سامي عبد الرؤوف (دبي)
تقف دولة الإمارات، بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في مقدمة الدول الداعمة المهتمة بخدمة الإنسانية وتحقيق الساعدة للبشرية في مختلف المجالات وعلى الصعد كافة، وذلك من خلال عدة مبادرات إنسانية شملت العديد من الأنشطة الاجتماعية، والخيرية والتنموية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والعالم.
ويعتبر إطلاق المشروع الحضاري العربي للبحث عن النوابغ العرب، هو امتداد لمبادرات صاحب السمو على مدار الأعوام الماضية، وتغطي هذه المبادرات التنموية 5 مجالات ومحاور أساسية، تتعلق بتوفير الاحتياجات البشرية الأساسية من صحة، ومكافحة الأمية، والفقر، ونشر الثقافة وتطوير التعليم، والعمل كذلك على تطوير جيل من القيادات العربية الشابة، ودعم الحوكمة الرشيدة في المنطقة، بالإضافة إلى توفير أكبر حاضنة للمبتكرين، والعلماء، والباحثين العرب.
وترصد «الاتحاد»، أهم المبادرات العالمية والإقليمية والعربية، التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله»، على مدار20 عاماً، والتي أصبحت تنضوي تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية.
وتشرف المؤسسة على هذه المبادرات الإنسانية الحضارية، وتجمع المؤسسة تحت مظلتها 35 جهة ومبادرة تعمل في محاور المساعدات الإنسانية والإغاثية، الرعاية الصحية ومكافحة المرض، نشر التعليم والمعرفة، ابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات.
مكافحة الفقر
في مجال مكافحة الفقر والمرض، تسعى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إلى مد يد العون إلى العالم من خلال تقديم المساعدات، ومكافحة الفقر والمرض، وعلاج أسبابهما الجذرية.
وفي هذا السياق، وصل إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية عام 2020 إلى 382 مليون درهم، بزيادة أكثر من 100 مليون درهم عن العام 2019 الذي سجلت فيه نحو 262 مليون درهم. وتضاعف عدد المستفيدين من محور المساعدات الإنسانية والإغاثية ليصل عام 2020 إلى 34.8 مليون إنسان، بالمقارنة مع 17 مليون شخص عام 2019.
وتندرج تحت محور المساعدات الإنسانية والإغاثية كل من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، ومؤسسة بنك الإمارات للطعام، ومؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة سقيا الإمارات، ومركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة.
وضمن هذا المحور، قدمت حملة «10 ملايين وجبة» المجتمعية الوطنية الأكبر من نوعها التي أطلقتها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في رمضان 2020 لتوفير الدعم الغذائي للأفراد والأسر المتعففة، ممن تضرروا جرّاء تداعيات جائحة كوفيد-19، ما يعادل 15.3 مليون وجبة، فيما أسهم في الحملة 130 ألف متبرع وشارك في تنفيذها 1000 متطوع.
وجاءت مبادرة «أطول صندوق تبرعات» في العالم لتدعم حملة «10 ملايين وجبة» بإضاءة 1.2 مليون نقطة مضيئة على واجهة برج خليفة، أطول صرح عمراني في العالم، بواقع نقطة مضيئة لكل 10 دراهم يتم التبرع بها، حيث جمعت خلال أسبوع واحد فقط 12 مليون درهم تساوي 1.2 مليون وجبة قدمها 8.500 متبرع من 111 جنسية.
بدوره قدم بنك الإمارات للطعام 9.086 طناً من الطعام خلال عام 2020 ليسهم في توفير شبكة أمان للأكثر تأثراً بالضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي فرضتها جائحة كوفيد-19. كما نظم البنك حملة توعية استفاد منها 250.000 شخص.
الرعاية الصحية
إلى ذلك، سجل محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض حجم إنفاق إجمالي بلغ 49.6 مليون درهم خلال العام 2020، على عشرات المبادرات والحملات العلاجية والوقائية، وصل أثرها المباشر إلى 38 ألف شخص. وتنضوي تحت محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض كلٌ من مؤسسة الجليلة لدعم التعليم والأبحاث في المجالات الطبية ومؤسسة نور دبي اللتين تعملان على الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية والبحث العلمي والطبي لخدمة الإنسانية وتطوير العلوم الطبية.
