على تشخيص الأمراض والآفات ومساعدة مربي النحل في الكشف عن الأمراض في المناحل وتقديم التوصيات والمشورة الفنية اللازمة لمكافحة هذه الأمراض والآفات، بالإضافة إلى تطوير البرامج والخطط الإرشادية التي تضمن نقل المعرفة لمربي النحل في كافة إمارات الدولة وغيرها الكثير.