آمنة الكتبي (دبي)
تدخل دولة الإمارات مرحلة ما بعد الخمسين برؤية طموحة تستشرف المستقبل، وترسخ ثقافة التميز لمتابعة مسيرة الدولة في أن تكون في مقدمة دول العالم في التنافسية على مختلف الصعد، وتحقيق قفزات نوعية في شتى المجالات، حيث حققت خلال مدة وجيزة من عمرها، إنجازات كبرى في مسيرتها التنموية وفي تاريخ الأمم والشعوب، وتبوّأت مراكز ريادية عالمياً في مختلف القطاعات والمجالات، لتكون من أفضل الحكومات والدول في كل المؤشرات العالمية. وشكلت 5 ركائز رئيسة محركات الاقتصاد الوطني خلال عام 2021، بدءاً من إطلاق الاستراتيجية الصناعية بقيمة 300 مليار درهم، مروراً بالحدث التاريخي بالإعلان عن تداول خام مربان، سيراً إلى إطلاق الحزم الأولى لمبادرات الخمسين، وانطلاقة الحدث الأكبر عالمياً «إكسبو 2020 دبي»، وصولاً للإعلان عن اعتماد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أضخم تطوير تشريعي في تاريخ الإمارات، والذي تضمن أكثر من 40 قانوناً في مختلف المجالات، تستهدف تحقيق طموحات وتطلعات الإمارات للخمسين المقبلة، وشهد عام 2021 تحقيق الإمارات أرقاماً قياسية كثيرة في مؤشرات التنافسية العالمية والإعلان عن مشاريع استثمارية ضخمة وخطط استراتيجية تستهدف تحقيق التنمية المستدامة بمختلف القطاعات، وفق أعلى المعايير العالمية، ما جعل عام الخمسين يحقق ثنائية استثنائية باختتام خمسة عقود من عمر الدولة، وتدشين خمسة عقود جديدة، تستند إلى منجزات تاريخية متفردة.
ويشير تقرير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، إلى أداء حكومة الإمارات في عام 2021، حيث يبرز جهود الحكومة الاتحادية والمحلية، حيث استعرض التقرير أهم الأرقام والبيانات، إلى جانب المشاريع التنموية التي عززت من أداء الدولة في تقارير التنافسية العالمية خلال عام 2021، لتكون الإمارات الأولى عالمياً في 152 مؤشراً، ومن الدول الـ5 الأوائل عالمياً في 274 مؤشراً، ومن أفضل 10 دول في 425 مؤشراً عالمياً.
وتصدرت دولة الإمارات بحصولها على المركز الأول عالمياً في عدد من المؤشرات، منها الحكومة، والأمن والأمان، ومؤشر المالية والضرائب، والاقتصاد، والتكنولوجيا المتقدمة، والبيئة والتغير المناخي، والتعليم، ورأس المال البشري، وتنمية المجتمع، والطاقة والبنية التحتية، والصحة وغيرها من المؤشرات.
الإمارات الأولى
ويرصد التقرير أداء حكومة الإمارات في مختلف القطاعات، منها القطاع الصحي، حيث حلت الدولة في المركز الأول عالمياً في أعداد المستشفيات المعتمدة دولياً، بحسب اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية JCI، وهو مؤشر مهم يعكس تطور هذا القطاع خلال السنوات الماضية.
خلق فرص اقتصادية
ويشهد العام الجاري تحقيق مشاريع متميزة في مختلف الصعد، منها «قمة الإمارات للاستثمار»، وهي قمة تجمع صناديق الاستثمار مع الحكومات لخلق فرص اقتصادية، حيث تهدف إلى استقطاب 550 مليار درهم من الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد إلى الدولة خلال السنوات التسع المقبلة، وستشكل القمة التي ستعقد في الربع الأول من عام 2022، أكبر تجمع للقادة والمستثمرين في العالم، لإطلاق تحالفات اقتصادية ومشاريع اقتصادية وبناء شراكات مستدامة بين الحكومات والمستثمرين العالميين وشركات القطاع الخاص.
قمة PyCon العالمية للبرمجة
وستنطلق خلال النصف الثاني من العام الجاري فعاليات «قمة PyCon العالمية للبرمجة»، وهي القمة الأكبر في الشرق الأوسط في مجال البرمجة والاقتصاد الرقمي، بهدف تطوير المواهب والخبرات والمشاريع المبتكرة المتخصصة في مجال البرمجة، وإنشاء حلقة وصل بين مجتمع المبرمجين والجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية.
أعلى الدول عالمياً
وتعد دولة الإمارات اليوم الأولى إقليمياً، وواحدة من أعلى الدول عالمياً في مؤشر البنك الدولي للشمول المالي، وتغطية الخدمات المالية المتنوعة، بما في ذلك الخدمات المصرفية والتأمينية، لأكبر عدد من السكان. كما تحتل دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في مؤشر نمو صادرات الخدمات التجارية، والمركز الثالث عالمياً في الصادرات السلعية بحسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية.
مشاريع فضائية
يشهد العام الجاري الانتهاء من مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء «المهمة رقم 1»، ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة «سيريوس» 20/21، والتي تمتد لثمانية أشهر في المجمع التجريبي الأرضي في معهد الأبحاث الطبية والحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو في روسيا، وستتمحور مُهمتهما حول دراسة آثار العُزلة على الإنسان من الناحية النفسية والفيزيولوجية، وعلى ديناميكيات الفريق؛ بهدف المساعدة في التحضير لمهام استكشاف الفضاء طويلة المدى، بالإضافة إلى انطلاق برنامج تدريب رائدي الفضاء نورا المطروشي ومحمد الملا اللذين سيباشران التدريبات في مركز جونسون للفضاء، بمدينة هيوستن الأميركية مطلع عام 2022.
كما يشهد العام الجاري وصول المستكشف «راشد» إلى القمر، كما تطلق أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، القمر الاصطناعي المصغر «الشارقة سات 1»، إضافة إلى مواصلة العمل على مجموعة من المشاريع النوعية عبر المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء.
كما تستضيف دولة الإمارات خلال العام الجاري مؤتمر عمليات الفضاء الدولي (سبيس أوبس) في خطوة ستعزز مكانتها مركزاً رئيساً لقطاع الفضاء على مستوى العالم، وكانت الإمارات قد تقدمت بطلب استضافة هذه الفعالية الرائدة في إطار مساعيها الهادفة إلى الارتقاء بقدراتها في علوم الفضاء والأبحاث والهندسة، وتمكين أسس القطاع في الدولة، لتصبح قادرة على استقطاب أفضل المهارات من حول العالم، ودفع عجلة الابتكار، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتوفير فرص عمل جديدة تشمل مجموعة من التخصصات، بما يضع الإمارات على خريطة الدول التي سبق أن أثبتت ريادتها بمجال العلوم الفضائية.