وقد شهد العام 2020 إطلاق «مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية»، أول مركز أبحاث طبية حيوية مستقل في دولة الإمارات بقيمة إجمالية قدرها 300 مليون درهم، بحيث يهدف المركز، الذي يتبع مؤسسة الجليلة، إلى إعداد جيل جديد من الباحثين المؤهلين في التخصصات الصحية المتنوعة، ورفد المجتمع البحثي المحلي والإقليمي والعالمي ببحوث علمية طبية تخصصية، وتعزيز الابتكار في قطاع الرعاية الصحية، ووضع خطط استباقية لاحتواء الأوبئة، ودعم الجهود العالمية لإيجاد العلاجات الجديدة واللقاحات الفعالة.
ونظمت مؤسسة الجليلة حملة برنامج «عاون» في رمضان 2020 بالتعاون مع 14 جهة شريكة لدعم علاج المرضى على مستوى الدولة والتوعية بالتغذية الصحية وآليات الوقاية من جائحة كوفيد-19. وتابعت أيضاً برنامج «تآلف» في دورته السادسة، المعني بدعم أولياء الأمور والمعلمين وتدريبهم على التعامل مع التحديات الذهنية لدى الأطفال، حيث وصل البرنامج إلى 7600 طالب كما درّب 73 معلماً ومدير مدرسة. كما قدمت المؤسسة منحاً بحثية ودراسية بلغت قيمتها الإجمالية 7 ملايين درهم خلال عام 2020.
وأطلقت مؤسسة الجليلة في العام 2020 مبادرة «بصمة راشد بن سعيد» لجمع التبرعات للنهوض بالقطاع الصحي في الإمارات، حيث جمعت أكثر من 22.5 مليون درهم من التبرعات التي قدمها 107 متبرعين من الأفراد والمؤسسات.
أما مؤسسة نور دبي فواصلت عملها في توفير صحة العيون في متناول الفقراء والأشد حاجة، حيث وصلت إلى 11.564 شخصاً في إثيوبيا استفادوا عام 2020 من برنامجها للقضاء على مرض التراخوما. كما تابعت برنامج كاتسينا المتكامل للعناية بصحة العيون الذي يوفر العمليات الجراحية المجانية لأكثر من 11 ألف شخص، والفحوصات المجانية لـ363 ألف شخص وطالب مدرسة، وتوعية أكثر من مليونين من مقدمي الرعاية الصحية والمجتمعية في نيجيريا.
ونظمت نور دبي أيضاً المخيم العلاجي في العاصمة السودانية الخرطوم والذي استفاد منه 3900 شخص، خضع 500 منهم لعملية إزالة المياه البيضاء جراحياً. وعززت التوعية بوباء كوفيد-19 والإجراءات الاحترازية والوقائية منه، خاصة على مستوى الأطفال وطلبة المدارس.
كما شهد عام 2020 في محور الرعاية الصحية ومكافحة المرض اكتمال المرحلة الإنشائية الأولى من مشروع مركز مجدي يعقوب العالمي للقلب في العاصمة المصرية القاهرة، والذي رصدت له مبادرة صنّاع الأمل المنضوية تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية 88 مليون درهم من التبرعات التي تم جمعها له في احتفاليتها الضخمة التي كرمت فيها صناع الأمل في الوطن العربي في فبراير 2020، حيث سيستقبل المستشفى عند اكتماله مرضى القلب المحتاجين من مختلف أنحاء الوطن العربي مجاناً، مع التركيز على الأطفال.
نشر التعليم
وفي مجال نشر المعرفة، تؤمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بأن مكافحة الجهل هي عنصر أساسي لتحقيق التنمية، وتطوير حياة الأفراد، وتحسين علاقة البشر بالعالم المحيط بهم.
وسجلت مختلف المبادرات والمشاريع والبرامج المنضوية تحته حجم إنفاق إجمالي بقيمة 265 مليون درهم، واستفاد من برامجه ومبادراته 45.5 مليون إنسان.
ويضم هذا المحور، تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، مؤسسة دبي العطاء، ومؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وقمة المعرفة، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وجائزة محمد بن راشد للغة العربية، وتحدي القراءة العربي، ومنصة مدرسة، والمدرسة الرقمية..
ابتكار المستقبل
بالنسبة لابتكار المستقبل والريادة، تهتم مبادرات محمد بن راشد العالمية، بتطوير المجتمعات من خلال تخريج قيادات متخصصة في الحوكمة الرشيدة، ودعم وتنمية روح الريادة والمشاريع لدى الشباب، وتوفير حاضنات متكاملة لدعم المبتكرين، والاعتماد على الأبحاث والابتكار كأحد أهم أدوات تغيير المستقبل في المجتمعات.
