آمنة الكتبي (دبي)
انضم رائدا الفضاء الإماراتيان نورا المطروشي ومحمد الملا إلى البرنامج التدريبي في مركز جونسون للفضاء في الولايات المتحدة، وهو مقر رئاسة مشاريع مركبات الفضاء الأميركية المأهولة التي تديرها الإدارة الوطنية للطيران وعلوم الفضاء «ناسا».
ويمضي رائدا الفضاء ومتخصصو البعثة، سنتين في تدريبات عامة في المركز، وبعد الانتهاء بنجاح يصبحان مؤهلين لرحلات طويلة إلى محطة الفضاء الدولية أو الرحلات الأخرى إلى الفضاء، كما يتضمن التدريب خمس مراحل أساسية، منها مناهج دراسية، وتدريبات الطيران، وتدريبات النجاة، تدريبات للبعثة، بالإضافة إلى تدريبات خاصة.
ويخضع رواد الفضاء في مركز جونسون إلى تدريبات الطيران على الطائرة النفاثة تي 38، ليكونوا متخصصي بعثة، بقيادة هذه النفاثات أثناء الصعود أو الهبوط، ويتدربون على مناورة النفاثات على ارتفاعات أكثر من 5.1 كم، كما يدرس رواد الفضاء كهرباء الطائرة، وحماية الحياة، وكيفية استعمال كرسي الإنقاذ وأنظمة أخرى.
ويتعلم رواد الفضاء كيفية النجاة بعد هبوط اضطراري في الماء أو في الغابة، مثل هبوط سفينة الفضاء العائدة في المحيط قبل طيران مكوك الفضاء، وهبوط مكوك الفضاء على ممر جوي، ولكن الرواد يتدربون على الهبوط المفاجئ في الماء، وكذلك يتمرنون على الهبوط في المياه، بينما يكونون معلقين في المظلات، حاملين عدة النجاة، ثم يتخلصون منها لارتداء طوق النجاة، وينتظرون إنقاذهم بطائرة مروحية.
كما يخضع رواد الفضاء أيضاً لتدريبات العيش في الغابات والصحراء ومختلف الفصول، لإعدادهم للهبوط الاضطراري في المناطق النائية، كما يخضعون لتدريبات في معامل الفضاء على تشغيل معدات خاصة وأجهزة لازمة لإجراء تجارب علمية وهندسية، ويتدربون كذلك على المكوك الفضائي بطائرات نفاثة تلقي بهم من الخلف للتمرين على الطيران، بعيداً عن سفينة الفضاء، دون خط أمان.
ويقضي الرواد أوقاتهم في التدريب على أجهزة المحاكاة، وهي أجهزة تحاكي ظروف رحلة الفضاء بالضبط، كما يقضي أعضاء الطاقم نحو 8 ساعات في اليوم على تلك الأجهزة، ليكرروا كل جزء من الرحلة، ويعطي المعلمون أعضاء الطاقم بصفة مستمرة قضايا لحلها وتصحيحها، لتهيئتهم لكل المواقف الطارئة المحتملة.
وقت أكبر
يمضي رواد الفضاء في أجهزة المحاكاة وقتاً أكبر من بقائهم في الفضاء، فهم يعتبرون أن أجهزة المحاكاة هي إعداد جيد، من أجل ما سيواجهون في الرحلات الحقيقية، ويتم تدريب رواد الفضاء أيضاً في نموذج بالحجم الطبيعي لسفينة الفضاء، ما يساعدهم على ممارسة العمل والمعيشة في أحوال مماثلة لسفينة الفضاء، وفي النموذج الحقيقي يخزن رواد الفضاء أشياء، حيث يجهزون الطعام، ويختبرون أجهزتهم، كذلك يتدربون على الدخول والخروج من مركبة الفضاء.
ويدرس رواد الفضاء علم الديناميكا الهوائية، والفيزياء، وعلم وظائف الأعضاء، وأساليب متابعة سفن الفضاء، بالإضافة إلى، كيفية الاتصال برواد الفضاء في الفضاء، وأهمية الأجهزة في محطة الفضاء الدولية، والاعتمادات المالية لتحقيق برنامج الرحلة الفضائية. وتعتبر المناهج الدراسية جزءاً مهماً في تدريب رائد الفضاء، حيث يدرس رائد الفضاء مناهج دراسية عن محركات الصواريخ وميكانيكا الطيران، ونظرية الحاسوب، كما يدرس رواد الفضاء الصخور النارية المشابهة لصخور سطح القمر، وغيرها.