وحظي محور ابتكار المستقبل والريادة باهتمام رئيس، ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، خلال العام 2020، حيث بلغ حجم الإنفاق على مختلف المبادرات والمشاريع تحت هذا المحور 440 مليون درهم استفاد منها 1.3 مليون شخص. ويندرج تحت محور ابتكار المستقبل والريادة: متحف المستقبل، ومبادرة مليون مبرمج عربي، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وجائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمياه.
ووفرت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في العام 2020 ضمن هذا المحور حزمة متكاملة من الحوافز والتسهيلات بقيمة 192 مليون درهم، وبلغ عدد رواد الأعمال الإماراتيين المستفيدين منها 3563 رائد أعمال. كما واصل مركز حمدان للإبداع والابتكار التابع للمؤسسة خلال عام 2020 تقديم خدمة «حاضنات الأعمال» ليصل عدد الشركات الناشئة المستفيدة من هذه الخدمة إلى 645 شركة حتى الآن.
وشهد عام 2020 تركيب القطعة الأخيرة في واجهة متحف المستقبل في دبي الذي يشكل معلماً أيقونياً، حيث سيكون لدى افتتاحه حاضنة لأفكار وابتكارات وتقنيات المستقبل.
كما أطلقت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تحت هذا المحور، مشروع «المبرمج العالمي» كأكبر مبادرة توفر منصة تدريبية على الإنترنت لخمسة ملايين شاب وشابة في 50 دولة.
تمكين المجتمعات
في مجال تمكين المجتمعات، تقوم مبادرات محمد بن راشد العالمية، بدور ريادي في تعزيز التفاهم والتسامح بين الثقافات والأديان والحضارات، والتأكيد على مبدأ السلام العالمي، بالإضافة إلى تزويد المجتمعات بمنصات تحتضن المبدعين، والمثقفين. وتقوم هذه المبادرات، بعقد المؤتمرات، وتقديم الجوائز للمبدعين في مجال الإعلام، والفن، والرياضة.
وبلغ حجم إنفاق مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، على مختلف المشاريع والمبادرات والبرامج ضمن هذا المحور، وفق تقرير الأعمال للعام 2020، نحو 79.5 مليون درهم، وبلغ عدد المستفيدين 1.1 مليون إنسان.
وينضوي تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية ضمن محور تمكين المجتمعات كلٌ من مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الحضاري، المعهد الدولي للتسامح، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح، وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ومنتدى الإعلام العربي، وجائزة الصحافة العربية، وقمة وجائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب، ومؤتمر دبي الرياضي الدولي، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، والمنتدى الاستراتيجي العربي، ومركز محمد بن راشد لإعداد القادة، وصنّاع الأمل.
نتائج وأرقام
وفقاً لتقرير الأعمال لمبادرات محمد بن راشد العالمية، لعام 2020، بلغ حجم الإنفاق 1.2 مليار درهم استفاد منها 83 مليون شخص من 82 دولة حول العالم.
وخلال العام 2020، وعلى الرغم من العوائق الفنية واللوجستية والإدارية التي فرضتها جائحة كوفيد-19، فإن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية نجحت في الوصول إلى عدد غير مسبوق من المستفيدين بالمقارنة مع السنوات السابقة.
وقد تجاوز حجم إنفاق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية على مختلف مبادراتها الإنسانية والخيرية والإغاثية والتنموية والمجتمعية، من خلال المؤسسات والمبادرات والمشاريع والبرامج التابعة لها، أكثر من 1.2 مليار درهم، وصل أثرها الإيجابي إلى 82 دولة، استفاد منها 83 مليون شخص، مقارنة مع 71 مليون شخص في العام 2019.
وبلغ عدد موظفي مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية من مسؤولين وإداريين وفنيين وطواقم ميدانية 576 موظفاً، في حين بلغ عدد المتطوعين 121.676 شخصاً في مختلف مشاريع وبرامج المؤسسة الإنسانية والتنموية.
وتنضوي تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية 35 مؤسسة ومبادرة مؤسسية تنفذ مئات المشاريع والبرامج والحملات، ضمن خمسة محاور عمل رئيسة هي: المساعدات الإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات.